محلي

إيني الآن أكثر أمانًا.. قائد إيطالي سابق بحلف الناتو: السراج لم تكن لديه القوة للوقوف في وجه حفتر ما لم يستخدم الدعم التركي الغير محدود #قناة_الجماهيرية_العظمى_قناة_كل_الجماهير

أوج – روما
قال القائد السابق لقوات حلف الناتو ورئيس الأركان السابق لقيادة عمليات القوة المتعددة الجنسيات الجنرال الإيطالي ماركو بيرتوليني، إنه وسط حالة الطوارئ العالمية للفيروس التاجي، وتوجيه كل الاهتمام لها في بلدنا، فإن بقية العالم مستمر، وكذلك الحرب في ليبيا مستمرة، والتي شهدت بالفعل عودة في الأيام الأخيرة للاشتباكات العنيفة التي تميل كفتها للسراج بفضل مساعدة الميليشيات التركية التي يستمر وصولها إلى طرابلس.
وأضاف بيرتوليني، في مقابلة مع مؤسسة “مجمع تفكير” الإيطالية، طالعتها وترجمتها “أوج”، أنه تم رصد العديد من الرحلات الجوية العسكرية من تركيا إلى ليبيا، مشيرًا إلى أن الحرب الدائرة في ليبيا أدت إلى وقوع جانب من القصف على طرابلس من قبل قوات حفتر، مؤكدًا أن السفينة العسكرية الإيطالية جورجونا التي تقع في قاعدة أبو ستة البحرية في طرابلس، كاد أن يصيبها جزء من هذه القصف بقذيفة هاون 250 متر، إلا أنه ولحسن الحظ لم يتم تسجيل ضرر أو ضحايا.
وأشار القائد السابق لقوات حلف لناتو، إلى أن تلك السفينة الإيطالية كانت القرب من طرابلس لبعض الوقت وتستخدم لأغراض لوجستية، ولتدريب خفر السواحل الليبي، قائلاً: “لم يتم ضربها، ولكن إذا حدث ذلك فإن إيطاليا لن تدخل في انتقام عسكري كما أنه سيكون من المستحيل عمليًا التمييز بين الجانب الذي أطلق النار”.
وأوضح بيرتوليني، أنه ليس هناك تفسير واضح للتحركات العسكرية الأخيرة للسراج، مؤكدًا أنه مع دخول شهر رمضان، سيكون هناك انخفاض في العمليات حتى لو لم يكن هناك انقطاع للاشتباكات، لافتًا إلى أن رئيس حكومة الوفاق غير الشرعية يحاول تقديم نفسه كمسيطر على الصراع، حيث استعاد السراج في الأيام الأخيرة السيطرة على المنطقة التي تصل من طرابلس إلى الحدود مع تونس، وهو شيء مهم من وجهة نظر تكتيكية لأنه يسمح للسراج بالتواصل مع تونس.
وكشف بيرتوليني، أن هذه المنطقة غاية في الخطورة، قائلاً: “من هناك يغادر المهاجرون إلينا، وبالتالي فإن سلاح الابتزاز ضدنا يعود إلى يده، مما يطمئننا على الأقل قليلاً مقارنة بالاستخدام الذي استخدمه حفتر”.
وبيّن بيرتوليني، أن الرحلات التركية المستمرة إلى ليبيا سبب رئيسي فيما يحدث الآن، قائلاً: “إن السراج لم يكن لديه أبدًا القوة للوقوف بمفرده في وجه حفتر، ما لم يستخدم الدعم التركي الغير محدود، فالمساهمة التركية بالقاذفات المُستخدمة في إدلب السورية، فضلاً عن الطائرات التركية بدون طيار التركية التي من الواضح أنها كثيرة جدًا في ليبيا ولديها ميزة الحد من الخسائر”.
وحول تأمين خطوط شركة إيني الإيطالية، أوضح بيرتوليني، أنها لا تزال تحت سيطرة السراج، لكنها في منطقة مهددة من قبل حفتر، قائلاً: “الآن المنطقة التي تقع فيها، هي في الغالب في أيدي قوات حكومة الوفاق، ما يعني أن هذا الأمر جيد بالنسبة لنا”.
وحول ما كان سيحدث إذا تم قصف السفينة جورجونا، قال بيرتوليني، إن قصف الهاون شيء صغير إلى حد ما، لكن من الممكن أن تتعرض أي قطعة بحرية إيطالية لضربه في المستقبل، متابعً: “حينها، ماذا تفعل إيطاليا؟ الذهاب إلى الحرب ضد حفتر ليس طريقتنا في العمل، سيتم حل كل شيء عن طريق الاعتذار أو تصريف المسؤولية”.
واختتم: “تأتي قذيفة الهاون من الأعلى ويمكن إطلاقها من قبل أي شخص، فهذه السفينة لوجستية تستخدم لمساعدة خفر السواحل الليبي، وبالتالي لديها وضع دبلوماسي، فهي إقليم إيطالي مثل السفارة لكن مثل هذا الشيء لا يكفي لتحريك ردود فعل في دولة بها حرب أهلية.
وسيطرت القوات التابعة لحكومة الوفاق غير الشرعية، قبل أيام، على مدن الساحل الغربي بمساندة طيران تركي مُسير، والتي منها صرمان وصبراتة، واستولت على عدد من المدرعات وعربات صواريخ جراد، و10 دبابات وآليات مسلحة.
وتشهد المنطقة حالة من التوتر المتصاعد، بسبب الأزمة الليبية، لاسيما بعد موافقة البرلمان التركي، على تفويض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإسال قوات عسكرية تركية إلى العاصمة الليبية طرابلس، لدعم حكومة الوفاق غير الشرعية.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل 2019م، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل 2019م بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق غير الشرعية، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، الحكومة المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى