فضيحة جديدة للوفاق.. صحيفة صهيونية تتواصل مع مهاجرين غير شرعيين داخل السجون التابعة لداخلية الوفاق


لا يتوفر وصف للصورة.

أوج – طرابلس
في سقطة جديدة من سقطات حكومة الوفاق المدعومة دولياً والمليشيات التابعة لها، كشفت صحيفة “هآرتس” الصهيونية، عن تواصلها مع بعض المهاجرين داخل السجون الليبية التابعة لحكومة الوفاق، موضحة أنه من بين هؤلاء شخص يُدعى “كيدانا”، المتواجد في سجن الزنتان، بعد إلقاء القبض عليه هاربًا من أفريقيا إلى أوروبا.
وحسب الصحيفة الصهيونية، قال كيدانا أنه، منذ ما يقرب من شهر أرسل مقطع مرئي، يوضح المئات ممن برزت هياكلهم العظمية بجلودهم، موضحًا أنهم كانوا جميعًا يعترضون على أوضاعهم في السجن، مُتابعًا: “ردًا على ذلك صادرت إدارة السجن هواتفنا وقطع المياه علينا”.
وأوضح كيدانا أنه لم يرَ ضوء الشمس منذ أكثر من شهر، مُتابعًا: “أصدقاؤنا في طرابلس هم من يعيدون شحن هواتفنا بالرصيد الكافي لنبلغ الجميع بما يحدث لنا هنا”.
ولفتت “هآرتس” إلى أن مأمور سجن الزنتان، يحد من إدخال المساعدات إلى السجناء الذين لا يتلقون الرعاية الصحية المنتظمة، مضيفةً أنه خلال الأشهر الستة الماضية فقط، مات 22 شخصًا بسبب الجوع والمرض، مُبينة أن إمدادات المياه الخاصة بهم ليست منتظمة لأن المأمور يتحكم فيها، وإنهم يضطرون أحيانًا لشرب مياه الصرف الصحي.
ولم تكتفي الصحيفة الصهيونية بـ كيدانا فقط، فحسبما ذكرت، قال سجين آخر يُدعى “مابرتو”: “ليس لدينا مكانًا نتحرك فيه، ولا نستطيع القيام بأي أنشطة طوال الوقت، ويقضي السجناء وقتهم في الصلاة والتضرع إلى الرب أو النوم أو التحديق في الفضاء”.
وتابع: “جُن بعض الأشخاص لعدم قدرتهم على النوم أو التحدث مع أي شخص آخر، وبدأ آخرون في التحدث مع أنفسهم وفقدوا السيطرة على وظائفهم الحيوية لدرجة أننا اضطررنا لتقييد أياديهم وأرجلهم”.
وأشارت “هآرتس”، إلى أن أصغر السجناء في سجن زنتان يبلغ من العمر 16 عامًا، مُبينة أن القتال المستمر بين قوات كلاً الكرامة والوفاق، لم يُغير من الاتفاق الموقع بين الاتحاد الأوروبي وليبيا بشأن الهجرة غير الشرعية، قائلة: “يجرى ضبط المهاجرين القادمين بطرق غير شرعية من ليبيا وإرسالهم مرة أخرى إليها، حيث يقبع قرابة 6000 لاجئ في عدد من السجون”.
ووفق الصحيفة، قال “جمال”، سجين آخر في “الزاوية”، إن إدارة السجن لا توفر لهم أي طعام منذ وصولهم، موضحًا أن جمعية خيرية تتولى إطعامهم، وأنه يتشارك و6 غيره في طبق مكرونة واحد كل يوم، مُضيفًا أنه يعيش مع 500 سجين آخر في زنزانة واحدة كبيرة، بينهم 25 مريضًا بالسُل.
وأردف “جمال”: “نحن في حال أفضل من السجناء في الزنزانة المجاورة، الذين لا يرون ضوء الشمس أبدًا، ويتم التعدي عليهم كل يوم تقريبًا عقابًا لعدم تمكنهم من توفير مبلغ 1400 دولار لكل شخص منهم، حددها المأمور مقابل إطلاق سراحهم”.
وأوضحت “هآرتس”، أن الأوضاع لا تختلف كثيرًا في سجن الزنتان، عدا أن مأمور سجن الزاوية يسمح لـ “جمال” وزملائه بالخروج إلى ساحة تريض، مُبينة أن بعض السجناء يُجبرون على الأعمال الشاقة لصالح الميليشيات المتقاتلة.
يذكر أن الأمم المتحدة، نددت يوم الجمعة الماضية، بالظروف المروعة في مراكز احتجاز المهاجرين في ليبيا، ولفتت إلى وفاة العشرات بسبب السلّ، ومعاناة مئات آخرين من الجوع بسبب قلة حصص الطعام.
وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، روبرت كولفيل، وفق ما أوردت صحيفة “دويتشه فيله”: “نشعر بقلق بالغ حيال الظروف المروعة التي يحتجز فيها المهاجرون واللاجئون في ليبيا”.
ومن ناحية أخرى، دعت منظمة “أطباء بلا حدود” مؤخرًا إلى وقف ما اعتبرته “اعتقالاً تعسفيًا يجري بحق المهاجرين في ليبيا”، وقال الناطق باسم المنظمة، ماركو بيرتوتو، في مؤتمر صحفي بروما، الثلاثاء الماضي، إن مراكز احتجاز المهاجرين في ليبيا تشكل في بعض الحالات حافزًا لرحلات الأمل نحو أوروبا.
وأضاف: “مراكز الاحتجاز التي تخضع رسميًا لإدارة السلطات الليبية، هي في الواقع أدوات غير فعالة إزاء أعداد المهاجرين الوافدين من ليبيا”.

Exit mobile version