محلي

لليبيين بحديث ولوسائل الإعلام الغربية بآخر.. صنع الله يؤكد لـ”سبوتنيك” ارتفاع الإنتاج خلال أشهر ويحذر الليبيين في بيان من تراجع حاد

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏لحية‏‏‏

وسائل الإعلام المختلفة أصبحت في حيرة من أمرها بسبب تصريحات رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، مصطفى صنع الله، التي تتغير من أقصي اليمين إلى أقصى اليسار خلال اليوم الواحد، فما بين تأكيداته لوسائل الإعلام الغربية بزيادة إنتاج النفط الليبي خلال أشهر، بل وعودته إلى سابق عهده، وفق وكالة “سبوتنيك” الروسية، إلى بيانٍ صادر عن المؤسسة وبتصريحاته، قبل قليل، يحذر من انخفاض حاد في إنتاج النفط الليبي، ليبقى المواطن الليبي في حيرة أكبر.
وحذّرت المؤسسة الوطنية للنفط، اليوم الأربعاء، من انخفاض حادّ في إنتاج النفط الليبي خلال الأشهر التسعة القادمة، مشيرة إلى أن ذلك سيحدث في حال استمرار حكومة الوفاق المدعومة دوليًا بعدم تسييل الميزانيات المعتمدة.
وأوضحت المؤسسة، في بيانٍ لمكتبها الإعلامي، طالعته “أوج”، أنها سجلت خلال شهر هانيبال/أغسطس 2019م إيرادات تقدّر بحوالي 2 مليار دولار أمريكي- أي بانخفاض قدره 117 مليون دولار أمريكي، وذلك بنسبة انخفاض 5 بالمائة مقارنة بشهر ناصر/يوليو، وارتفاع بحوالي 466 مليون دولار أمريكي، بنسبة 30 بالمائة مقارنة بشهر هانيبال/أغسطس من العام الماضي.
ووفق البيان، تتمثّل إيرادات المؤسسة في عائدات مبيعات الغاز الطبيعي، والنفط الخام، والمشتقات النفطية، إضافة إلى الضرائب والاتاوات المحصلة من عقود الامتياز.
وقال رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، المهندس مصطفى صنع الله: “يمكن للمؤسسة الوطنية للنفط زيادة الإنتاج بشكل كبير، وإضافة مئات الملايين من الدولارات شهريًا إلى دخل الدولة، ولكن لن يكون ذلك ممكنا إلاّ عند توفير الميزانيات التشغيلية للمؤسسة”.
وتابع: “وإذا لم يتم تسييل مخصصات المؤسسة في حينها ومن دون أي تأخير، فإن إنتاج النفط الليبي سينخفض بمئات الآلاف من البراميل يوميًا عن المستوى المطلوب، ممّا سيؤثر سلبا على الدخل القومي.”
وأضاف: “إنّ الميزانية المعتمدة حسب القرار الذي أصدره المجلس الرئاسي بتاريخ 20 الربيع/مارس رقم (3755) بشأن إقرار الترتيبات المالية للعام 2019، قد خُفضت بشقيها التشغيلي والرأسمالي بنسبة 39 بالمائة و40 بالمائة على التوالي، مقارنة بالميزانية التي تم تقديمها من طرف المؤسسة”.
وواصل صنع الله: “لم يقتصر الامر علي ذلك فحسب، ففي شهر ناصر/يوليو، ومن دون علم المؤسسة قام المجلس الرئاسي وبشكل تدريجي للمرة الثانية بتخفيض الميزانية المعتمدة للمؤسسة وشركاتها بشقيها بمبلغ قدره التشغيلي 150 مليون و الرأسمالي 100مليون، بالإضافة إلى ذلك لم يتم تسييل المبالغ المطلوبة في حينها، حيث لم يتم تسييل مخصصات الباب الثاني للأشهر الماء/مايو، والصيف/يونيو، وناصر/يوليو، وهانيبال/أغسطس إلا بعد منتصف شهر الفاتح/سبتمبر، مما أدي إلى تراكم الديون علي القطاع و عزوف الشركات العاملة عن تقديم الخدمات، بالإضافة إلى تأخر مرتبات الشركات الخدمية التابعة للمؤسسة الوطنية للنفط (الجوف، والحفر الوطنية، والوطنية لتموين الحقول والموانئ النفطية)”.
وطالب صنع الله، المجلس الرئاسي المُنصب من المجتمع الدولي بضرورة تسييل المخصصات في حينها، وإلا سيترتب عن هذا الامر عواقب ضارة للقطاع، وانخفاض حاد بالإيرادات، مرجعًا الانخفاض في إيرادات شهر هانيبال/أغسطس إلى الفعل التخريبي الذي تسبب في إغلاق خط الأنابيب الرئيسي الرابط بين حقل الشرارة النفطي وميناء الزاوية خلال النصف الأول من الشهر، الأمر الذي استوجب اقفال حقل الشرارة، ممّا تسبب في خسائر كبيرة، تمّ تعويضها جزئيا من خلال الضرائب المدفوعة من قبل الشركاء بعد دفع فواتير الغاز لعام 2018م، مؤكدًا أن المؤسسة الوطنية للنفط تقوم بنشر جميع البيانات المالية شهريًا، وذلك بما يتطابق مع سياسة الحوكمة الرشيدة ومعايير الشفافية الدولية.
وعلى الجانب الآخر، قال رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، مصطفى صنع الله، اليوم الأربعاء، إن حجم الإنتاج الحالي نحو مليون و300 ألف برميل يوميًا، أو أقل من ذلك بقليل، مشيرًا إلى أن ذلك بسبب الأوضاع الأمنية تحديدًا والاستثمارية أيضاً، متوقعًا أن يصل إلى الأرقام السابقة خلال أشهر من الآن.
وأضاف صنع الله في تصريحات لوكالة “سبوتنيك” الروسية، طالعته “أوج”: “إذا تمكنا من الحصول على ميزانيات جيدة وأيضاً إذا تحسن الأمن، بإمكاننا الرجوع إلى الأرقام السابقة، التي كانت قبل الأحداث في ليبيا”.
وأشار صنع الله، إلى أن هناك تعاونًا تجاريًا مع الجانب الروسي وهناك كثير من الشركات الروسية، التي تعمل مع المؤسسة الليبية للنفط، “لوك أيل” و”روس نفط” وغيرها من الشركات الروسية في مجال التجارة، تجارة النفط.
ولفت صنع الله، إلى أنه بعد غدٍ سيكون لديهم اجتماع مع شركة ” تات نفط” لمتابعة عملها بليبيا والمشاكل، التي تواجهها من أجل عودتها إلى ليبيا وعودة أعمال الاستكشاف من جديد.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق المدعومة دوليًا، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، حكومة شرق ليبيا المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى