محلي

الساعدي: فساد طرابلس أهون من جرائم حفتر من رمي جثت وهتك أعراض.. وسلامة منحاز للمعتدي

ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

أوج – طرابلس
قال سامي الساعدي، المفتي الشرعي للجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، إن “المُعتدي خليفة حفتر، عندما جاء على مشارف طرابلس، خرج له الأهالي بالأمس في ميدان الشهداء في وقفة رائعة تعبر عن رأي أهل المدينة ومن سكن فيها ولجأ إليها”.
وأضاف خلال لقاء له، ببرنامج “الإسلام والحياة”، عبر فضائية “التناصح”، تابعته “أوج”، أن “ميدان الشهداء أمس الجمعة، كان ممتلئًا، وقال كلمته واضحة في هذا المجرم المُعتدي حفتر”.
وتابع: “حفتر عميل لفرنسا والإمارات، والسعودية التي تعمل منذ سنوات على إجهاض الثورة، فهذه الدويلات لا تريد لثورة ليبيا ولغيرها من الثورات أن تنجح، لأنها إذا نجحت ستكون نموذجًا يقف أمام الظلم في بلدانهم، ويزلزل كراسيهم وعروشهم، لذلك يريدون أن يجعلوها نموذجًا سيئًا، من الاقتتال والفتن والاضطرابات، حتى لا تلتفت للبناء والاستقرار”.
واتهم الساعدي، حفتر بالإعتداء على مدينة آمنة من أهم مدن ليبيا، وهي العاصمة طرابلس، مبينًا أن طرابلس فتحت أبوابها وأذرعها لكل من يسكن فيها، ويلجأ إليها ويستريح فيها مما يعانيه.
وبيّن أن طرابلس ترحب بمن يأتيها باللين والأخوة والتسامح، ويريد أن يقطن فيها، لأنها لا ترفض أحدًا من أبناء ليبيا، مؤكداً أن مجيء حفتر إلى طرابلس بالراجمات والأسلحة لا يبشر بالخير.
واعتبر أن الكثير ممن كانوا حول حفتر، بدأوا ينفضوا عنه، سواء كانوا من الشخصيات السياسية، أو ممن كانوا معه على الأرض، موضحًا أن هؤلاء جربوا كذبة محاربة الإرهاب، وتأكدوا أن حفتر يمكن العرش لنفسه ولأولاده.
وأردف الساعدي في لقائه، أن “خليفة حفتر يريد الانقلاب على ليبيا الثورة، وعلى أي حكومة قامت فيها، سواء كانت مُنتخبة أو سيطرت بحكم الأمر الواقع”، مبينًا أن الوضع في طرابلس ليس مثاليًا، ولكنه أفضل ألف مرة من سيطرة خليفة حفتر.
واوضح أن “حفتر في السابق، انقلب على المؤتمر الوطني العام، والآن البعض يؤيده بفتاوى دينية منحرفة، من بعض شيوخ مصر والخليج، بزعم ولاية المتغلب، أنه لم يتغلب، ولكنهم كانوا يقولون هذا الكلام، حتى قبل أن يتغلب في الشرق”.
ولفت إلى أن طرابلس شهدت نوعًا من الاستقرار، وتغلبت فيها سلطة موجودة، فما موقف هؤلاء المشايخ من هذا الهجوم؟، متابعًا أن “حفتر لم يعترف بسلطة منتخبة من الليبيين، ولم يعترف بسلطة أمر واقع مُعترف بها دوليًا، وبالتالي فليس هناك إلا أنه يريد أن يفرض نفسه حكمًا على الليبيين، لذا هو صائل على أموال كافة أبناء الشعب الليبي”.
وأشار إلى أن البعض الآن ينادي بالتسامح وحقن الدماء، والمصالحة، موضحًا أن هذه المعاني شرعية، مطالباً من يدعو إلى ذلك، بالذهاب للمُعتدي، وليس للمدافع عن أرضه، مؤكداً أن أهل طرابلس الآن مظلومين ومُعتدى عليهم، ويجب عليهم أن يدفعوا هذا الاعتداء بكل ما يستطيعون.
وتابع: “عندما فشل حفتر في التقدم على محاور القتال، أصبح يرمي المدنيين، بالطيران، حيث قصف تاجورة، وقبلها قصف زوارة، فهو لا يعتبر بما حصل للكثير من الطُغاة الذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض”.
وأكد الساعدي أن قوات حفتر منهارة في الجبهات، وأسراهم لدينا بالمئات، ولا يستطع إلى الآن أن يتقدم، مطالبًا الشعب الليبي ألا يتنازع، فالتلاحم والتقارب ونسيان الخلافات من علامات النصر، قائلاً “ولنتذكر ما حدث في حرب التحرير عام 2011م، عندما تلاحمت القلوب والأجساد، بدون أي نعرات أو قبلية أو أجندات تحقق النصر، وعلى رجال عملية بركان الغضب، والجيش الليبيي الحقيقي في طرابلس، أن يزيدوا من هذا التلاحم، ويسعوا لبناء دولة مدنية والحفاظ على مكتسباتها، وهويتها التي تحارب الطغاة”.
وأضاف أن الجميع يعلم الفساد المتواجد في طرابلس، مُبينًا أنه أهون بكثير من فساد حفتر، لأن فساد حفتر، مالي وسياسي، لافتًا إلى وجود خلافات مع الفصائل المسلحة في طرابلس، ولكنها الآن تقف يدًا واحدة في وجه حفتر “الانقلابي المتمرد”.
وذكر الساعدي، أن خليفة حفتر كان يُصفي عناصر قبائل برقة، بين سجين وقتيل وهارب، مُبينًا الوضع في طرابلس، أهون من رمي الجثث في مكبات القمامة، وأهون من هتك الأعراض، معتبراً “بعض الأصوات الضعيفة” من داخل طرابلس، التي تطالب بالتنازل، من أنصار عملية الكرامة منذ سنوات.
واختتم الساعدي لقائه، مهاجمًا غسان سلامة المبعوث الأممي إلى ليبيا، موضحًا أنه يكيل بمكيالين، وينحاز للمُعتدي، مؤكدًا أنه غير مؤتمن على إدارة الملف الليبي.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الجاري، إطلاق عملية لـ “تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “المليشيات والجماعات المسلحة”.
وكان الأمين العام للجامعة العربية قد دعا، كافة الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق المدعومة دوليًا، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، حكومة شرق ليبيا المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى