محلي

مؤكدة قيام مليشيا الردع بعديد الجرائم.. الفورين بولسي: من يسيطر على مطارات ليبيا يسيطر على ليبيا


مؤكدة قيام مليشيا الردع بعديد الجرائم.. الفورين بولسي: من يسيطر على مطارات ليبيا يسيطر على ليبيا

أوج – القاهرة
قالت صحيفة “فورين بوليسي” الأميركية أن الجهة التي ستسيطر على البنية التحتية الحيوية، ومن بينها مطار معيتيقة الدولي، هي من ستفوز بالحرب الأهلية الدائرة في ليبيا، مسلطة الضوء على جرائم ميليشيا الردع التي يتزعمها عبدالرؤوف كاره والانتهاكات التي قامت بها.
وبينت الصحيفة الأميركية في تقرير لها أمس الأربعاء، والذي طالعته وترجمته “أوج”، سلسلة من الأحداث التاريخية حول مطار معيتيقة الدولي منذ الانتداب البريطاني سنة 1949م مرورا بثورة الفاتح العظيم سنة 1969م، وصولاً إلى سيطرة الميليشات المسلحة ومن بينها ميليشيا الردع على مطار معيتيقة.
وأشار التقرير إلى أن هجوم خليفة حفتر على طرابلس في 4 الطير/أبريل الجاري، جاء تتويجاً لسلسلة معارك قام بها، خلال سنوات عدة، للسيطرة على ليبيا بشكل تدريجي، مضيفاً إنه بعد أيام قليلة من بدء هجوم قوات الكرامة على العاصمة قامت بشن غارة جوية على مطار معيتيقة الدولي، وهو آخر المطارات التي لا تزال تعمل في طرابلس، والتي اعتبرها غسان سلامة المبعوث الأممي، “انتهاك خطير للقانون الإنساني”.
وزعم أن “ميليشيات حفتر” سيطرت لفترة وجيزة على مطار طرابلس الدولي، المطار الرئيسي للعاصمة، والذي يقع على بعد حوالي 15 ميلاً جنوب المدينة، لافتاً إلى إنه بالرغم من أن المطار مغلق أمام السفر الجوي المدني منذ عام 2014م، جراء تضرره من القتال بين الميليشيات المسلحة المتنافسة، إلا أن قوات الكرامة أرادت استخدامه كقاعدة انطلاق لمزيد من التقدم في طرابلس، مشيراً إلى انهم لم يحصلوا على هذه الفرصة، لأن الميليشيات الموالية لحكومة الوفاق المدعومة دولياً استعادت السيطرة على المنشأة بعد يومين فقط.
ولفت إلى إنها ليست المرة الأولى التي تكون فيها مطارات ليبيا مركز الحرب الأهلية في البلاد، موضحاً انه منذ  منذ الإطاحة بالنظام عام 2011م، أصبحت المطارات – وكذلك البنية التحتية الحيوية الأخرى، بما في ذلك موانئ النفط ومستودعات الأسلحة والثكنات العسكرية والجسور والطرق الرئيسية – مواقع استراتيجية حيوية للعديد من الميليشيات التي تتنافس على السيطرة على ليبيا الشاسعة جغرافيا والغنية بالموارد الطبيعية.
وبيّن التقرير أن تاريخ مطار طرابلس الدولي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالحرب الأهلية الليبية، موضحاً انه قببل أحداث 2011م، كان المقاولون الأتراك يبذلون قصارى جهدهم في بناء محطات جديدة في ليبيا، وهو العمل الذي لم يكتمل على الإطلاق، حيث قامت في شهر هانيبال/أغسطس 2011م، مجموعة من الميليشيات المسلحة، بمن فيهم بالمقام الأول ميليشيات من مدينة الزنتان ومن مدينة مصراتة بالسيطرة على المرفق وطرد العاملين.
وأوضح أن ميليشيات الزنتان استفادت من عائدات الجمارك وعمليات التهريب التي قامت بها من خلال سيطرتها على المطار، مضيفاً أن كل مسافر مرّ في مطار طرابلس بعد سنة 2011م، “كانت تستقبله شاحنات البيك آب والتويوتا والتي ثُبت عليها المدافع المضادة للطائرات، وحيث ارتدى رجال الميليشيات الذين كانوا يديرون المطار شعارات الدولة من أجل خلق وهم الشرعية، لكن الجميع كان يعلم، سواء كانوا ليبيين أو اجانب، أن من يسيطر على المطار مجرد ميليشيات مسلحة لا شرعية لها”.
وأشار إلى المعارك التي اندلعت في طرابلس، في شهر الناصر/يوليو 2014م، بين ميليشيات الزنتان وميليشيات مصراتة، زاعماً قيام ميليشيات الزنتان بحرق المطار بدلاً من السماح من أن تسيطر عليه ميليشيات مصراتة، مضيفاً انه بعد سيطرة ميليشيات مصراتة على بعض منشآت المطار اضطرت ميليشيات الزنتان للانسحاب منه.
وتابع، “بدوره، أصبح مطار معيتيقة الدولي، الواقع على بعد خمسة أميال شرق طرابلس، المطار الفعلي للعاصمة، بالرغم من أن شركات النقل الأجنبية لم تستخدمه أبداً، مضيفاً إنه عشية القتال الأخير، استخدمت المطار ثلاث شركات طيران ليبية فقط، بحوالي 10 رحلات يومية، معظمها إلى تونس أو تركيا، بالإضافة إلى عدة رحلات أخرى إلى الشرق الأوسط وأفريقيا.
ولفت إلى إنه على مدار تاريخ ليبيا الذي يمتد لقرن تقريباً، كان مطار معيتيقة محطة مهمة في البلاد، ففي أوائل العشرينات من القرن الماضي، بنت إيطاليا مطاراً في ليبيا وخلال الحرب العالمية الثانية، أصبح مطار معيتيقة قاعدة جوية ألمانية، ليتم الاستيلاء عليه من قبل البريطانيين في عام 1943م، ثم سيطر عليه الجيش الأمريكي، حيث قام الأمريكيون بتسميته باسم قاعدة ويلوس الجوية، وعلى مدار حوالي 25 عاماً، كان أفراد من الولايات المتحدة وعائلاتهم يعيشون ويعملون في ليبيا، وبمرور الوقت، أصبح الوجود العسكري الأمريكي رمزا لاستغلال الغرب لمصادر ليبيا النفطية.
وأكد أنه بعد قيام الضابط الشاب بالجيش الليبي، القائد الشهيد معمر القذافي، بثورة الفاتح العظيم والتي اطاحت بالنظام الملكي عام 1969م، كانت أولى مهامه طرد الأمريكيين من ويلوس، حيث قام بإعادة تسمية المنشأة بقاعدة عقبة بن نافع الجوية، وعملت القوات الجوية الليبية بالمطار لفترة زمنية وجيزة، وفي عام 1995م، أصبح المطار ثاني مطار مدني في طرابلس وحصل على اسمه الحالي، مطار معيتيقة الدولي.
وأشار إلى إنه خلال أحداث ليبيا سنة 2011م، سيطرت ميليشا مسلحة سلفية بقيادة عبد الرؤوف كارة على المطار، والتي حصلت على “غطاء سياسي ورواتب من السلطات الانتقالية الهشة في ليبيا”، موضحاً أن المدفوعات كانت جزءاً من محاولة تمكين الميليشيات بالمهام الأمنية بعد مرحلة النظام الليبي، حيث تم تكليف ميليشيا كارة وميليشيا النواصي بمكافحة تهريب المخدرات ومكافحة الإرهاب.
وأوضح أن ميليشا كارة المسلحة، استخدمت مطار معيتيقة الدولي كقاعدة لها، وحيث بدأت بعمليات قتل انتقامية بعد 2011م، من خلال مطاردة مسؤولي أمن النظام الليبي وغيرهم من المرتبطين بالنظام.
ولفت إلى إنه في عام 2018م، قامت حكومة الوفاق المدعومة دولياً، والتي “تسيطر اسمياً فقط على طرابلس، وبعض مناطق الغرب الليبي” بدمج عدة ميليشيات ومن بينها ميليشيا كارة وتسميتها بقوة الردع الخاصة، موضحاً انها “جزء رئيسي من جهاز الأمن القومي الليبي”.
وبيّن التقرير الأميركي إنه على الرغم من أن القوة تعمل بصورة اسمية تحت سلطة وزارة الداخلية، إلا أنها تحتفظ بهياكل قيادتها الخاصة وتعمل بمستوى كبير من الاستقلال الذاتي باعتبارها واحدة من أربع ميليشيات قوية تتنافس للسيطرة على طرابلس.
واعتبر أن عبد الرؤوف كارة، ومن خلال “قاعدته في معيتيقة” أصبح من أمراء الحرب من الدرجة الثانية في ليبيا، مضيفاً أن كارة انخرط في فكر التطرف الإسلامي بالرغم من إنه “ظاهرياً” يعارض أعمال الجهاد المتصلة بالعنف.
واختتمت الفورين بوليسي تقريرها بالتأكيد على تورط قوة الردع الخاصة بالعديد من الجرائم، مشيراً إلى أن مركز الاحتجاز التي تديره في معيتيقة هو أكبر المعتقلات في غرب ليبيا، والذي يضم 2600 رجل وامرأة وطفل، وحيث يعتبر مركزا للاعتقالات التعسفية والتعذيب ومنع الرعاية الطبية ونسبة عالية من الوفيات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى