محلي

افحيمة: إصرار السراج على إشراك قطر في مؤتمر برلين يؤكد وجود انشقاقات بحكومة الوفاق

أوج – بنغازي
قال عضو مجلس النواب المنعقد في طبرق، صالح افحيمة، إن المجلس لم يصله أي إخطارات تفيد بتأجيل مؤتمر برلين حول الأزمة الليبية إلى نهاية شهر الكانون/ ديسمبر المقبل، بعدما كان مقرر انعقاده خلال الشهر الجاري، موضحا أنهم غير مدعوين للمشاركة في المؤتمر، حسبما تحدث المبعوث الأممي لدى ليبيا، غسان سلامة.
وأضاف افحيمة، في مداخلة هاتفية لبرنامج غرفة الأخبار على قناة ليبيا، أمس الأربعاء، تابعته “أوج”، أن المؤتمر سيكون لتقريب وجهات نظر الدول المتداخلة في الصراع الليبي وتغذيه سياسيا وعسكريا، مؤكدا أن إصرار رئيس المجلس الرئاسي المنصب من المجتمع الدولي، فائز السراج، خلال لقائه المبعوث الأممي لدي ليبيا، غسان سلامة، ونائبته ستيفاني ويليامز، أول أمس، على إشراك قطر في مؤتمر برلين، يؤكد وجود انشقاقات في حكومة الوفاق المدعومة دوليا، وربما تكون السبب في تأجيل المؤتمر، إذا صح الخبر.
وأشار إلى وجود اختلافات وتباين كبير في وجهات النظر بين الدول المشاركة في المؤتمر حول الأزمة الليبية، وفق ما صرح به سلامة خلال اجتماعه مع بعض نواب مجلس النواب المنعقد في طبرق، معتقدا أن مؤتمر برلين لن يكون له حظ أوفر من المؤتمرات، لكنه يأمل أن يحدث تقارب بين الدول المتصارعة في ليبيا والتي لن تتركهم وشأنهم وتحاول المحافظة على مصالحها، في ظل انشقاق الليبيين، بحسب تعبيره.
وحول اختيار الدول المشاركة في مؤتمر برلين، أوضح أن الدول المنخرطة في الملف الليبي معروف ويستطيع المبعوث الأممي تحديدها، ويستطيع الليبيون أنفسهم تحديدها، مضيفا أن السراج يريد مشاركة دولتي تركيا وقطر في المؤتمر، خصوصا أنهما تدعماه وبقوة من خلال السلاح والعناصر المقاتلة، مثلما كشفت مقاطع الفيديو المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي لجنود أتراك موجود داخل الأراضي الليبية.
وذكر افحيمة، أن المجتمع الدولي سحب “بساط الشرعية” من تحت أقدام حكومة الوفاق برئاسة السراج، باستثناء بعض الدول التي تريد وجود الأخير في السلطة لحماية مصالحها في ليبيا، لافتا إلى عدم اكتراث أمريكا حاليا بحكومة الوفاق مثلما كان في السابق.
وحول دعوة المبعوث الأممي، لعقد مؤتمر دولي حول الأزمة الليبية “برلين”، قبل عقد اجتماع بين الأطراف المحلية، اعتقد أن سلامة رأى أنه ما لم يتم التوافق الدولي حول الأزمة، فلن تصل الأطراف الليبية إلى حل، خصوصا أنه حاول كثيرا في عدة مناسبات أن يوفق بين الأطراف ولم يستطع، لأسباب يعلمها الجميع، لاسيما أن من يسيطر على طرابلس عبارة عن “مليشيات”، وتم طردها من قبل قوات نظامية تابعة للوفاق إلى خارج العاصمة، لكن بعد 4 الطير/ أبريل، عادت للاستعانة بهم بوصفهم “قوات نظامية” لمحاربة “الجيش الذي يريد تحرير العاصمة”.
وحول اجتماع أعضاء مجلس النواب المنعقد في طبرق بالعاصمة المصرية القاهرة قبل مؤتمر برلين، قال إنها محاولة من المجلس لترميم بيته الداخلي وتوحيد الموقف، ويعد استكمالا للاجتماع السابق، في محاولة لتكوين رؤية معينة للخروج بمبادرة سياسية يتواقف عليها كل الأعضاء سواء المجتمعين في طبرق أو طرابلس، مختتما بأنهم إذا توصلوا إلى رؤية توافقية سيتم إيصالها إلى المبعوث الأممي لعرضها على مؤتمر برلين.
وترددت بعض الأخبار عن إمكانية تأجيل مؤتمر برلين حول الأزمة الليبية إلى نهاية شهر الكانون/ ديسمبر المقبل، بعدما كان مقرر عقده خلال الشهر الجاري.
وكان السراج، اجتمع، أول أمس الثلاثاء، مع رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، غسان سلامة، ونائبته للشؤون السياسية، ستيفاني ويليامز، لبحث مستجدات الأوضاع في ليبيا وجهود الأمم المتحدة لوقف العدوان واستئناف العملية السياسية.
وأوضح السراج، في بيانٍ لمكتبه الإعلامي، طالعته “أوج”، أن الاجتماع، تناول المشاورات الجارية لعقد مؤتمر في برلين، لإيجاد حل سلمي للازمة الليبية”، حيث أكد السراج على ضرورة دعوة كل الدول المعنية بالشأن الليبي دون اَي إقصاء.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق المدعومة دوليًا، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، حكومة شرق ليبيا المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى