محلي

المحجوب: الحالة الوحيدة لردع تركيا عن مسارها التخريبي في ليبيا هي إجبارها على إيقاف تصدير السلاح للمليشيات

ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

أوج – بنغازي
قال الناطق الرسمي باسم غرفة عمليات الكرامة، العميد خالد المحجوب، إن الحالة الوحيدة لردع تركيا عن مسارها التخريبي في ليبيا تكمن في إرغامها على عدم تصدير السلاح للمليشيات في طرابلس.
وأضاف المحجوب، في تصريحات لصحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، اليوم الأربعاء، طالعتها “أوج”، أن تركيا لن تتوقف عن دعم المليشيات المسلحة، خصوصاً أن معركة طرابلس الراهنة تعد سوقا رابحة لتصريف بعض صادراتها العسكرية، فضلاً عن أن التوافق بين تركيا وجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، يجعل من معركة طرابلس مصيرية بالنسبة لأنقرة.
وأشار إلى إمكانية فرار عناصر من تنظيم داعش من سوريا إلى ليبيا، عبره مطاري مصراتة وزوارة، خصوصا أنهما يقعان تحت سيطرة حكومة الوفاق المدعومة دوليا، متابعا: “لكن أخبار الانتصارات التي نحققها، وتصفيتنا للعناصر الإرهابية التي سبقتهم لبلادنا قد تجعلهم يتراجعون عن الفكرة”.
واعتقد أن نتائج الضربات، التي وجهتها القيادة الأمريكية في أفريقيا “أفريكوم” في الجنوب الليبي بالتنسيق مع حكومة الوفاق، قد تصب نتائجها في صالح “الجيش” موضحا أن ضرباتها الأخيرة التي أدت إلى مقتل 47 عنصرا إرهابيا بمناطق الجنوب قلل الضغط عليهم، ومهد الطريق لضرباتهم البرية هناك، ما أسهم أيضا في عدم تشتتهم وتركيزهم على التقدم أكثر في معركة العاصمة.
وأكد أن الضربات الأمريكية تعد اعترافا صريحا بوجود عناصر إرهابية في الجنوب، ما عزز مصداقية “الجيش” وصورته أمام الرأي العام العالمي، بحسب تعبيره، والذي سبق وسدد ضربات استهدفت عناصر إرهابية.
وكان المحجوب، قال إن النظام التركي يستخدم عدة وسائل لنقل الإرهابيين إلى ليبيا؛ منها الطائرات المدنية والسفن، مؤكدا أن “القوات المسلحة” رغم صعوبة استهداف تلك الوسائل، قادرة على سحق الإرهابيين بالميدان إذا ما التحقوا بالجبهات.
وأضاف المحجوب، في تصريحات لصحيفة “الاتحاد” الإماراتية، الاثنين الماضي، طالعتها “أوج”، أن تركيا باتت شريكة في الحرب ضد “الجيش” الذي لن يتراجع عن مهمة تحرير البلاد، موضحا أن أنقرة تنقل إرهابيين عبر مطاراتها ومنافذها وحدودها، ما يجعلها متورطة بشكل رئيسي في دعم الإرهاب.
وأكد أن قيادة قوات الكرامة مستمرة في القضاء على الإرهابيين الذين يتم نقلهم إلى ليبيا بتواطؤ مع حكومة الوفاق المدعومة دوليا، والتي تسيطر عليها جماعة الإخوان، بحسب تعبيره.
ولفت إلى رصد وتسجيل وصول مئات الإرهابيين التابعين لجبهة النصرة من سوريا إلى ليبيا عبر تركيا للقتال في صفوف المليشيات خلال الأشهر الماضية، مبرزا وجود غرفة عمليات يديرها أتراك وقيادات إرهابية ليبية مقيمة في تركيا، لاستقطاب الإرهابيين ونقلهم إلى ليبيا ضمن المخطط التركي لعرقلة تقدم قوات الكرامة في محاور القتال.
وبدأت تركيا يوم الأربعاء الماضي، اجتياحًا بريًا لشمال سوريا، سبقته بقصف عشوائي لعدد من البلدات الحدودية ومناطق سيطرة المقاتلين الأكراد، ما تسبب بحركة نزوح واسعة وسقوط قتلى وإصابات بين المدنيين، فيما استبقت الإدارة الذاتية الكردية الغزو التركي بإعلان النفير العام في مناطق سيطرتها، داعية السكان للدفاع عن أرضهم.
ومن جهته، توقع الناطق باسم قوات الكرامة، أحمد المسماري، أن يؤدي الغزو التركي لشمالي سوريا إلى هروب عناصر داعش من السجون التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، مؤكدا أن الخلايا النائمة للتنظيم الإرهابي أصبحوا حاليا في يد الأتراك الذين يسعون لنقلهم لمأوى آمن، وربما تكون ليبيا هي وجهتهم، بسبب الفراغ الأمني خاصة في مناطق مصراتة وطرابلس وزوارة.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق المدعومة دوليًا، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، حكومة شرق ليبيا المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى