محلي

بعد سقوط البشير.. لوموند الفرنسية: لم يعد لقطر حليف في القارة الإفريقية غير الصومال


أوج – باريس
كشف الباحث الفرنسي المتخصص في الشؤون الإفريقية بالمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، بنجامان أوجيه، في تقرير لصحيفة “لوموند”، الفرنسية، عن فقدان قطر لأهم موطأ قدم لها في القارة السمراء بسقوط الرئيس السوداني عمر البشير، مؤكدا أنه رغم جهودها المكثفة في القارة لم يبق لها سوى الصومال.
وأشار المحلل السياسي الفرنسي، إلى أن “أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني أجرى نهاية شهر الطير/ أبريل الماضي جولة أفريقية جديدة شملت روندا ونيجيريا”، موضحاً أن آخر جولاته في القارة كانت في كانون/ديسمبر 2017م.
ولفت إلى أنه رغم هذا النشاط المكثف لأمير قطر، في إفريقيا، فإن الدوحة يبدو أنها فقدت نفوذها فيها، حيث أصبحت القارة السمراء عنصرا جاذبا في اللعبة السياسية الدولية، موضحاً أن موقف قطر أصبح سيئاً بعد نفور معظم الدول منها، والتي نأت بنفسها عنها بعد اتهام لتنظيم الحمدين بتمويل الإرهاب.
وبحسب أوجيه، ،فإن الصومال تعد آخر حليف لقطر في المنطقة، موضحاً أنه لم يبق للأمير القطري، كحليف سوى الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو، الذي قال صراحةً إنه موالٍ إلى الدوحة في هذه المنطقة، وذلك عندما كان في الدوحة في 27 النوار/فبراير الماضي، ليحصل بعدها على نحو 20 مليون دولار إعانة لدفع رواتب موظفيه.
وأضاف أنه في نهاية الطير/أبريل الماضي، زار وزير الخارجية الصومالي أحمد عيسى عوض الدوحة، وجدد تأكيده بأن بلاده لن تدخل في تحالف ضد قطر وتركيا.
وبين الكاتب المتخصص في الشؤون الإفريقية، أن قطر ظلت على علاقات قوية لسنوات مع دول القرن الإفريقي، ومن بينها السودان، وكان البشير يجري زيارات دورية إلى الدوحة، آخرها في النار/يناير الماضي، وكانت تجمعه علاقة قوية مع تنظيم الحمدين، لكن منذ سقوط نظامه في 11 الطير/أبريل الماضي، وتولي المجلس العسكري الانتقالي المرحلة الانتقالية تغيرت الأوضاع وأبعدت الخرطوم نفسها عن قطر.
ولفت الباحث الفرنسي، إلى أن جيبوتي وإثيوبيا، من بين الدول التي اتخذت مسافة من الدوحة في القارة السمراء. مشيرا إلي أن دول غرب إفريقيا، المنطقة التي تضم أكبر عدد من دول القارة اتخذت موقفاً ضد قطر، منها موريتانيا والنيجر والسنغال وتشاد، وجميعهم استدعوا سفراءهم في الدوحة من الصيف/يونيو 2017م، بعد اتهامها بدعم وتمويل الإرهاب.
وخلص تقرير الصحيفة الفرنسية إلي أن جولة تميم الإفريقية في نهاية 2017م، كانت لتوجيه الشكر إلى بوركينا فاسو ومالي، اللذين لم يتخذا الموقف نفسه وحافظا على سفارتهما في الدوحة.
وختم المحلل السياسي الفرنسي، تحليله لعلاقة قطر بالقارة السمراء قائلا “رغم كل هذه الجهود والأموال التي أنفقتها الدوحة في هذه الدول في محاولة لزرع نفوذها لكسب ولائها إلا أنها باءت بالفشل، وعلى ما يبدو أن قطر لن تدفع مجدداً في غرب إفريقيا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى