محلي

عاشتا أيامًا في العراء.. عجوز وابنتها تجسدان معاناة النازحين الليبيين جراء الحرب


عاشتا أيامًا في العراء.. عجوز وابنتها تجسدان معاناة النازحين الليبيين جراء الحرب

أوج – طرابلس
تناولت وكالة رويترز للأنباء في تقرير لها، أمس الثلاثاء، جانبا من معاناة النازحين في ليبيا، جراء الحرب على طرابلس المشتعلة منذ ستة أشهر، من خلال قصة سيدة عجوز وابنتها أياما في العراء بعدما تركا منزلهما في منطقة سيدي سليم قرب طريق المطار بطرابلس في شهر الطير/ أبريل مع بداية هجوم قوات الكرامة على العاصمة.
وأوضحت رويترز في تقريرها، الذي طالعته “أوج”، أنه عقب فرارها جراء تقدم قوات الكرامة في هجومها على العاصمة طرابلس، قضت العجوز النازحة مبروكة التواتي صاحبة الـ80 عاما وابنتها أياما في العراء على تخوم طرابلس، وتقيمان حاليا في مأوى تغطى الملاءات نوافذه المهمشة الزجاج ويستخدم فيه مقعدان دراسيان مطبخا.
وأضافت أنه مع دخول الهجوم العسكري على طرابلس شهره السادس، بلغ عدد النازحين، مثل مبروكة وابنتها، 120 ألف ليبي نتيجة أحدث تصعيد للعنف، ورغم توقف الهجوم في الضواحي الجنوبية للمدينة، ولم يطرأ تغير يُذكر على خط المواجهة منذ أسابيع غير أن القتال المبكر أدى إلى نزوح كثيرين من منازلهم.
ويقيم بعض النازحين في حدائق عامة، كما ينصب بعضهم خياما بجوار ساحل المدينة على البحر المتوسط، وانتهى المقام بآخرين في ملاجئ لا تتوفر فيها حتى الاحتياجات الأساسية أو مياه الشرب، وفقا للتقرير، حيث تقيم مبروكة التواتي وابنتها المطلقة تبرة الهمالي صاحبة الـ47 عاما، حاليا بشكل غير مستقر في فصل دراسي بمدرسة جرى تحويلها إلى مأوى ويديرها مجلس بلدية أبو سليم.
وقالت مبروكة، وهي جالسة على حشية بجانب ابنتها: “انتقلت أنا وابنتي من شارع لشارع لإيجاد مكان، وجلسنا تحت الاشجار لأخذ القيلولة… رأينا ظلما لم يشهده أحد من قبل”.
وكانت وزيرة الشؤون الاجتماعية بحكومة الوفاق المدعومة دوليًا، فاضي منصور الشافعي، أعلنت أن آخر الإحصائيات بشأن أعداد النازحين التي وثقت حتى يوم 6 الفاتح/سبتمبر الجاري، تؤكد نزوح 1380عائلة في 47 مركز إيواء، مشيرة إلى إغلاق بعض المراكز ونقل من كان فيها إلى مراكز أخرى.
وأوضحت الشافعي، في تصريحات لوكالة “سبوتنيك” الروسية، طالعتها “أوج”، أن عمليات النزوح من أحياء طرابلس في تزايد مستمر نتيجة استمرار الاشتباكات الدائرة، لافتة إلى أن العائلات المُستضافة لدى أقاربهم بلغ تعدادهم نحو 22 ألف و405، وأن إجمالي الأسر النازحة حتى اليوم الأحد 23 ألف و788 عائلة منكوبة.
وأشارت وزيرة الشؤون الاجتماعية، إلى أن عمليات النزوح شملت مدينة مرزق بالجنوب الليبي، حيث نزحت 3315 عائلة خلال الأيام الماضية، وصل بعضهم إلى العاصمة طرابلس، مؤكدة أن هناك نقص في مراكز الإيواء، وأنه يتم توفيره بين الحين والآخر، خاصة بعد تخصيص مبالغ مالية للبلديات التي يتواجد فيها النازحين، وذلك ليقدموا لهم السلل الغذائية والمواد الطبية والخدمية، لافتة إلى أنه يجرى التنسيق بين جميع الوزارات المعنية بالأمر، في ظل العدوان المستمر على طرابلس.
وكشفت الشافعي، أن هناك احتمالات بارتفاع أعداد النازحين باعتبار الحرب ما زالت قائمة على مدينة طرابلس، متوقعة أن تكون هناك عمليات نزوح من منطقة غريان وترهونة وبعض المناطق الأخرى، مشددة على أن التنسيق الأمني والطبي والاجتماعي مستمر على مدار الفترة الماضية بشكل كبير، بما يضمن سير الأوضاع دون أية أزمات أو مشاكل.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ “تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية قد دعا، كافة الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق المدعومة دوليًا، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، حكومة شرق ليبيا المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى