أوج – تونس
قالت رئيسة بعثة الدعم الأممية في ليبيا بالإنابة، ستيفاني ويليامز، إن شمال أفريقيا تحولت مؤخرًا إلى “منطقة تجريبية” للأسلحة الجديدة، في إشارة إلى انتهاك قرار حظر الأسلحة بشكل خطير في ليبيا.
واتهمت ويليامز، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية “دويتشه فيله”، طالعتها وترجمتها “أوج”، تركيا بإشعال الصراع في المنطقة وعلى رأسها ليبيا، قائلة: “إننا نكتشف دخول الأسلحة إلى البلاد كل يوم، رغم القرارات التي اتخذت في مؤتمر برلين في منتصف آي النار/ يناير الماضي، لكن حظر الأسلحة انتهك بشكل واضح من قبل بعض الدول”.
وأكدت أن السفن المحملة بالأسلحة تصل من تركيا إلى طرابلس ومصراتة، كما أن دولة الإمارات ترسل كذلك مئات من طائرات الشحن إلى ليبيا.
ودعت ستيفاني ويليامز، قبل أيام، طرفي الصراع الليبي إلى وقف إطلاق النار، وإنهاء النزاع قبل ساعات من أول أيام شهر رمضان المبارك.
وقالت في مؤتمر صحفي عبر الفيديو مع الصحفيين المعتمدين في الأمم المتحدة في جنيف، نقلته وكالة “سبوتنيك”، طالعته “أوج”، إن المدنيين الليبيين يعيشون ظروفًا صعبة للغاية ما بين القتال المستمر، الذي يؤدي إلى نزوح السكان وبين فيروس كورونا الذي يهدد الجميع.
وأضافت: “ليبيا أصبحت ساحة اختبار لجميع أنواع الأسلحة الجديدة، وندعو كل من ينتهك حظر الأسلحة، بما في ذلك الدول التي جلست سوية إلى الطاولة في برلين ووقعت على وثيقة، لكنها تواصل انتهاك الحظر، إلى التوقف عن القيام بذلك”.
وأشارت إلى أنه من “بين الأسلحة الجديدة في ليبيا، تم الكشف عن قنابل حرارية – قنابل فراغية تم استخدامها في الضواحي الجنوبية لطرابلس، بالإضافة إلى أجهزة متفجرة للمقاتلين، مؤكدة أن حظر الأسلحة لا ينتهك عن طريق الشحنات البحرية فحسب، بل يتم عن طريق الجو مع المقاتلين، الذين يأتون إلى ليبيا من بلدان أخرى، وفي الوقت نفسه، حركة الشحن البري مع ليبيا مستمرة.
وأوضحت أن اتصالات الأمم المتحدة مستمرة مع الوفود التى شاركت فى المباحثات السياسية الليبية التى تعرف باسم “5 + 5” فى جنيف من قبل وبهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار استجابة لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة وكذلك بهدف أن يعود المسار السياسي إلى الانعقاد فى جنيف بمجرد أن تزول قيود الحركة المفروضة حول العالم بسبب انتشار وباء كورونا.
وتجاهلت تركيا الحظر الدولي المفروض على ليبيا في توريد السلاح، ودأبت على إرسال السلاح والمرتزقة والجنود الأتراك إلى طرابلس للقتال بجانب حكومة الوفاق غير الشرعية.
ويثير التدخّل التركي العسكري في ليبيا حفيظة نسبة كبيرة من الشارع التركي الذي ينتقده، ويطالب أردوغان بسحب الجنود الأتراك من ليبيا، وعدم تقديمهم قرابين من أجل تمرير سياساته هناك.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل 2019م، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل 2019م بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق غير الشرعية، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، الحكومة المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.