محلي

متري: التدخل الدولي في ليبيا ساعد على إسقاط النظام وحل الجيش والشرطة الوطنية

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏لقطة قريبة‏‏‏

أوج – طرابلس
قال المبعوث الأممي لدى ليبيا الأسبق، طارق متري، إنه لا أحد مستفيد من حالة الانقسام التي تضرب ليبيا، مؤكدا أن هذا الانقسام لن يتم تجاوزه بالغلبة العسكرية، التي ثبت عدم تعذرها.
وأضاف متري، في حوار خاص لقناة TRT التركية، أول أمس الإثنين، تابعته “أوج”، أن العملية العسكرية الأخيرة التي شنها خليفة حفتر لم تحقق غرضها بالاستيلاء على طرابلس، ولايبدو أن هذا الأمر في متناولها.
ولفت إلى أن العملية العسكرية، أضاعت فرصة للتسوية السياسية، وعمقت المخاوف وزادت من حدة التناقض، بعدما كانت هناك نافذة للتسوية من خلال المؤتمر الجامع الذي دعا إليه المبعوث الأممي لدى ليبيا، غسان سلامة، وأقفلت هذه النافذة.
وأكد متري، أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لم يكن يعلم بالعملية العسكرية، وإلا لما زار ليبيا قبيل هذه العملية، موضحا أن غوتيريش، يزور البلاد التي يرى أنها شارفت على عقد تسوية سياسية، ترعاها الأمم المتحدة، وذلك للتأكيد على المسار السياسي، وكان المؤتمر بمثابة علامة على هذا الطريق.
واستطرد قائلا:” إلا أنه وأثناء وجوده في ليبيا، تغير الواقع، واضطر لتغيير خطابه وترك ليبيا والألم يعتصره، ودعا الليبيون إلى التعقل ووقف التصعيد العسكري”.
وقال إن “انتفاضة شعبية حدثت ضد نظام القذافي، وتبعها تدخل عسكري، هدفه المعلن حماية المدنيين، من مجزرة وشيكة، أدى إلى إسقاط هذا النظام، تلى ذلك تكاثر عدد المسلحين، بعضهم كانوا من الثوار الحقيقيين، وبعضهم كانوا من ثوار مابعد الثورة”.
وأوضح متري، أنه في خضم هذه الأحداث انهار الجيش الوطني والشرطة الوطنية، ومن هنا جاء دور الأمم المتحدة، المتمثل في نزع سلاح المسلحين، مؤكداً أن الأمر الذي لايجدي معه الموعظة الحسنة.
وأرجع فشل جهود الأمم المتحدة، في نزع السلاح، إلى عدم وجود قوة عسكرية تستطيع القيام بهذه المهمة، مشيرا إلى أن ما أعاق وجود دولة هو هذا الكم الهائل من المسلحين الذين لديهم ولاءات لجهات ساسية، ربما يكونوا هم أكثر نفوذا منها.
وذكر أن حفتر استمد شرعيته، من خلال نجاحه في تحقيق انتصار عسكري، على “الإسلاميين”، في مدينة بنغازي، وهي الحرب التي شنها تحت شعار “تطهير بنغازي من الإرهابيين”، مضيفا أنه وضع كل الإسلاميين في سلة واحدة، ولم يميز بين المتطرفين منهم وتلك التي تشارك في الحياة السياسية، واعتبرهم فصيل واحد، وقاتلهم كلهم.
وأشار إلى أنه وبعد مضي ثلاثة أعوام على إعادة الأمن في برقة، أصبح لدى حفتر القدرة على القمع، لم تكن لديه من قبل، مبينا أن هذه الأوضاع أعطته “شرعية واقعية”، بالإضافة إلى الدعم الذي يتلقاه من الإمارات ومصر.
وقال إن هاتين الدولتين، تستكملان بدعمها لحفتر، حربهما ضد الحركات الإسلامية، في المنطقة العربية، وليبيا بلد عربي أتيح لهما ممارسة نفوذهما فيه، مشيرا إلى أن مصر بسبب الجيرة بطبيعة الحال، والإمارات بسبب العلاقات التي نسجتها مع مجموعات مسلحة، منذ أحداث عام 2011م.
وحول موقف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من ليبيا، قال متري، إنه غير خاضع للاعتبارات التي تحكم بها السياسة الخارجية، كما ترسم في أجهزة الدولة، والتي أحيانا يستخف بها ترامب. واصفا موقفه من القضية الليبية، ب”المرتجلة والمناقضة”، للسياسية الخارجية الأمريكية.
وأوضح أن المكالمة التي أجراها ترامب لحفتر، جاءت بطلب من الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، مؤكدا أن السياسة الخارجية الأمريكية نحو العالم العربي، بما فيها ليبيا، منذ فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، وحتى ترامب، تتميز باهتمام أقل لهذه المنطقة.
وبين أن هناك “انزعاجا دوليا”، من الفوضى في ليبيا، وتنامي الجماعات المتطرفة، لكن لم يتحول هذا ” الانزعاج”، إلى سياسة متماسكة، تهدف إلى إخراج ليبيا من محنتها، مؤكدا أن العالم يهتم بليبيا بقدر محدود، وجدد دعوته لليبيين، للاهتمام بشؤونهم، والعمل على حل مشاكلهم بأنفسهم وعدم المراهنة على دول بعينها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى