محلي

الجمالي: طالبو السلطة في ليبيا استخدموا المليشيات.. وقد تسرع الحرب في طرابلس من عملية السلام


ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏نظارة‏‏‏

أوج – القاهرة
قال الممثل الخاص لجامعة الدول العربية إلى ليبيا، صلاح الدين الجمالي، إن مشاركة روسيا في الحوار حول ليبيا سيكون له الأثر الإيجابي لتحقيق الإستقرار في ظل الظروف الحالية التي تعيشها البلاد، مشيراً إلى أن بعض محاولات الدول الغربية للمساعدة في استعادة السلام في ليبيا تتعارض مع مصالح مع بعض اللاعبين الآخرين.
وأضاف الجمالي في حوار خاص مع وكالة سبوتنيك، أمس الجمعة، والذي طالعته “أوج”، أن “أعمال الشغب” بدأت مباشرة بعد القمة الأخيرة لجامعة الدول العربية في تونس في 30 الربيع/مارس 2019م، موضحاً إنه خلال القمة، شددت الدول العربية على أهمية عملية السلام واستمرار اجتماعات المجموعات السياسية الليبية، لافتاً إلى أن أحداً لم يتوقع أن تندلع حرب.
وأشار إلى زيارته إلى ليبيا قبل قمة تونس، لافتاً إلى أنه كان هناك القليل من الأمل في النقاشات السياسية، حتى فيما يخص ملتقى غدامس، مرجحاً أن لا يكون هدف حفتر من هجومه على طرابلس تأجيل الملتقى، مضيفاً انه من المنطقي أن يكون قد تم اتخاذ القرار قرار بالهجوم قبل أسابيع.
وأوضح أن عنصر المفاجأه في الهجوم كان له تاثيراً كبيراً، مضيفاً أن قادة شرق ليبيا لم يؤمنوا أن هذه المفاوضات ستؤدي إلى شيء ما، أو أن المفاوضات التي استمرت عدة سنوات خاب أملهم من نتائجها، لافتاً إلى أن الأمر متبادل لأن حتى الغرب لم يعد لديه ثقة بالمفاوضات مع الليبيين، مستطرداً ” انعدام الثقة متبادل”.
ولفت إلى إنه قبل الحرب لم يكن كلا الجانبين على توافق، ولم يكن هناك أي ثقة بينهما، وبالتالي لا يمكن أن تكون هناك مفاوضات، موضحاً بالقول “ربما حدث ذلك لأن كلا الجانبين طلب السلطة؟ وهنا تكمن المشكلة في ليبيا: هناك حرب بين السياسيين”، مضيفاً أن طالبي السلطة في ليبيا استخدموا الميليشيات لمصالحهم الخاصة.
وأضاف أنه لم يلجأ أحد إلى الجامعة العربية حتى الآن، موضحاً أن الأمين العام للجامعة العربية كان متواجدا عندما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش أحدث نسخة من مشروع الأمم المتحدة المتعدد الأطراف إلى جانب الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي.
وأكد الجمالي أن الجامعة العربية على استعداد لإرسال مراقبين لمراقبة العملية الانتخابية، مشيراً إلى أن الجامعة أرسلت 400 مراقب في انتخابات عام 2014م، والتي تم انتهاكها من قبل المتطرفين، مضيفاً إنها مستعدة للقيام بنفس الدور مرة أخرى وفي أي وقت إذا أرادت الأطراف المعنية ذلك.
وأشار إلى أن الجامعة وكجزء من قمتها الأخيرة تونس لدعم مبادرة الأمم المتحدة، نظمت اجتماعاً رباعياً ضم الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية.
وحول إذا ما كان تعدد الوسطاء يساهم بتأخير الحل السلمي للأزمة الليبية، أوضح الجمالي، أن كل الجهود يبذلها الوسطاء في إطار مبادرة الأمم المتحدة، مضيفاً أن اللجنة الرباعية تشرف على تنفيذ عملية السلام، مشيراً إلى أن اجتماع باريس في شهر الماء/مايو 2018م، كان أيضاً جزء من عملية السلام للأمم المتحدة، كما هو الحال في مؤتمر باليرمو ومبادرة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي التي بدأت في الكانون/ديسمبر 2016م، حيث تمت من أجل تسريع عملية السلام، ولذلك الوسطاء لا يتداخلون مع بعضهم البعض، هناك طريقة واحدة فقط، وهي مبادرة السلام التي أطلقتها الأمم المتحدة.
وأكد أن الدول التي تقوم بدور الوساطة تعمل في إطار مبادرة الأمم المتحدة وتحاول منع تدهور الوضع في الدول المجاورة، مشيراً إلى أن التطرف واللصوصية والإرهاب والهجرة غير الشرعية تتعايش في ليبيا، وهناك أشخاص يمرون عبر ليبيا إلى أوروبا وفي بعض الأحيان يبقون أكثر من عام في البلاد، ويحدث أن يصبح هؤلاء المهاجرون مجرمين، أعضاء في جماعات إجرامية، يشاركون في الاتجار غير المشروع، وينضمون إلى صفوف الإرهابيين.
ولفت الى أن الأمر له تأثير سلبي على البلدان المجاورة، وخاصة في جنوب الصحراء، لأنه من الصعب على بلدان الساحل والصحراء السيطرة على الحدود، بصرف النظر عن الصعوبات الاقتصادية، مضيفاً أن الوضع في ليبيا يمثل مشكلة خطيرة لهم، ولن تقوم هذه الدول بتسريع عملية التسوية السلمية فحسب، ولكن أيضاً إيجاد حلول مباشرة لمشاكلها.
وأشار الجمالي إلى أن المنظمات الدولية والإقليمية تدعم عملية السلام، موضحاً أن القوى الكبرى لديها مصالح مختلفة للغاية في ليبيا، والتي لا تتجلى في المواقف الرسمية للأحزاب، لافتاً إلى أن الأمر يعوق التوصل إلى تسوية سلمية.
وأضاف أن هناك مصالح وهناك ميليشيات لحماية مصالح الأطراف، مشيراً إلى أن ليبيا تمتلك احتياطيات هيدروكربونية غنية وتتمتع بموقع استراتيجي، أكثر من 2000 كيلومتر من الساحل، والبلد على عتبة أوروبا، لافتاً إلى أن الأوروبيون يبدون اهتمامهم بالنفط الليبي ليس فقط بسبب المسافة القريبة، ولكن أيضًا بسبب الجودة العالية للنفط.
ولفت الى أنه في حالة تفاقم الوضع الدولي، يمكن الوصول إلى أوروبا من الجزائر وليبيا، أكثر من نيجيريا أو حتى دول الخليج العربي، وبالتالي، فإن الدول الأوروبية، ولا سيما فرنسا وإيطاليا، وربما بريطانيا، والتي لديها اهتمام كبير بالنفط الليبي وتحتفظ تقليديا بعلاقات مع هذا البلد، لها مصالح تقوم بتعقيد الوضع.
وحول إذا ما كانت هذه الدول تتعرض لضغوط من شركات النفط الوطنية، قال الجمالي، “بالضبط فهي رسميا تدعم عملية التسوية، على سبيل المثال، الاتحاد الأوروبي، بعد كل المنظمات الإقليمية والدولية، فإن معظم البلدان تؤيد حل الأزمة في ليبيا على طاولة المفاوضات، من أجل وحدة الشعب والأرض، كل شيء جيد من الناحية النظرية، ولكن من الضروري الآن الجمع بينه وبين مصالح كل دولة على حدى”.
وأضاف أن الأمر ينطبق على كل من النفط والاستراتيجية ومجالات التأثير السياسي، موضحاً أن مصالح فرنسا تنطبق بشكل أساسي بالبلدان الواقعة جنوب الصحراء، ولدى إيطاليا مصالح تقليدية في ليبيا، حيث تنشط شركة “إيني”، وتود بريطانيا الحفاظ وزيادة وجودها في ليبيا مثل الولايات المتحدة، والقيادة الأفريقية للقوات المسلحة للولايات المتحدة افريكوم لديها قواعد في البلدان الواقعة جنوب الصحراء، مشيراً إلى أن هذا لا يسهم في استعادة السلام، ويجب أن تكون الدول الغربية أكثر صراحة وأن تبدي رغبة أكبر في السلام، وألا تفي بأهدافها على حساب التسوية السلمية.
وتابع “من المؤكد أن لروسيا مصالحها الخاصة، ولكن ليس في المستقبل القريب” موضحاً ان لروسيا مصالح اقتصادية وعسكرية، حيث تعمل كقوة اقتصادية وعسكرية، مشيراً إلى أن الدور الإيجابي لروسيا، “لأنها لا تترك الأوروبيين وحدهم في هذه المنطقة، وربما يعزز موقف الدول العربية، يستمعون لها أكثر، فهي أقل عدوانية من غيرها في تنفيذ الأهداف العاجلة”.
وأشار الى أن لروسيا الآن تأثير كبير في الساحة الدولية، ووجودها يعطي بعدًا جديدًا للأزمة الليبية ويساهم في التوصل إلى تسوية سلمية، موضحاً إن تدويل الأزمة الليبية ومشاركة روسيا قد يجبر الأوروبيين على التعامل مع هذه القضية بجدية أكبر.
وحول ما إذا كان هناك وجود لقوات عسكرية أجنبية على الأراضي الليبية، قال الجمالي ان وسائل الإعلام لاحظت وجود أمريكي صغير في إطار الافريكوم، بحجة أنه كان من الضروري حماية السفارات، بالإضافة إلى ذلك، يتم نشر قوات الأمن لضمان أمن السفارات.
واعتبر الجمالي انه ليس هناك قواعد عسكرية أجنبية في ليبيا مضيفاً أن الأمريكيين حاضرون للتدخل حسب تقديرهم، مشيراً إلى إنه لطالما أن الدولة الليبية ليست قوية بما فيه الكفاية، فهي لا تسيطر على حدودها، يمكن للجميع التصرف بحرية لمصالحهم الخاصة.
وشدد على أن جميع الدول العربية تؤيد وحدة ليبيا ووحدة الشعب والأرض، وجميع الدول العربية تؤيد تعزيز ودعم التسوية السلمية، مؤكداً على معارضة الدول العربية للحل العسكري، ولتايدها للمفاوضات.
وحول تنديد خبراء الأمم المتحدة بدولة عربية في تقريرهم عام 2017م، والتي قيل إنها قدمت الدعم اللوجستي والتقني إلى خليفة حفتر، قال الجمالي “ربما يكون التقرير أكثر توازنا بالنظر إلى موقع المعسكر الآخر، يوجد هناك مصالح البلدان الفردية، وأفعالهم السرية، لكن مع تقدم عملية السلام، سوف تتلاشى في الخلفية”.
وفيما يتعلق بالتفاقم الأخير للوضع، وإذا ما كان هناك إجماع في الجامعة العربية، أكد الجمالي أن الشيء الرئيسي لدى الجامعة هو عدم دعم جانب واحد على حساب الآخر، مضيفاً إنه من الضروري تشجيع الطرفين على الاجتماع، والجلوس مرة أخرى على طاولة المفاوضات، والتخلي عن منطق الحرب، والانتقال إلى منطق المفاوضات والسلام.
وأشار إلى إنه من المستحيل استعادة السلام من خلال مواصلة الحرب، معرباً عن آمال جامعة الدول العربية في أن يصمت صوت السلاح، مضيفاً “بل ومن المحتمل أن يجتمع الليبيون أنفسهم، بعد التأكد من أن الحرب لا تؤدي إلى السلام”.
وأوضح إنه من الممكن أن تسرع هذه الحرب من عملية السلام، مشيراً إلى أن الحرب يمكن أن تسهم في المفاوضات، وفي بعض الأحيان يتم إجراؤها على وجه التحديد لهذا الغرض من أجل تحقيق تقدم في المفاوضات، ويوجد العديد من الأمثلة في التاريخ.
ورجح الجمالي ان يكون تم اتباع مبدأ “إن كنت تريد السلام فاستعد للحرب، مشيراً إلى حرب أكتوبر 1973م، حين قال الرئيس أنور السادات “أحارب لتقريب السلام”.
وأضاف أن خليفة حفتر يزعم أن هدفه هو محاربة الإرهابيين، فهو يحاول طردهم من العاصمة، وإذا نجح في إقناع ممثلي مختلف الأحزاب في السلطة، في طرابلس وبنغازي، بضرورة الجمع بين الجهود في الحرب ضد الإرهابيين، “هؤلاء المجرمين الذين يعملون في طرابلس وخارج المدينة، لا يمكن إلا الترحيب بالأمر”.
وأشار الجمالي إنه لا يزال بالإمكان أن يتفاوض ويتعاون خليفة حفتر وفائز السراج من أجل محاربة الإرهاب، مضيفاً أن الثقة بين الأطراف يمكن أن تساعد في حل جميع المشاكل، مستطرداً” مع الثقة، فإن التسوية السلمية سوف تتحرك بسرعة، يجب أن نكتسب الثقة ونقويها”.
وحول إذا ما كان هناك من خلافات بين ثلاثية الجزائر ومصر وتونس حول ليبيا، قال الجمالي، “لكل دولة مجاورة وجهة نظر ومصالح استراتيجية واقتصادية، موضحاً أن مصر لها مصالحها الخاصة، والجزائر لها مصالحها الخاصة.
وأضاف إنه بالطبع هناك تنافس، لكن يمكن السيطرة عليه والتغلب عليه حتى لا يقوض الجهود المبذولة، مشيراً إلى أن الرئيس التونسي اقترح عقد اجتماع ثلاثي لتنسيق أعمال هذه البلدان فيما يتعلق بالأمن، حيث توجد مشاكل خطيرة في هذا المجال، والمتمثلة بالجريمة والهجرة غير الشرعية والإرهاب، بالإضافة إلى وجود مقاتلي بوكو حرام في الجنوب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى