لا توجد بوادر نجاح للمحادثات الثلاثية.. بوزعكوك: حفتر مستعد لتدمير البنية التحتية وتعطيش المدنيين لحكم ليبيا #قناة_الجماهيرية_العظمي_قناة_كل_الجماهير
أوج – طرابلس
قال عضو مجلس النواب المنعقد في طرابلس، علي بوزعكوك، إن ما ظهر في تصرفات خليفة حفتر، يوضح عقلية هذا الرجل الذي يريد أن يحكم ليبيا ويدمرها، مُتهمًا بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بمحاولة إرضاء الطرف الآخر.
وأضاف في مداخلة هاتفية عبر فضائية “ليبيا بانوراما”، تابعتها “أوج”: “حفتر صورة مصغرة لمن كان يحكم ليبيا لمدة 42 سنة، وهو يريد أن يأتي بدلاً منه، ويريد أن يُبين للشعب الليبي أنه مستعد لتدمير كل الآليات والبنية التحتية ويعطش الناس، وهذه تصرفات تدل على أنه إنسان خرج عن طور المشروعية والشرعية”.
وتابع “بوزعكوك”: “من المؤسف أن الأمم المتحدة لا تريد أن تسمي الأمور بمسمياتها، وتريد أن تجد له غطاء كورقة التوت التي تغطي عوراته، وهذا هو أسلوب الأمم المتحدة، وهو محاولة إرضاء الطرف الآخر، وبيان وزارة الخارجية بحكومة الوفاق كان موفقًا في الكشف عن هذه العورات، وعلينا تحريك المجتمع الدولي قدر الإمكان، كما أن المجتمع الليبي ضد هذه الجرائم التي تعتبر جرائم حرب، وضد الإنسانية”.
وواصل: “بعثة الأمم المتحدة أصبحت تستهدف زعزعة الأوضاع في ليبيا وليس للعمل على إيجاد حلول سلمية وحلول للمشاكل الليبية، وأصبحت تمثل جرءًا من المشكلة وليس من الحل، وعدم التعامل مع البعثة الأممية في يد حكومة الوفاق، ولكن نحن لازلنا في حاجة ماسة للتعامل مع المؤسسات الدولية، ومندوبنا بالأمم المتحدة بإمكانه كشف انحياز البعثة الأممية”.
وأكمل “بوزعكوك”: “خيار عدم التعامل مع البعثة سيظل موجودًا، لأنه يجب عدم ترك أي ورقة من أوراق العمل السياسي، ويجب أن نكشف على ما يقومون به من أفعال غير سليمة وتحيز وعدم توصيف الأشياء بواقعية، فقطع المياه عن المنطقة الغربية وقصف المستشفيات جرائم حقيقية، ويجب علينا تقديم الملفات إلى الجنائية الدولية”.
وأردف: “البعثة الأممية لا تستطيع القول بأن هناك بوادر نجاح لمسيرة المحادثات الثلاثية سواء العسكرية أو السياسية أو الاقتصادية، خاصة أن المحادثات سياسية شهدت بعض الإشكاليات، والعسكرية لم تنجز أي إنجاز واضح، ويجب أن يكون لدينا خيارات عدم القبول بأي منهج أو عمل تقوم به البعثة، ومجلس النواب كان قويًا في رسالته للأمين العام حول عدم قدرة غسان سلامة على إيجاد حلول عملية حتى في قضية اختيار المندوبين للمسار السياسي”.
وأعلن جهاز النهر الصناعي العظيم، يوم الاثنين الماضي، أن مجموعة مسلحة اقتحمت موقع الشويرف التابع لمنظومة “الحساونة – سهل الجفارة”، وأجبرت العاملين بالموقع على غلق كل صمامات التحكم بالتدفق وإيقاف تشغيل آبار الحقول، الأمر الذي سيؤدي إلى انقطاع المياه عن العاصمة طرابلس والمدن المجاورة لها.
وقال الحلو، في بيان، عبر الحسابي الرسمي للبعثة الأممية، طالعته “أوج”، إن أكثر من مليوني شخص، بينهم 600 ألف طفل، يعيشون في طرابلس والبلدات والمدن المحيطة بها، يعانون من انقطاع المياه منذ ما يقرب من أسبوع؛ إذ تم تعطيل إمدادات المياه، وهي جزء من النهر الصناعي العظيم، على يد إحدى المجموعات في منطقة الشويرف كأسلوب ضغط لتأمين إطلاق سراح أفراد من أسرتها.
وأضاف: “يبدو أن جميع جهود الوساطة لم تسفر حتى الآن عن حل للخلاف بينما يستمر حرمان الملايين من الليبيين من المياه”، متابعا: “لا ينبغي على الإطلاق استخدام المياه كورقة ضغط أو كسلاح حرب، ومن المستهجن على وجه التحديد التعمد بقطع إمدادات المياه عن الناس في أي مكان بليبيا”.
وأوضح أن هذا العمل المدان من قطع للمياه يتزامن مع انقطاع كبير في الكهرباء في المنطقة الغربية فُرض أيضاً إثر خلاف فردي آخر”، مختتما بقوله: “في هذه اللحظة التي تتصدى فيها ليبيا لتهديدات جائحة فيروس كورونا، يصبح الحصول على الماء والكهرباء منقذا للحياة أكثر من أي وقت مضى، ومثل هذه الأفعال الفردية التي ترمي إلى معاقبة جماعية لملايين الأبرياء أفعال بغيضة ويجب أن تتوقف على الفور”.
وتشهد المنطقة حالة من التوتر المتصاعد، بسبب الأزمة الليبية، لاسيما بعد موافقة البرلمان التركي، على تفويض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإسال قوات عسكرية تركية إلى العاصمة الليبية طرابلس، لدعم حكومة الوفاق غير الشرعية.
ويذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل 2019م، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل 2019م بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق غير الشرعية، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، الحكومة المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق