محلي
رافضًا دخول طرابلس بالسلاح وبقاء المليشيات بها.. على زيدان : لو جاءت أمركا وفرنسا وبريطانيا، وطلبت من السراج الجلوس مع حفتر، فإنه لن يستطيع أن يرفض
أوج – الدوحة
قال رئيس وزراءالحكومة المؤقتة الأسبق، على زيدان، إنه تعمد ألا يُبدي رأيه في أحداث 2011م لوسائل الإعلام، موضحًا أن أرائه واضحة قبل السابع عشر من النوار/فبراير، قائلاً: “رفضنا الديكتاتورية على مدة 30 سنة من حكم القذافي، ورفضنا التسلط وحكم الفرد والحكم العسكري، وعدم التداول على السلطة”.
وأضاف في لقاء له عبر فضائية “ليبيا الأحرار”، والذي تابعته “أوج”، أنه لم يخرج في هذا اللقاء لتسجيل موقف، مشيرًا إلى أنه لا يستطيع أحد أن يباريه أو يُناقشه في أي موضوع يتعلق بالعاصمة طرابلس، موضحًا أن طرابلس ليست ملكًا لفئة معينة، وأنها ستظل حاضنة ليبيا، وأم ليبيا، وكبيرة ليبيا، وملك لكل الليبيين.
ولفت إلى أن ليبيا تحكمها في هذه الأيام، الجهالة والانفعال والتجاذب غير المحسوب، مُبينًا أن الجميع يتحدث في اتجاه واحد وبمنطق واحد وبألفاط واحدة، وبتوجه واحد، مُتابعًا: “هذا الأمر غير مفيد، ففي النهاية ستنتهي الحرب وسيتوقف القتال، وستقف المدافع، وبعد ذلك نريد حلولاً”.
وأوضح زيدان أنه إذا تحدث الجميع بلغة التصعيد والتشديد، فلن يكون هناك عاقلاً في هذا القوم، مُبينًا أن هناك الكثير من الأمور التي يتفق الجميع فيها، كالظلم والعدوان، لكن يجب ألا يتحدث الجميع بلغة واحدة.
وبيَّن أن هناك من أدان ومن ندد بالعدوان على طرابلس، وأنه مع ذلك، مؤكدًا أن لديه مهمة أخرى تتمثل في رأب صدع وشرخ البلاد، وأن يتم إعادة البلاد إلى وضع أفضل مما كانت عليه، موضحًا أن البلاد الآن منقسمة، والأنفس مجروحة ومكلومة، قائلاً: “علينا ألا نسمح باستمرار عمليات القتل بصفة يومية، مهما كانت أسباب ومبررات ذلك”.
وأشار زيدان إلى أنه إذا كان الثمن سيكون سقوط عشرات القتلى يوميًا، دون وجود نتائج لهذه الحرب، فلابد أن يتم إيجاد رأي أو وسيلة لإيقافها، مُستدركًا: “العالم كله يتحدث عن إيقاف الحرب”، مؤكدًا أن هذه الحرب مرفوضة ومُدانة ومُستهجنة، لكن لا يجب أن يتحدث الجميع بلغة واحدة تجرم الآخر وتفرق الشعب.
واستطرد، أنه لم يوجه إدانة لحفتر ولا لأحد حينما كان رئيسًا للحكومة، بل تعامل مع كل الأحداث كرجل دولة، قائلاً: “في ذلك الوقت عندما كان عبدالله الثني وزيرًا للدفاع وحاول شتم بعض الضباط، وحاول أن يتحدث سلبيًا عن خليفة حفتر، وقفت في مؤتمر صحفي، وبيَّنت أن هذا لا يمثل الحكومة، وسحبت هذا الكلام”.
وأكد زيدان أنه لم ولن يؤيد أحد، غير مقتنع بحديثه أو يقوم بفعل سلبي، سواء كان خليفة حفتر أو غيره، مُبينًا أنه في الوقت الراهن، الكثير من الشخصيات الليبية أدانت ما يحدث بألفاظ خارجة، مُتسائلاً: “ماذا سيتحقق حال استخدام السب وكافة الألفاظ الموجودة بقاموس الإدانة؟”.
وأكمل أن الجميع يعلم أنه على مدار 30 سنة واجه النظام الليبي علنًا وفي وسائل الإعلام، بدون حمل بندقية، في حين كان النظام يستطيع أن يقتل أي شخص في شوارع أوروبا والعالم، مُتابعًا: “لم نتغير ولم نتوقف ولم نُغير مبدأنا، إلى أن جاءت 17 فبراير وشاركنا بها من البداية”، موضحًا أن سبب عدم حديثه الآن ليس خوفًا من أحد، إلا أنه يرى أنه مهما طال أمد الأزمة سيأتي يوم لابد أن يتحدث فيه الجميع ويتواصلوا، وألا تكون جسور التواصل بين هؤلاء الناس منسوفة.
وشدد لى أن الحرب على طرابلس ينبغي ألا تُغير أي شيء في الواقع الذي كان موجودًا قبلها، وألا تُعطي لأي طرف مناطق جديدة، لافتًا إلى أن الجنوب الليبي لا يمكن أن يؤول لجهة دون أخرى في هذه الحرب، وأنه لابد أن يؤول فقط لأهله، بأن يذهبوا إلى صندوق الاقتراع، مُبينًا أنه يجب أن يحدث نفس الشيء في برقة وطرابلس.
وتابع زيدان، أن أحداث 2011م، قامت من أجل العديد من المباديء، من بينها إقرار حق المواطنة، ودولة القانون والدولة المدنية، مؤكدًا أن هذا يأتي بألا يتولى أي فرد مهمة في إدارة الشأن العام، مالم يكن مُنتخبًا أو مقبولاً من الجميع، موضحًا: “أي فرد يأتي بالسلاح والبندقية، مرفوض أيًا كان من هو، وهذا الأمر ينطبق على الميلشيات، وعلى العسكريين السابقين، والمدن التي بها ميليشيات”.
وأردف رئيس الحكومة الأسبق، أنه كانت الغلبة لبعض المدن والميليشيات في 2014م، 2015م، ثم تلاشى هذا الانتصار وعادت الأمور إلى نصابها، واقتنع هؤلاء الناس بأن هذه ليست هي الطريقة الصحيحة للحكم في ليبيا.
وفيما يخص عمليات طرابلس، أوضح زيدان أن هذه الحرب الدائرة الآن، لن تحقق أي نتيجة ولن يكون فيها منتصر، وستكون مذبحة للشباب، بالإضافة إلى تواجد عدد من المبتورين والجرحى والمُقعدين، موضحًا أن هذا سيجعل الجميع يُعاني في التعامل معهم وعلاجهم، لسنوات طويلة، بالإضافة إلى تعطيل الكثير من عجلة الإنتاج، وتقدم البلاد.
ولفت مجددًا إلى أن غايته الوفاق وإصلاح الشأن العام، مُبينًا أن أي شخص سيكون عائقًا في التوافق، ينبغي ألا يتواجد على الساحة السياسية، وأي شخص لا يريده الشعب الليبي عليه الابتعاد عن المشهد أيضًا.
وبيًّن أن رفض حكومة الوفاق المدعومة دوليًا، التفاوض مع خليفة حفتر، إذا كان في سياق الحرب النفسية والإعلامية فقد يتفهمه البعض، مُتسائلاً ماذا لو فرض الواقع غير ذلك؟، إذا طالب المجتمع الدولي بالتفاوض مع حفتر، ماذا ستفعل حكومة الوفاق؟، هل ستحارب طول العمر؟، مؤكدًا رفضه للحرب ودخول طرابلس بالسلاح، وكذلك وجود الميليشيات في العاصمة الليبية مرفوض، لافتًا إلى أن تلك الميليشيات كانت سببًا في خروج من يطالب بالتطهير منها، قائلاً: “قناعة حكومة الوفاق بهذا الأمر غير سياسية، ويجب أن يُترك باب للعملية السياسية”، لافتًا إلى أنه إذا جاءت القوى الكبرى، مثل؛ أمركا وفرنسا وبريطانيا، وطلبت من السراج الجلوس مع حفتر، فإنه لن يستطيع أن يرفض.
ورفض زيدان، اتهامات كل جانب للآخر، قائلاً: “أن يقول شخص ما، فائز السراج مجرم، فلماذا لا يُقدم للمحاكمة، ما الداعي في أن يتهم بعضنا البعض؟”.
وذكر زيدان في لقائه، أنه مع طرابلس، قائلاً: “طرابلس يوجد بها منزلي، وبها محل إقامتي، ولا يستطيع أحد أن يُزايد عليَّ في ذلك، وفي محبتي وعشقي لطرابلس، وفي رغبتي في أن أعيش بطرابلس”، موضحًا أنه تم اختطافه من ميليشيات طرابلس، أكثر من مرة.
ولفت إلى أن القوة التي أوجدت الوضع الراهن من نقاش وتحاور، هي قوة 17 فبراير، زاعماً أنه في عهد النظام لم يكن يجرؤ أحد على الحديث والنقاش، مُبينًا رفض مباديء فبراير، لأن يفرض أي شخص نفسه على الشعب الليبي بالقوة، قائلاً: “الشعب الليبي خلال هذه الفترة، أثبت أنه بحاجة إلى خوض تجربة الانتخابات”، مشيرًا إلى أن فبراير جاءت بالانتخابات رغم أن الناس لم يدركوا معنى هذه الانتخابات وأفسدوها بما فيهم أعضاء المؤتمر الوطني العام، مؤكدًا انه يرفض ويدين أي عمل يؤدي على أن يحكم الليبيين أي شخص لا يختاروه، أو يفرض نفسه عليهم، فالقذافي لم يكن سيئًا ولم يكرهه أحد لشخصه.
وشدد زيدان، على رفضه للعدوان الذي تشهده كافة المناطق الليبية، من؛ الجنوب، زله، الجفرة، فزان، وليس طرابلس وحدها، لافتًا إلى أنه لا يساوي بين المُعتدى والمُعتدِي عليه، وأن العدوان على طرابلس حرب ظالمة، ولا ينبغي أن تكون.
وأوضح زيدان، أن الجميع يريدون منه أن يعلن عن موقفه من حرب طرابلس بطريقتهم الخاصة، وبأن يجرم فلان ويلعن فلان ويسب هذا وذاك، وأنه لن يفعل ذلك، مشيرًا إلى أنه أوضح أن تلك الحرب غير مسئولة ومرفوضة ومستهجنة ولا يقبلها ويدينها، قائلاً: “ينبغي حاليًا إنهاء الحرب، والتفكير فيما سيحدث بعد ذلك”، لافتًا إلى أن تجريم وإدانة أي شخص شارك في هذه الحرب، ينبغي أن يأتي من القضاء.
وألمح زيدان، إلى أن الحكومة المؤقتة غير مُعترف بها، وأن مجلس النواب المنعقد في طبرق، هو من أوصل ليبيا إلى الوضع الراهن، موضحًا أنه انتُخب واكتسب المشروعية، لكنه لم يؤدي 1 في المائة من دوره المنوط به، وبالتالي أصبح فاقد الشرعية، قائلاً: “لا أعتد بما يقره البرلمان، أو مجلس الدولة، لأن الاتفاق السياسي لم يُفعل بصورة كاملة، حتى الآن”.
وأوضح زيدان، أن هناك مجلس رئاسي، ومجلس النواب المنعقد في طبرق، ومجلس الدولة الاستشاري، وكلهم أمر واقع، لكن الحكومة المؤقتة قائمة على سحب الأموال من البنوك على المكشوف من أجل إفلاس الدولة، وإنفاق بعيد كل البعد عن احتياجات الدولة، مؤكدًا أن نفسي الشيء يحدث في المنطقة الغربية، لكن الفارق أن المؤقتة تسحب على المكشوف، قائلاً: “يعلم الله كم لحقت الدولة من ديون جراء هذه العملية”.
وحول انتقاده للجميع ما عدا حفتر، أشار زيدان، إلى أن قوات حفتر عندما تحركت استغرقت ثلاث أسابيع ولم يتحرك أحد، مؤكدًا أنه لا علاقة له بخليفة حفتر، ولا يتواصل معه في والوقت الراهن، ولا توجد أي تفاهمات معه، مُبينًا أنه يتحمل مسئولية هذه الحرب، وأن الليبيون جميعًا بمن فيهم المتواجدون بالمنطقة الشرقية، لا يقبلوا هذه المعارك.
وأشار إلى أن الليبيين قادرون على إنهاء هذه الأزمة، مُبينًا أنهم لابد أن يكون لديهم سعة صدر وتحمل، وأن يستمعوا لبعضهم البعض، بعيدًا عن أي بغضاء، مُطالبًا بالتوجه إلى الفعل الإيجابي الذي يحقق المصلحة العامة وإنهاء الحرب، وأن هذه الحرب مرفوضة حتى وإن كان البادئ بها صاحب حق، مؤكدًا أنه عايش الآباء المؤسسين للدولة، الذين شكلوا وحدة ليبيا بشق الأنفس، برعاية الملك إدريس.
وأكد أنه لابد أن يلتقي الجميع، ويستمعوا لبعضهم البعض، لأن ليبيا بدون برقة أو فزان أو طرابلس لن تكون، وأن من عاش مهمشًا وفقيرًا ينبغى استيعابه، خاصة بعد أحداث فبراير، مُبينًا أن من يتخذ قرار حرب ويقوده، هو المسئول عنه، قائلاً: “إذا تمادينا في التنافر ستكون النتائج أسوأ مما هي عليه الآن”، لافتًا إلى أنه لا ينبغي أن تحقق هذه الحرب أي مكاسب لأي طرف.
وأردف أنه لا يستطيع التواصل بمفرده مع خليفة حفتر لوقف العدوان، وأنه ذهب إلى حفتر مرات عديدة، لكن الأمر يجب أن يكون عن قناع، موضحًا أنه تواصل مع فائز السراج منذ توليه مهام منصبه الحالي، لتقديم العون له، والتقى به، وأنه عرض نفس الأمر على عقيلة صالح، وأنهم أبلغوه أنه شخصية جدلية، فرد عليهم بأن تشرشل شخصية جدلية، ونهرو شخصية جدلية، وغاندي شخصية جدلية، قائلاً: “عندما أقالوني تركت لهم الساحة، وأنا أدرك أن يدمرونها، فلابد من إرساء مبدأ تداول السلطة، وانتقل الأمر إلى السلطة القضائية التي لا تستطيع أن تقرر في هذا الأمر إلى الآن”.
وتابع: “إذا كان المجلس الرئاسي، يريد فعلاً أن يكون هناك إصلاح، فلابد من الاستعانة بكثير من المسئولين السابقين، بما لديهم من خبرة، ليتحركوا بمنأى عن الطرفين ويتواصلوا مع الجميع”، مشيرًا إلى أن الاتهامات بين الطرفين أصبحت متبادلة، وأن من يريد إصلاح حال الوطن لابد ألا يتبني رأي طرف من الأطراف، خاصة وأنه مضطر للتعامل مع الطرف الآخر.
ولفت زيدان، إلى أن القتال الآن متكافئ، فالقوات التي تدافع عن طرابلس مستميتة، ولن تمكن أحد من التقدم، ولم تتمكن أيضًا من دحر الطرف الآخر، وأن هذا أمر واقع لابد من التعامل معه، بالطريقة التي تحقق صالح الوطن، فطرابلس لابد أن تُحمي وتصان ويُبعد عنها العدوان.
وكشف زيدان، أن كلمة جرائم حرب تحكمها ضوابط وقوانين معينة، وأنها لابد وأن تطرح على الجهات التي تستطيع توصيفها بذلك، قائلاً: “لسنا قضاة، لكننا سياسيين نداوي الجروح ولا ننخرها”.
وحول رفض حفتر، في لقاءه مع ماكرون وغيره الرجوع عن العدوان، أوضح زيدان، أنه لو وُجد عمل دبلوماسي حقيقي متواصل على مدى هذه الأيام لوصلوا إلى نتائج واتفاق، مشيرًا إلى أن من يعملون بالدبلوماسية الآن لا يفهمونها، وأنها منطقة رمادية تريد مرونة، واستعمال كافة الوسائل والآليات للوصول إلى غايتها.
وكشف زيدان، أن قصف مقر مجلس النواب في طرابلس، جريمة، إلا أن الأمر قد يتمادى أكثر من ذلك، وأنه من الواجب أن يتم الاتصال بالمجتمع الدولي الذي يلتقى حفتر والسرا لعقد جلسة بينهما، قائلاً: “لو أن مجموعة من أعيان ليبيا تحركوا وتواصلوا مع هذه الدول وطلبوا ذلك من مصر وإيطاليا وفرنسا وكل الشركاء، على أن يتم ذلك بمشروعية من مختلف المناطق الليبية”، لافتًا إلى أن هناك حقيقية بأن حكومة الوفاق معترف بها دوليًا، لكن غالبية الليبيين يرون أن المجتمع الدولي فرضها عليهم، موضحًا أن هناك أطراف من المنطقة الغربية ومن طرابلس يشاركون في القتال، مُبينًا أن أهالي طرابلس مُعتدى عليهم، وهذا أمر مُدان بكل اللغات.
وأوضح زيدان، أن الجنوب يعاني من حصار، ومقطوع عنه المواد الغذائية والأدوية والوقود، موضحًا أنه تم التواصل مع مكتب الممثل العام للأمم المتحدة لتمهيد طريق آمن، لإيصال الأدوية والأغذية إلى الأهالي.
وفي ختام لقائه، بيَّن زيدان أن الحرب في ليبيا بدأت على المال، لتحقيق أكبر مكاسب ممكنة، ولم تقم من أجل الوطن، لافتًا إلى أن هناك استهانة بأهالي الجنوب والفزازنة، والبعض ينظر إليهم بنوع من الدونية والانتقاص، قائلاً: “كوبلر قال لأهل برقة، خذوا ما تريدون واتركوا الفزازنة، فنحن سنتفاهم معهم نحن والطرابلسيين، وسياخذون شيئًا يسكتون به ويمشوا، وأن هذا حدث بين فئات سياسية ليبية، وأنا مسئول عن هذا الكلام .
قال رئيس وزراءالحكومة المؤقتة الأسبق، على زيدان، إنه تعمد ألا يُبدي رأيه في أحداث 2011م لوسائل الإعلام، موضحًا أن أرائه واضحة قبل السابع عشر من النوار/فبراير، قائلاً: “رفضنا الديكتاتورية على مدة 30 سنة من حكم القذافي، ورفضنا التسلط وحكم الفرد والحكم العسكري، وعدم التداول على السلطة”.
وأضاف في لقاء له عبر فضائية “ليبيا الأحرار”، والذي تابعته “أوج”، أنه لم يخرج في هذا اللقاء لتسجيل موقف، مشيرًا إلى أنه لا يستطيع أحد أن يباريه أو يُناقشه في أي موضوع يتعلق بالعاصمة طرابلس، موضحًا أن طرابلس ليست ملكًا لفئة معينة، وأنها ستظل حاضنة ليبيا، وأم ليبيا، وكبيرة ليبيا، وملك لكل الليبيين.
ولفت إلى أن ليبيا تحكمها في هذه الأيام، الجهالة والانفعال والتجاذب غير المحسوب، مُبينًا أن الجميع يتحدث في اتجاه واحد وبمنطق واحد وبألفاط واحدة، وبتوجه واحد، مُتابعًا: “هذا الأمر غير مفيد، ففي النهاية ستنتهي الحرب وسيتوقف القتال، وستقف المدافع، وبعد ذلك نريد حلولاً”.
وأوضح زيدان أنه إذا تحدث الجميع بلغة التصعيد والتشديد، فلن يكون هناك عاقلاً في هذا القوم، مُبينًا أن هناك الكثير من الأمور التي يتفق الجميع فيها، كالظلم والعدوان، لكن يجب ألا يتحدث الجميع بلغة واحدة.
وبيَّن أن هناك من أدان ومن ندد بالعدوان على طرابلس، وأنه مع ذلك، مؤكدًا أن لديه مهمة أخرى تتمثل في رأب صدع وشرخ البلاد، وأن يتم إعادة البلاد إلى وضع أفضل مما كانت عليه، موضحًا أن البلاد الآن منقسمة، والأنفس مجروحة ومكلومة، قائلاً: “علينا ألا نسمح باستمرار عمليات القتل بصفة يومية، مهما كانت أسباب ومبررات ذلك”.
وأشار زيدان إلى أنه إذا كان الثمن سيكون سقوط عشرات القتلى يوميًا، دون وجود نتائج لهذه الحرب، فلابد أن يتم إيجاد رأي أو وسيلة لإيقافها، مُستدركًا: “العالم كله يتحدث عن إيقاف الحرب”، مؤكدًا أن هذه الحرب مرفوضة ومُدانة ومُستهجنة، لكن لا يجب أن يتحدث الجميع بلغة واحدة تجرم الآخر وتفرق الشعب.
واستطرد، أنه لم يوجه إدانة لحفتر ولا لأحد حينما كان رئيسًا للحكومة، بل تعامل مع كل الأحداث كرجل دولة، قائلاً: “في ذلك الوقت عندما كان عبدالله الثني وزيرًا للدفاع وحاول شتم بعض الضباط، وحاول أن يتحدث سلبيًا عن خليفة حفتر، وقفت في مؤتمر صحفي، وبيَّنت أن هذا لا يمثل الحكومة، وسحبت هذا الكلام”.
وأكد زيدان أنه لم ولن يؤيد أحد، غير مقتنع بحديثه أو يقوم بفعل سلبي، سواء كان خليفة حفتر أو غيره، مُبينًا أنه في الوقت الراهن، الكثير من الشخصيات الليبية أدانت ما يحدث بألفاظ خارجة، مُتسائلاً: “ماذا سيتحقق حال استخدام السب وكافة الألفاظ الموجودة بقاموس الإدانة؟”.
وأكمل أن الجميع يعلم أنه على مدار 30 سنة واجه النظام الليبي علنًا وفي وسائل الإعلام، بدون حمل بندقية، في حين كان النظام يستطيع أن يقتل أي شخص في شوارع أوروبا والعالم، مُتابعًا: “لم نتغير ولم نتوقف ولم نُغير مبدأنا، إلى أن جاءت 17 فبراير وشاركنا بها من البداية”، موضحًا أن سبب عدم حديثه الآن ليس خوفًا من أحد، إلا أنه يرى أنه مهما طال أمد الأزمة سيأتي يوم لابد أن يتحدث فيه الجميع ويتواصلوا، وألا تكون جسور التواصل بين هؤلاء الناس منسوفة.
وشدد لى أن الحرب على طرابلس ينبغي ألا تُغير أي شيء في الواقع الذي كان موجودًا قبلها، وألا تُعطي لأي طرف مناطق جديدة، لافتًا إلى أن الجنوب الليبي لا يمكن أن يؤول لجهة دون أخرى في هذه الحرب، وأنه لابد أن يؤول فقط لأهله، بأن يذهبوا إلى صندوق الاقتراع، مُبينًا أنه يجب أن يحدث نفس الشيء في برقة وطرابلس.
وتابع زيدان، أن أحداث 2011م، قامت من أجل العديد من المباديء، من بينها إقرار حق المواطنة، ودولة القانون والدولة المدنية، مؤكدًا أن هذا يأتي بألا يتولى أي فرد مهمة في إدارة الشأن العام، مالم يكن مُنتخبًا أو مقبولاً من الجميع، موضحًا: “أي فرد يأتي بالسلاح والبندقية، مرفوض أيًا كان من هو، وهذا الأمر ينطبق على الميلشيات، وعلى العسكريين السابقين، والمدن التي بها ميليشيات”.
وأردف رئيس الحكومة الأسبق، أنه كانت الغلبة لبعض المدن والميليشيات في 2014م، 2015م، ثم تلاشى هذا الانتصار وعادت الأمور إلى نصابها، واقتنع هؤلاء الناس بأن هذه ليست هي الطريقة الصحيحة للحكم في ليبيا.
وفيما يخص عمليات طرابلس، أوضح زيدان أن هذه الحرب الدائرة الآن، لن تحقق أي نتيجة ولن يكون فيها منتصر، وستكون مذبحة للشباب، بالإضافة إلى تواجد عدد من المبتورين والجرحى والمُقعدين، موضحًا أن هذا سيجعل الجميع يُعاني في التعامل معهم وعلاجهم، لسنوات طويلة، بالإضافة إلى تعطيل الكثير من عجلة الإنتاج، وتقدم البلاد.
ولفت مجددًا إلى أن غايته الوفاق وإصلاح الشأن العام، مُبينًا أن أي شخص سيكون عائقًا في التوافق، ينبغي ألا يتواجد على الساحة السياسية، وأي شخص لا يريده الشعب الليبي عليه الابتعاد عن المشهد أيضًا.
وبيًّن أن رفض حكومة الوفاق المدعومة دوليًا، التفاوض مع خليفة حفتر، إذا كان في سياق الحرب النفسية والإعلامية فقد يتفهمه البعض، مُتسائلاً ماذا لو فرض الواقع غير ذلك؟، إذا طالب المجتمع الدولي بالتفاوض مع حفتر، ماذا ستفعل حكومة الوفاق؟، هل ستحارب طول العمر؟، مؤكدًا رفضه للحرب ودخول طرابلس بالسلاح، وكذلك وجود الميليشيات في العاصمة الليبية مرفوض، لافتًا إلى أن تلك الميليشيات كانت سببًا في خروج من يطالب بالتطهير منها، قائلاً: “قناعة حكومة الوفاق بهذا الأمر غير سياسية، ويجب أن يُترك باب للعملية السياسية”، لافتًا إلى أنه إذا جاءت القوى الكبرى، مثل؛ أمركا وفرنسا وبريطانيا، وطلبت من السراج الجلوس مع حفتر، فإنه لن يستطيع أن يرفض.
ورفض زيدان، اتهامات كل جانب للآخر، قائلاً: “أن يقول شخص ما، فائز السراج مجرم، فلماذا لا يُقدم للمحاكمة، ما الداعي في أن يتهم بعضنا البعض؟”.
وذكر زيدان في لقائه، أنه مع طرابلس، قائلاً: “طرابلس يوجد بها منزلي، وبها محل إقامتي، ولا يستطيع أحد أن يُزايد عليَّ في ذلك، وفي محبتي وعشقي لطرابلس، وفي رغبتي في أن أعيش بطرابلس”، موضحًا أنه تم اختطافه من ميليشيات طرابلس، أكثر من مرة.
ولفت إلى أن القوة التي أوجدت الوضع الراهن من نقاش وتحاور، هي قوة 17 فبراير، زاعماً أنه في عهد النظام لم يكن يجرؤ أحد على الحديث والنقاش، مُبينًا رفض مباديء فبراير، لأن يفرض أي شخص نفسه على الشعب الليبي بالقوة، قائلاً: “الشعب الليبي خلال هذه الفترة، أثبت أنه بحاجة إلى خوض تجربة الانتخابات”، مشيرًا إلى أن فبراير جاءت بالانتخابات رغم أن الناس لم يدركوا معنى هذه الانتخابات وأفسدوها بما فيهم أعضاء المؤتمر الوطني العام، مؤكدًا انه يرفض ويدين أي عمل يؤدي على أن يحكم الليبيين أي شخص لا يختاروه، أو يفرض نفسه عليهم، فالقذافي لم يكن سيئًا ولم يكرهه أحد لشخصه.
وشدد زيدان، على رفضه للعدوان الذي تشهده كافة المناطق الليبية، من؛ الجنوب، زله، الجفرة، فزان، وليس طرابلس وحدها، لافتًا إلى أنه لا يساوي بين المُعتدى والمُعتدِي عليه، وأن العدوان على طرابلس حرب ظالمة، ولا ينبغي أن تكون.
وأوضح زيدان، أن الجميع يريدون منه أن يعلن عن موقفه من حرب طرابلس بطريقتهم الخاصة، وبأن يجرم فلان ويلعن فلان ويسب هذا وذاك، وأنه لن يفعل ذلك، مشيرًا إلى أنه أوضح أن تلك الحرب غير مسئولة ومرفوضة ومستهجنة ولا يقبلها ويدينها، قائلاً: “ينبغي حاليًا إنهاء الحرب، والتفكير فيما سيحدث بعد ذلك”، لافتًا إلى أن تجريم وإدانة أي شخص شارك في هذه الحرب، ينبغي أن يأتي من القضاء.
وألمح زيدان، إلى أن الحكومة المؤقتة غير مُعترف بها، وأن مجلس النواب المنعقد في طبرق، هو من أوصل ليبيا إلى الوضع الراهن، موضحًا أنه انتُخب واكتسب المشروعية، لكنه لم يؤدي 1 في المائة من دوره المنوط به، وبالتالي أصبح فاقد الشرعية، قائلاً: “لا أعتد بما يقره البرلمان، أو مجلس الدولة، لأن الاتفاق السياسي لم يُفعل بصورة كاملة، حتى الآن”.
وأوضح زيدان، أن هناك مجلس رئاسي، ومجلس النواب المنعقد في طبرق، ومجلس الدولة الاستشاري، وكلهم أمر واقع، لكن الحكومة المؤقتة قائمة على سحب الأموال من البنوك على المكشوف من أجل إفلاس الدولة، وإنفاق بعيد كل البعد عن احتياجات الدولة، مؤكدًا أن نفسي الشيء يحدث في المنطقة الغربية، لكن الفارق أن المؤقتة تسحب على المكشوف، قائلاً: “يعلم الله كم لحقت الدولة من ديون جراء هذه العملية”.
وحول انتقاده للجميع ما عدا حفتر، أشار زيدان، إلى أن قوات حفتر عندما تحركت استغرقت ثلاث أسابيع ولم يتحرك أحد، مؤكدًا أنه لا علاقة له بخليفة حفتر، ولا يتواصل معه في والوقت الراهن، ولا توجد أي تفاهمات معه، مُبينًا أنه يتحمل مسئولية هذه الحرب، وأن الليبيون جميعًا بمن فيهم المتواجدون بالمنطقة الشرقية، لا يقبلوا هذه المعارك.
وأشار إلى أن الليبيين قادرون على إنهاء هذه الأزمة، مُبينًا أنهم لابد أن يكون لديهم سعة صدر وتحمل، وأن يستمعوا لبعضهم البعض، بعيدًا عن أي بغضاء، مُطالبًا بالتوجه إلى الفعل الإيجابي الذي يحقق المصلحة العامة وإنهاء الحرب، وأن هذه الحرب مرفوضة حتى وإن كان البادئ بها صاحب حق، مؤكدًا أنه عايش الآباء المؤسسين للدولة، الذين شكلوا وحدة ليبيا بشق الأنفس، برعاية الملك إدريس.
وأكد أنه لابد أن يلتقي الجميع، ويستمعوا لبعضهم البعض، لأن ليبيا بدون برقة أو فزان أو طرابلس لن تكون، وأن من عاش مهمشًا وفقيرًا ينبغى استيعابه، خاصة بعد أحداث فبراير، مُبينًا أن من يتخذ قرار حرب ويقوده، هو المسئول عنه، قائلاً: “إذا تمادينا في التنافر ستكون النتائج أسوأ مما هي عليه الآن”، لافتًا إلى أنه لا ينبغي أن تحقق هذه الحرب أي مكاسب لأي طرف.
وأردف أنه لا يستطيع التواصل بمفرده مع خليفة حفتر لوقف العدوان، وأنه ذهب إلى حفتر مرات عديدة، لكن الأمر يجب أن يكون عن قناع، موضحًا أنه تواصل مع فائز السراج منذ توليه مهام منصبه الحالي، لتقديم العون له، والتقى به، وأنه عرض نفس الأمر على عقيلة صالح، وأنهم أبلغوه أنه شخصية جدلية، فرد عليهم بأن تشرشل شخصية جدلية، ونهرو شخصية جدلية، وغاندي شخصية جدلية، قائلاً: “عندما أقالوني تركت لهم الساحة، وأنا أدرك أن يدمرونها، فلابد من إرساء مبدأ تداول السلطة، وانتقل الأمر إلى السلطة القضائية التي لا تستطيع أن تقرر في هذا الأمر إلى الآن”.
وتابع: “إذا كان المجلس الرئاسي، يريد فعلاً أن يكون هناك إصلاح، فلابد من الاستعانة بكثير من المسئولين السابقين، بما لديهم من خبرة، ليتحركوا بمنأى عن الطرفين ويتواصلوا مع الجميع”، مشيرًا إلى أن الاتهامات بين الطرفين أصبحت متبادلة، وأن من يريد إصلاح حال الوطن لابد ألا يتبني رأي طرف من الأطراف، خاصة وأنه مضطر للتعامل مع الطرف الآخر.
ولفت زيدان، إلى أن القتال الآن متكافئ، فالقوات التي تدافع عن طرابلس مستميتة، ولن تمكن أحد من التقدم، ولم تتمكن أيضًا من دحر الطرف الآخر، وأن هذا أمر واقع لابد من التعامل معه، بالطريقة التي تحقق صالح الوطن، فطرابلس لابد أن تُحمي وتصان ويُبعد عنها العدوان.
وكشف زيدان، أن كلمة جرائم حرب تحكمها ضوابط وقوانين معينة، وأنها لابد وأن تطرح على الجهات التي تستطيع توصيفها بذلك، قائلاً: “لسنا قضاة، لكننا سياسيين نداوي الجروح ولا ننخرها”.
وحول رفض حفتر، في لقاءه مع ماكرون وغيره الرجوع عن العدوان، أوضح زيدان، أنه لو وُجد عمل دبلوماسي حقيقي متواصل على مدى هذه الأيام لوصلوا إلى نتائج واتفاق، مشيرًا إلى أن من يعملون بالدبلوماسية الآن لا يفهمونها، وأنها منطقة رمادية تريد مرونة، واستعمال كافة الوسائل والآليات للوصول إلى غايتها.
وكشف زيدان، أن قصف مقر مجلس النواب في طرابلس، جريمة، إلا أن الأمر قد يتمادى أكثر من ذلك، وأنه من الواجب أن يتم الاتصال بالمجتمع الدولي الذي يلتقى حفتر والسرا لعقد جلسة بينهما، قائلاً: “لو أن مجموعة من أعيان ليبيا تحركوا وتواصلوا مع هذه الدول وطلبوا ذلك من مصر وإيطاليا وفرنسا وكل الشركاء، على أن يتم ذلك بمشروعية من مختلف المناطق الليبية”، لافتًا إلى أن هناك حقيقية بأن حكومة الوفاق معترف بها دوليًا، لكن غالبية الليبيين يرون أن المجتمع الدولي فرضها عليهم، موضحًا أن هناك أطراف من المنطقة الغربية ومن طرابلس يشاركون في القتال، مُبينًا أن أهالي طرابلس مُعتدى عليهم، وهذا أمر مُدان بكل اللغات.
وأوضح زيدان، أن الجنوب يعاني من حصار، ومقطوع عنه المواد الغذائية والأدوية والوقود، موضحًا أنه تم التواصل مع مكتب الممثل العام للأمم المتحدة لتمهيد طريق آمن، لإيصال الأدوية والأغذية إلى الأهالي.
وفي ختام لقائه، بيَّن زيدان أن الحرب في ليبيا بدأت على المال، لتحقيق أكبر مكاسب ممكنة، ولم تقم من أجل الوطن، لافتًا إلى أن هناك استهانة بأهالي الجنوب والفزازنة، والبعض ينظر إليهم بنوع من الدونية والانتقاص، قائلاً: “كوبلر قال لأهل برقة، خذوا ما تريدون واتركوا الفزازنة، فنحن سنتفاهم معهم نحن والطرابلسيين، وسياخذون شيئًا يسكتون به ويمشوا، وأن هذا حدث بين فئات سياسية ليبية، وأنا مسئول عن هذا الكلام .


