محلي
صوت العقل.. تقرير فرنسي يسلط الضوء على الموقف المعتدل لسيف الإسلام

أوج – باريس
نشرت صحيفة ريفليتس الفرنسية، الواسعة الانتشار في منطقة الفرنكوفونية، الصادرة الإثنين الماضي، مقالاً مطولاً تحت عنوان “عودة سيف الإسلام القذافي”، تناولت فيه الوضع في ليبيا وما آل إليه.
وتحدث المقال عن الحرب الدائرة في ليبيا، واصفًا إياها، بأنها تدور بين رجلين قويين حسب قوله، هما؛ السراج، وحفتر، وأن رجل مسالم دخل بينهما، لا يتبع أحدًا منهم هو الدكتور سيف الإسلام القذافي، الذي بادر بحل سلمي يتوافق مع الطرح الذي قدمته الأمم المتحدة، مشيرة إلى أنه يسعى بقوة إلى المصالحة الوطنية الشاملة.
وتطرق المقال، إلى لقاء أُجري مع عضو فريق سيف الإسلام السياسي، محمد القيلوشي، والذي عبر فيه عن قوة سيف الإسلام في ليبيا، وشعبيته المتصاعدة، مؤكدًا أنه لو تقدم للانتخابات اليوم، لفاز بها بنسبة عالية، مشيرًا إلى أن سيف الإسلام سيحقق السلام والأمان للبلاد، وهو الشيء الذي فقده الشعب الليبي منذ زمن طويل، حيث يعيش الشعب عيشة صعبة، دون كهرباء، ولا وقود، ولا أمان.
وأضافت الصحيفة، بأنه بانتهاء نظام القذافي، فإن ليبيا حتى اللحظة لا تستطيع إعادة بناء نفسها، مشيرة إلى أنه كان من المقرر عقد مؤتمر وطني تحت رعاية الأمم المتحدة في الفترة من 14 إلى 16 الطير/أبريل في غدامس، في محاولة لوضع حد للأزمة السياسية التي تشل البلاد منذ سنوات، إلى أن أطلق حفتر قواته لتهاجم العاصمة طرابلس، فأعلنت الأمم المتحدة تأجيل المؤتمر، في انتظار هدنة افتراضية.
وتناولت الصحيفة الفرنسية في مقالها، حالة الانقسام التي تعاني منها ليبيا منذ العام 2014م، ومراكز القوى التي تكونت في شرق البلاد وغربها عسكريًا ومدنيًا.
وقال أنه وسط تلك الحالة من الانقسامات التي تضرب صفوف الليبيين، يُسمع صوت، سيف الإسلام، نجل القائد الشهيد، معمر القذافي، الذي ظهر حتى بداية 2011م كمصلح ومعتدل في نظر الغرب، حيث تخرج من الهندسة المعمارية في ليبيا، وتحصل في فيينا على شهادة الماجستير في الاقتصاد والإدارة، بالإضافة لشهادة دكتوراه من جامعة لندن، مما يجعله محاورًا متميزاً للدبلوماسية الغربية، من خلال مطالباته المتكررة بخلق نظام ديمقراطي، ودعمه للجمعيات والأعمال الخيرية، حيث قدم تطورات سياسية في ليبيا عام 2007م، بما في ذلك صياغة الدستور وحرية الصحافة.
وأكد القيلوشي أن ما يحدث في طرابلس اليوم، هو مفاجأة حقيقية للجميع، موضحًا أن خشية سيف الإسلام من أن استمرارية القتال ستزيد من المأساة في ليبيا، بل وتعطل مسار العملية السياسية، مؤكدًا أنه بذلك سيكون تحقيق السلام وإعادة الاستقرار في ليبيا أكثر صعوبة.
وفقًا للقيلوشي، فإن الدكتور سيف الإسلام القذافي، يدعم سير العملية السياسية التي وضعتها الأمم المتحدة، وليس أي من المتحاربين، آملاً أن تشهد الأيام المقبلة نهاية للقتال، خاصة وأن طرابلس مدينة ذات كثافة سكانية كبيرة، ما يزيد من خطورة وقوع إصابات كبيرة بين المدنيين.
ورسميًا، فإن كل المجتمع الدولي اتخذ موقف سيف الإسلام، بالدعوة إلى وقف كل أعمال العنف والاقتتال، والعودة إلى طاولة المفاوضات، وإلى الملتقى الذي ترعاه الأمم المتحدة، بالإضافة إلي أن الأمين العام للجامعة العربية قد دعا، كافة الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وأوضح القيلوشي، أن التجربة السياسية لسيف الإسلام لها أهمية خاصة لتحقيق المصالحة الوطنية، التي لا يمكن تحقيقها بقرار في مكتب، قائلاً: “إنها تتطلب وجود شخص ذو خبرة، وله جذور عميقة في البلاد وتاريخ سياسي”، لافتًا إلى أنه يتمتع بمعرفة جيدة بالسياسة الليبية والتركيبة الاجتماعية.
وكشف القيلوشي، أن سيف الإسلام لعب دورًا كبيرًا على المستوى الدولي قبل عام 2011م في العمل الإنساني، حيث وتولى رعاية جمعية حقوقية، بالإضافة إلى أنه يتمتع بشعبية كبيرة بين القبائل ومكونات المجتمع الليبي، حيث اهتم بكل المصالحات الحقوقية والإنسانية التي تمت في ليبيا وخارجها، وأطلق مشاريع تنموية ضخمة في البلاد.
وردًا على تساؤل بـ “لماذا يثق به الليبيون اليوم؟”، أفاد القيلوشي، بأن سيف الإسلام أراد الحوار فعلاً في ليبيا، وتعب من أجل المصالحة، ومن أجل حقوق الإنسان، ومن أجل حرية الصحافة، قائلاً: “لقد أراد أن يجعل من ليبيا دولة معتدلة وحديثة”، مضيفًا “إذا قرر سيف الإسلام الترشح لمنصب الرئيس، فسيحصل على العديد من المؤيدين من جميع أنحاء البلاد”، كاشفًا أن هناك العديد من المطالبات من القبائل والمنظمات الشبابية تطلب من سيف الإسلام قيادة المرحلة.
واختتم القيلوشي، بأن سيف الإسلام على ثقة من أن الليبييون قادرون على ان يختاروا الشخص المناسب لمستقبلهم، قائلاً: “لقد سئم الليبيون من الميليشيات، والانقسام، ونقص الكهرباء، والغذاء، والدواء، فلم يفعل القادة الحاليين شيئًا جيداً للبلاد”.



