محلي

معتبرًا مهاجمي العاصمة خوارج.. رئيس أوقاف الوفاق: أين الكفر البواح الذي يبرهن الخروج على ولى الأمر؟

ربما تحتوي الصورة على: ‏‎‎شخص واحد‎, ‎‏‏لحية‏ و‏نص‏‏‎‎‏

أوج – طرابلس
قال رئيس الهيئة العامة للأوقاف والشئون الإسلامية، محمد العباني، إن الشعب الليبي استقبل شهر رمضان بمئات الجرحي والمفقودين، وبالدمار المتواصل والنزوح الجماعي والتهجير القسري في حرب سببها اعتداء غير مبرر على المدنيين الآمنين في العاصمة طرابلس، مشيرًا إلى أن ليبيا كانت تستقبله فيما مضي بدموع التائبين.
وأوضح العباني، في بيانٍ متلفز، بشأن العدوان على طرابلس، نقلته فضائية فبراير، تابعته “أوج”، بأن تلك الحرب التي حملت الحقد والكراهية بين أبناء ليبيا ووجهائها وساستها، لافتًا إلى أن تلك الحرب أنعشت مجددًا الإرهاب العالمي بليبيا، المتمثل في عصابات داعش، حيث وفرت غطاءً ساترًا لعصابات السرقة التي انتهكت كل الحرمات وتعدت على ممتلكات العامة والخاصة، دون أي رادع أو زاجر، مشيرًا إلى أن مفاسد هذه الحرب خرجت عن إمكانية العد والحصر، مبينًا أنه إن كان ثمة غاية نبيلة بها، فقد انصهرت وسط هذه المقتلة العظيمة للآمنين والأبرياء.
وأضاف العباني: “أتعجب كل العجب، من الدعاة وطلبة العلم الشرعي بالمنطقة الشرقية ومفتيها، كيف يحملون ألوية مباركة حرب مثل هذه وهم يرون كل هذا الحقد المشتعل بين الناس؟، وهم يرون كل هذا القتل العشوائي، وهم يرون هذا الكم الهائل من المقاطع التي يفتخر العابثون مرارًا وتكرارًا بما فيها من التمثيل بالجثث والتنكيل بالموتى، دون مراعاة للقوانين الشرعية والإنسانية”، موضحًا أنهم يستمعون ممن يدق طبولها، وأنها ما قامت إلا بسبب الحرص على الدنيا والتنافس على الاعتمادات والمناصب العليا بالبلاد.
وتابع: “يا دعاة الفضيلة، والإصلاح بالمساجد والشئون الإسلامية، ويا خطباء المنابر الشرعية، والله انكم تتحملون جانبًا كبيرًا من وزر هذه الحرب، ودماء البرية التي أزهقت فيها، فانتهوا ولا تشابهوا المغضوب عليهم، ولا تماثلوا الضالين بهذه الخطابات التعبوية الجهوية الممنهجة، فإن المحنة التي تمر بها البلاد وعاصمتها، دينية منهجية شرعية، أكثر من كونها عسكرية قتالية، ولهذا لا يتوقف المغرضون عن مهاجمة الهيئة العامة للأوقاف والشئون الإسلامية، نتيجة حكمتها وتعقلها ووقوفها في صف المظلومين المعتدى عليهم”.
وتساءل رئيس الهيئة العامة للأوقاف والشئون الإسلامية: “أين نجد في أصول ديننا أن الغاية تبرر الوسيلة؟، بل أين نجد في أصول ديننا استباحة الخروج على ولي الأمر المتمكن في القطر الإسلامي غلبة أو بيعة أو غيرها؟، وأين نجد في أصول ديننا نزع اليد من الطاعة وخذلان ولي الأمر، الذي ولانا ووثق بنا، وأقيم الحج تحت لوائه؟، لماذا نعتمد في الطهارة والصلاة على أدق التفاصيل وأوضح الفتاوى، أما في الدماء فاعتمدنا على مجرد الإشارة والتلويح؟، أين الكفر البواح الذي لنا فيه من الله برهان حتى نخرج على ولى أمرنا، ونفتح على البلاد النار، وأنهار الدماء على الصغير والكبير؟”.
وواصل: “مساجدنا ولله الحمد في طرابلس عامرة بالتوحيد وتعليم السنة، سائرة وفق منهج سلف الأمة، فلماذا يُلفق ويُدلس على طرابلس وأهلها؟ لماذا هناك دائمًا مجموعة تنتزع الفتاوى انتزاعًا من العلماء ويوصلون إليهم صورة مغلوطة ومشوشة على حسب افتراضاتهم؟، ثم يقفزون على مسائل الدماء فيغرقون العامة بها، أنى لنا بأحكام واضحة وفتاوى تشرح الصدر، لا مجال للتأويل فيها لمقاتلة إخواننا والخروج على الحكومة القائمة؟”.
واستدرك رئيس الهيئة العامة للأوقاف والشئون الإسلامية، بأن أهل السنة والجماعة أدلتهم وعقيدتهم واضحة، ومنهجهم واضح، لا يحتاج إلى كل هذا التقطير، وغايتهم واضحة، لا تتسم بالغموض والشح والخفاء، وأن أهل السنة ما ساروا ولا يسيرون يومًا مع الخوارج والظلمة والبغاة، ولا يعينون أهل الباطل على باطلهم، مهما كانت الأسباب والدوافع منبثقة عن حسن النوايا، قائلاً: “لهذا لسنا مداهنين ولا متزلفة بلاط، كما يرمينا الجهلة، بل ندعوا إلى ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه ونلزم غرز العلماء الربانيين، وننصح ولاة الأمر ونصدقهم ظاهرًا وباطنًا، فنحن بالخير وسط بين إفراط الفرق وتفريطها”.
واستكمل: “نحن الآن نقف على رأس الهرم الدعوي في الدولة والبلاد، حيث ائتمننا الناس على دينهم، فلا يصدر عنا من تعميمات ولا توجيهات، إلا ما نعتقد صوابه وسداده ونبرأ به أمام الله عز وجل، فنحن بالهيئة العامة للأوقاف بطرابلس، نقف مع ولاة الأمر في نشر الخير، ومكافح الإرهاب في كافة ميادين النزال العسكرية والفكرية بالنهج الشرعي السليم، وقد رأينا جهود الشباب وطلبة العلم الشرعي تحت راية البنيان المرصوص في دك الشرذمة الداعشية بسرت”.
ووجه العباني، نصيحة لمن وصفهم بالجنرالات المعتدية، بأن يتقوا الله ويعودوا من حيث أتوا، ولوسائل الإعلام التي التي وصفها بالتزوير لهم وتدعيمهم بجيوش الكذب والتمويه الإليكتروني، بالآية القرآنية: “ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة”، ناصحًا من أثرت عليه العصبية والجهوية، وتمكنت منه الشعارات الزائفة فأرسل أبناءه ليقتلوا أهل العاصمة ويشردوهم، بأن يعودوا بهم إلى مقاعد الدراسة التي تناسب سنهم، وليتأكدوا أنهم سيسألون عن زجهم في هذه الأنفاق المظلمة التي اضطروهم لها، على حد تعبيره.
وتابع: “نحن في طرابلس، رحبنا بكم وبأبنائكم، لما أتيتمونا على رأس وفد المصالحة، ورحبنا بأبنائكم لما أتونا متنافسين في حفظ كتاب الله، ونحاول جاهدين أن تجتمع البلاد والعباد على الكتاب والسنة، وبالتالي فإننا لا نرحب اليوم بمن يغزونا على ظهر الدبابات والمقاتلات التي تدك بيوتنا وتقتل أبنائنا ونساءنا”.
وأشار العباني، إلى أنهم قد تخلصوا بفضل الله وحده من الإرهاب أمام مرأى جميع أبناء الوطن وتعاونهم، مشيرًا إلى أن مثل هذه المور ينبغى أن تكون واضحة ومشتركة بين أهل العلم الشرعي وطلبته في كل البلاد وألا تكون بأساليب أحادية من غيرهم، قائلاً: “كلنا نود أن يكون للبلاد جيش منظم وشرطة ضابطة، لكن بالتعاون السلمي السليم مع الجهات المختصة، وولادة الأمر بعيدًا عن بؤر المقاتل العظمى للأبرياء”.
واختتم رئيس الهيئة العامة للأوقاف والشئون الإسلامية، بأن الجيش والشرطة أداة من أفضل أدوات ولي الأمر، لضبط أمور الرعية وتنظيمها، وهو المنوط بتوليتها وليس العكس، وهذه ركيزة شرعية وقانونية غائبة على كثير من الناس، قائلاً: “فاحفظوا يا أهلنا في جميع البلاد ما بقي من جسر الإخوة بينكم، حيث يسعى مشعلوا هذه الحرب جاهدين لتدميره وقطعه، وأننا مع ولاة أمرنا في حكومة الوفاق المعترف بها دوليًا”.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ “تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، وذلك بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية قد دعا، كافة الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق المدعومة دوليًا، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، حكومة شرق ليبيا المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى