
التقت صحيفة Investigativejournal مع بعض المرتزقة السوريين الذين نقلتهم تركيا للقتال في ليبيا إلى جانب قوات حكومة الوفاق غير الشرعية، في حربها ضد قوات الشعب المسلح التي تسعى إلى تحرير العاصمة طرابلس من المليشيات والجماعات الإرهابية المسيطرة عليها.
ونقلت الصحيفة اللندنية، في تقرير لها طالعته وترجمته “أوج”، عن مصدر سوري قوله إن القوات التركية تلجأ إلى الأكاذيب من أجل إبقاء السوريين الذين يقاتلون في ليبيا هادئين ومتحمسين بادعاء أن هناك جنود روس ويجب عليهم قتالهم بحجة أنهم دمروا مدتهم في سوريا، مضيفا: “هذه كذبة وليبيا ليست سوريا، لكن هؤلاء المرتزقة يؤمنون بما تخبرهم به تركيا”.
وقال أحد المرتزقة السوريين في ليبيا ويدعى سليمان محمد، إنه لم يشهد الكثير من القتال، لكنه وعد ببدء هجوم كبير قريبًا بمشاركة القوات التركية ومعداتها، معتقدا أن أمريكا وتركيا يساعدون حكومة الوفاق غير الشرعية؛ لأن أنفرة فقط أخبرتهم بذلك.
وأوضحت الصحيفة أنه في أعقاب محادثات السلام التي قادتها ألمانيا “مؤتمر برلين” الشهر الماضي، وتم التوصل إلى وقف “هش” لإطلاق النار بين طرفي الصراع الليبي، لكن في 28 آي النار/ يناير الماضي، وصلت سفينة تركية تحمل مركبات عسكرية وأسلحة إلى ميناء طرابلس، منتهكة اتفاقية وقف إطلاق النار والحظر المفروض من قبل الأمم المتحدة على الأسلحة.
وبالعودة إلى المرتزقة السوريين، ذكرت الصحيفة أن عبد الرحمن، البالغ من العمر 26 عامًا من فصيل السلطان مراد، أرسل إلى طرابلس حاملا بندقية JMK Bora-12، وهي بندقية قنص تركية الصنع يقول إنها كانت جزءًا من شحنة الأسلحة التركية.
وقال عيسى عباس، القائد العسكري في ريف حلب، والذي أرسل إلى ليبيا، عندما سئل عن جودة السلاح التركي: “أنا لا أعرف.. المرة الوحيدة التي يرى فيها الجيش السوري الحر أسلحة كهذه في الأفلام، لم نر هذا السلاح في سوريا”.
وأكدت الصحيفة أن تركيا تواصل إرسال المرتزقة السوريين إلى طرابلس؛ حيث يعبر المسلحون الحدود إلى تركيا، ويتم احتجازهم لفترة قصيرة في نقاط عسكرية بالقرب من غازي عنتاب أو في أنقرة، وبعدها إرسالهم إلى اسطنبول عبر طائرة عسكرية تركية، حيث يتم نقلهم إلى الطائرات التجارية الليبية للسفر إلى طرابلس.
ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري في عفرين أن حوالي 100 سوري كانوا في اسطنبول، يستعدون لرحلة طرابلس قريبا، مقابل راتب شهري قدره 2000 دولار أو أكثر، وفوائد إضافية، مثل الجنسية التركية لأي مرتزق يبقى في ليبيا لمدة ستة أشهر.
وفي الأسبوع الماضي، أرسل أحمد إبراهيم، الذي يبلغ من العمر 23 عامًا من فصيل السلطان مراد، وفقا للصحيفة، مقطع فيديو للفيلا التي كان يشاركها مع آخرين، وقال: “هذا هو المنزل الجديد.. كل شيء في ليبيا رائع”، ثم أوقف كاميرته مؤقتًا على علبة سجائر، وأضاف لاحقًا: “لقد سمحوا لنا بالتدخين هنا.”
وأكد الصحيفة أن جميع المرتزقة السوريين الذين، أوضحوا أنهم حصلوا على مزيد من الحرية بعد السماح لهم بمغادرة مخيم الاستقبال، لكنهم ظلوا محدودين للغاية في أنشطتهم اليومية؛ فلم يُسمح لأي منهم بمغادرة مساكنهم دون حراسة ليبية، واقتصر وصولهم إلى الإنترنت لبضع ساعات في اليوم.
ومن جهته، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس الثلاثاء، ارتفاع أعداد المجندين الذين وصلوا إلى العاصمة الليبية طرابلس حتى الآن إلى نحو 4700 مرتزق، موضحًا أن عدد المجندين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 1800 مجند.
وذكر المرصد في بيان له، طالعته “أوج”، أنه مع ارتفاع أعداد المتطوعين وتخطيها للرقم المطلوب من قبل تركيا 6000 شخص، إلا أن عمليات التجنيد تتم سواء في عفرين أو مناطق درع الفرات ومنطقة شمال شرق سوريا.
وتشهد المنطقة حالة من التوتر المتصاعد، بسبب الأزمة الليبية، لاسيما بعد موافقة البرلمان التركي، على تفويض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإسال قوات عسكرية تركية إلى العاصمة الليبية طرابلس، لدعم حكومة الوفاق غير الشرعية .
https://investigativejournal.org/