الجزائر ، أردوغان يزور الجزائر على رأس وفد هام.. والسبب ليبيا .

يبدأ الرئيس التركي طيب رجب أردوغان زيارة رسمية إلى الجزائر الأحد المقبل، وفق ما أعلنته الرئاسة الجزائرية، اليوم (الأربعاء).
وسيرأس أردوغان في هذه الزيارة التي تدوم يومين، وفداً وزارياً هاماً في قطاعات التجارة والاقتصاد والتطوير العسكري، بالإضافة إلى مدراء كبرى الشركات التركية.

وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أرسل دعوة إلى أردوغان خلال استقباله وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو في بداية يناير الجاري، لبحث الأزمة الليبية.

وتأتي زيارة أردوغان إلى الجزائر، لتأكيد التقارب الذي تشهده علاقات البلدين منذ انتخاب تبون رئيساً للجزائر، ورغبة الجانب التركي في تعزيز التعاون معها، بعد سنوات عدة من العلاقات الباردة التي شهدها البلدين، ولكن أيضاً بسبب الأزمة الليبية التي عززت الإتصالات بينهما.

وكان أردوغان ثالث زعيم أجنبي يهاتف الرئيس المنتخب تبون لتهنئته بفوزه في الانتخابات، التي نُظمت في 12 ديسمبر الماضي، بعد كل من الرئيس التونسي قيس سعيّد والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز.

وخلال فترة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، شهد الموقف الجزائر تحفظاً كبيراً في التعامل مع تركيا، كما أن حكومة أحمد أويحيى دعت أنقرة إلى الكف عن إقحام الجزائر في خلافاتها مع فرنسا بخصوص مجازر الأرمن، وإستدلالها بالماضي الإستعماري لفرنسا في الجزائر.
ليبيا سبب في تكثيف الإتصالات بين الجزائر وأنقرة
وبعد بروز تركيا لاعباً مهماً في الأزمة الليبية، تعززت الاتصالات بين الجزائر وأنقرة لبحث الأزمة بين البلدين، وزادت بعد تصريحات وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم، الذي أعلن رفض الجزائر إرسال قوات أجنبية إلى ليبيا، في إشارة إلى قرار تركيا بعث قواتها إلى العاصمة الليبية طرابلس، وهو الموقف الذي دفع أنقرة إلى الإسراع في إرسال وزير خارجيتها أوغلو إلى العاصمة الجزائر، لشرح الموقف التركي للحكومة الجزائرية.

وعقب هذا اللقاء اتفق الطرفين على ضرورة حماية حكومة “الوفاق الوطني” الليبية في طرابلس، بالإضافة إلى إعلان الرئيس تبون طرابلس “خطاً أحمراً لا يجب تجاوزه”، في رسالة واضحة إلى قائد “الجيش الليبي” غرب ليبيا المشير خليفة حفتر.

وتعتبر “حكومة الوفاق” الليبية نقطة تلاقي بين الجزائر وأنقرة، بحكم أنهما يعتبران حكومة فايز السراج هي الحكومة المعترف بها دولياً، كما يرفضان أن تسقط طرابلس عسكرياً في يد حفتر، إلا أن الجزائر ترفض الحل العسكري وتدعو إلى توافق ليبي ليبي، وإن كان الدور التركي إلى جانب حكومة السراج يخدم إلى حد ما الجزائر، التي تسعى إلى أن يكون الحل يشمل الجميع ولا يكون هناك منتصر وخاسر عسكرياً.
تركيا تسعى لشن هجومها على حفتر من مواقع جزائرية؟
ويقول الإعلام والمحلل السياسي الجزائري منير ركاب في تصريح إلى “وكالة نوفا الإيطالية” إن “زيارة أردوغان إلى الجزائر، ستكمل زيارة وزير خارجيته تشاووش أغلو، ولكنها ستخصص للملف الليبي، خصوصاً وأن تركيا طلبت من الجزائر تخصيص مطاراتها وموانيئها للطائرات والبوارج الحربية التركية لضرب قوات حفتر في ليبيا، وهو السبب الرئيسي لهده الزيارة الغير معلن عنها بعد من قبل الرئاسة الجزائرية”.

وعلى رغم خلاف الجزائر المعلن مع خليفة حفتر، إلا أن هناك اتصالات بين الطرفين، خصوصاً في نقاط التماس بين حدود البلدين في المناطق التي تسيطر عليها قوات حفتر، جنوب غرب ليبيا، كما أن وفداً من الحكومة الموقتة التابعة لحفتر، حلت بالجزائر خلال يناير الجاري، لبحث العلاقات بين الطرفين.
تركيا تسعى لتعزيز استثماراتها في الجزائر
وقال أوغلو خلال زيارته إلى الجزائر في 7 يناير الجاري، إن “حجم الإستثمارات في الجزائر تقدر بـ3.5 مليار دولار”، مؤكداً رغبة أنقرة في “الرفع من حجم استثماراتها في الجزائر خلال الأشهر المقبلة”.

ويعتبر وزير التجارة الجزائري الحالي كمال رزيق من أكثر المنفتحين على تركيا، إذ قال قبل تعيينه وزيراً في حكومة عبد العزيز جراد إن “تركيا شريك قوي للجزائر، خصوصاً وأن العلاقات الإقتصادية لا تحكمها خلفيات سياسية، عكس العلاقات الإقتصادية مع دول أوروبية وآسيوية”.

وكان أردوغان صرح خلال زيارته إلى الجزائر في فبراير 2018، أنه يسعى إلى رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى أكثر من 10 مليارات دولار، في الأشهر التي تلي زيارته، إلا أن الأوضاع السياسة التي شهدتها الجزائر، حالت من دون تحقيق الرئيس التركي رغبته هذه .

Exit mobile version