محلي

صحيفة إيطالية: السراج يستعيد الساحل الليبي ويعيد مهرب البشر إلى المشهد في صبراتة #قناة_الجماهيرية_العظمى_قناة_كل_جماهير

أوج – روما

بقميص أسود وسروال مموه، يعبر عن جاهزيته للقتال، ظهر أحمد الدباشي البالغ من العمر ثلاثين عامًا والمعروف باسم العمو ، أو “العم” رافعًا ذراعيه ويهزها عاليًا.. يتحدث بحماس في ساحة ترابية بين عشرات من مستمعيه، قائلاً إنه هو الذي أشعل النار في مقر شرطة صبراتة، لكنه قبل كل شيء يبعث برسالة واحدة: أنه عاد، وذلك وفق ما أوردته صحيفة “كوريري ديلا سيرا” الإيطالية، في تقرير لها طالعته وترجمته “أوج”.

المهرب أحمد الدباشي – الشهير بـ العمو

وأكدت الصحيفة الإيطالية، أن الدباشي هو ملك المتاجرين بالبشر إلى إيطاليا، ومهرب النفط، ورجل الاختطاف، والمجرم المطلوب من قبل الأمم المتحدة والمدعي العام في طرابلس، والذي اختفى منذ بدء هجوم الجنرال حفتر على طرابلس.

وأوردت، عن مصادر رسمية لم تسمها، أن الدباشي كان في السجن، حيث اعتُقل بعد افتضاح اتفاقات سرية لحكومة الوفاق غير الشرعية برئاسة فائز السراج؛ منها صفقة غامضة بقيمة 5 ملايين دولار كان من الممكن دفعها له من قبل الحكومة الإيطالية، ليتمكن من المساعدة في إيقاف حركة القوارب التي كان يديرها.

وبالتزامن مع هجوم السراج، على صبراتة وصرمان، وإطلاق سراح 400 سجين خطير، عاد العمو، الذي كثيرًا ما تفاخر بعلاقاته بكبار المسؤولين التنفيذيين في وزارة الداخلية الإيطالية والتي أنكرها وزير الداخلية آنذاك، ماركو مينيتي.

وتطرقت الصحيفة الإيطالية إلى تقرير لوكالة “أسوشيتد برس”، جاء فيه، أن انخفاض عمليات الإنزال في إيطاليا خلال حكومة جنتيلوني لم يكن فقط بسبب الاتفاقات مع السراج، ولكن بشكل خاص بسبب الاتفاق مع مليشيات العمو التي تسيطر على صبراتة وتتحكم في مغادرة القوارب.

من أعاد العمو إلى المشهد؟
وأشارت إلى عودة قوات السراج إلى صبراتة وعلى طول الساحل الغربي من طرابلس إلى الحدود مع تونس، فيما عُرف بـ”عاصفة السلام”، التي أطلقتها حكومة طرابلس بالتعاون مع الأتراك، لافتة إلى أنها أجبرت قوات حفتر على التراجع، مشيرة إلى أن ذلك قد يبدو خبرًا جيدًا لإيطاليا، في المنطقة التي تسيطر على الهجرة في البحر الأبيض المتوسط والتي تمر منها خطوط أنابيب شركة إيني الإيطالية، مؤكدة أن ذلك مُقلق جزئيًا بعودة شخصيات مثل العمو إلى المشهد.

وأوضحت أنه في مواجهة ليبيا لجائحة كورونا التي تهدد العالم، لم يتم احترام فترة الهدنة بين الطرفين، والمرتبطة بالانتشار البطيء للفيروس، حيث ظهرت الاتهامات المتبادلة، فرفع السراج وحفتر مستوى المواجهة،لافتة إلى أنه في قاعدة أبو ستة البحرية، سقطت قذيفة هاون على بُعد 250 مترًا من سفينة النقل الإيطالية جورجونا، ولم تحدث أضرارًا، لكنها اضطرت إلى الإبحار والاستقرار في منطقة أكثر أمانًا عند حافة المياه الإقليمية الليبية.

وأكدت أنه بعد أشهر من المواجهات الدامية، وللمرة الأولى منذ 4 الطير/أبريل 2019م بداية حصار طرابلس، استعادت قوات حكومة السراج أرضًا، واعترفت قوات حفتر بالهزيمة المؤقتة على الجبهة الغربية حتى الحدود التونسية، موضحة أنهم انسحبوا إلى قاعدة الوطية، وتعرضوا لضربات من الطائرات بدون طيار التركية التي أرسلها أردوغان في آي النار/يناير لدعم السراج.

وعلى جانب آخر، انتقلت الصحيفة إلى المشهد جنوب العاصمة، الذي يشهد قتالاً عنيفًا، مؤكدة أن ساحة المعركة هناك ظهر بها قيادات لميليشيا جبهة النصرة مثل محمد عيدان، والجهادي المعروف فرج شكو، الذي قاد شورى ثوار بنغازي، في مواجهة قوات حفتر.

وبينت الصحيفة أن قوات حكومة السراج التي تحارب على ثلاث جبهات؛ غرب وجنوب طرابلس، وكذلك مصراتة، في عجلة من أمرها للانتهاء قبل بداية شهر رمضان، في 24 الطير/أبريل المقبل.

ووصفت الصحيفة الموقف الأممي بالمتذبذب، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة غير قادرة على إيجاد حتى المبعوث الخاص الجديد بدلاً من غسان سلامة، مؤكدة أن الولايات المتحدة والدول الأفريقية لا تريد تعيين شخصية جزائرية مطروحة، لافتة إلى أن الأمم المتحدة تدين ما يقوم به طيران حفتر وكذلك قوات السراج التي تقوم بتدنيس الجثث والنهب والسطو وحرائق الممتلكات الخاصة.

واختتمت الصضحيفة بنظرة عامة على المشهد في ليبيا، موضحة أنه لمدة أسبوع، بقي مليونا من طرابلس بدون ماء لإيقاف الصمامات، من قبل قبيلة ادعت إطلاق سراح ابن أحد الزعماء، وأنه على جانب آخر بدأ هروب البحر مرة أخرى، حيث رفضت مالطا إنقاذ زورق مطاطي به 55 شخصًا، حسب تقرير المنظمات غير الحكومية، وتوفي اثنا عشر بسبب العطش أو الغرق، لتبدأ من جديد عودة العمو.

وظهر مهرب البشر المُعاقب دوليًا والمطلوب محليًا أحمد الدباشي الملقب بـ”العمُّو” بعد دخوله مدينة صبراتة منذ يومين ضمن الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق غير الشرعية.

وقال الدباشي، في مقطع مرئي لتجمع ضم عدد من العناصر المتطرفة التي دخلت مدينة صبراتة، تابعته “أوج”: “إن مديرية الأمن أحرقها شخص قال لي إن لديه فتوى شرعية بذلك.

وأضاف الدباشي، بأنه ومن معه كانوا يعتقدون أن الناس سترحب بهم وتخرج معهم لتأمين المدينة، لكنهم وجدوا العكس، قائلاً: “سنساهم في قيام الشرطة وسنساند أي جسم عسكري ثم نعود لأعمالنا”.

وتابع الدباشي: “حكومة الوفاق جهة شرعية وهناك من رفض تسليم المقرات لها بعد دخولنا المدينة ومن بينها المديرية التي تم إحراقها”.

وكانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، سبق وأن أكدت عام 2018م أن الهجوم المسلح الذي تعرضت له مدينة صبراتة، قامت به عناصر في قائمة العقوبات الدولية، في إشارة إلى المهرب المُعاقب دولياً أحمد الدباشي الشهير بـ”العمو”.

وتم طرد الدباشي من قبل أهالي مدينة صبراتة، بعد عام 2018م ليعود إليها مرة أخرى تحت راية حكومة الوفاق غير الشرعية وبدعم منها.

وفي وقت سابق، أشارت صحيفة “التايمز” البريطانية إلى طلب “قائد الميليشيا أحمد الدباشي من الإيطاليين إنشاء حظيرة طائرات لمقره في مقابل وقف تهريب البشر”.

وأحمد الدباشي هو أحد الشخصيات البارزة في عالم الجريمة، وأحد أكثر الأشخاص إثارة للخوف والجدل في منطقة طرابلس التاريخية، حيث تمت عسكرة بنية العصابة في عام 2014م، ليتولى قيادة “لواء أنيس الدباشي”، الذي سمّي باسم ابن عم له توفي في اشتباك، لكن الجريمة تبدو موطنا لعائلة الدباشي.

ووفقا لتقارير صحفية إيطالية ودولية، فإن رويترز ووكالة أسوشييتد برس كانت في نهاية أغسطس أول من كشف عن تحوله “من أحد رؤساء العصابات المزعجين إلى أهم المتعاونين مع مشروع الحكومة الإيطالية لعرقلة تدفقات المهاجرين”.

وأوضح جهاز الاستخبارات في الشرطة الإيطالية في”كورسيرا” أن “العمّو” قد يكون “حصل على خمسة ملايين يورو على الأقل من إيطاليا، إن لم يكن مرتين، بتعاون كامل من رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق غير الشرعية فائز السراج”.

ووفقًا لصحيفة “التايمز”، أكد الدباشي، في أكثر من مناسبة أن عصابته المكونة من 500 رجل جزء من وزارة الدفاع التابعة للسراج، وأنه كان يسيطر على الساحل فقط، وأنه التقى بحكومة الوفاق من أجل مواجهة الهجرة غير المشروعة من خلال مساعدة أمن صبراتة.

وسيطرت القوات التابعة لحكومة الوفاق غير الشرعية، الاثنين الماضي، على مدن الساحل الغربي بمساندة طيران تركي مُسير، والتي منها صرمان وصبراتة والعجيلات، واستولت على عدد من المدرعات وعربات صواريخ جراد، و10 دبابات وآليات مسلحة.

وتشهد المنطقة حالة من التوتر المتصاعد، بسبب الأزمة الليبية، لاسيما بعد موافقة البرلمان التركي، على تفويض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإسال قوات عسكرية تركية إلى العاصمة الليبية طرابلس، لدعم حكومة الوفاق غير الشرعية.

يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.

وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.

وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق غير الشرعية، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، الحكومة المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى