محلي
وزير الخارجية الإيطالي: ندعم المؤسسات المعترف بها دوليا في ليبيا.. ويجب وقف إدخال الأسلحة إليها #قناة_الجماهيرية_العظمى_قناة_كل_الجماهير
أوج – روما
قال وزير الخارجية الإيطالي، لويجي دي مايو، إن بلاده تابعت بقلق كلمة خليفة حفتر الأخيرة، مؤكدا أن إيطاليا تقف بجانب ما أسماه “المؤسسات الشرعية والمعترف بها من المجتمع الدولي” في ليبيا.
وأضاف دي مايو، في حوار مع صحيفة “لا ريبوبليكا” الإيطالية، طالعته “أوج”: “قلت لحفتر إن محاولة دخول العاصمة طرابلس شيء، وحكمها شيء آخر، هما شيئان مختلفان”، مؤكدا أن الحوار السياسي المشار إليه في مؤتمر برلين يعد الخيار الوحيد الحقيقي لتجاوز الأزمة الليبية.
وأوضح أنه تحدث مع المسؤولين في طرابلس بشفافية تامة، وأكد لهم أن إيطاليا لن تدعم أبدا الحل العسكري، بل يجب الذهاب في الاتجاه العكسي للتوصل لوقف لإطلاق النار، في إشارة إلى تفضيل الحل السياسي، مضيفا أن بلاده تدعم ليبيا موحدة وسيادية، والخطوة الأولى هي تنفيذ وقف إدخال الأسلحة ووقف الحرب بالوكالة باستخدام الوقت والوسائل الدبلوماسية.
وحول إغلاق آبار النفط، قال دي مايو، إن إيطاليا مثل كل الدول الأوروبية الأخرى أعربت في أكثر من مناسبة عن قلقها حيال الأمر، مضيفا: “لقد تحدثت عن هذا الأمر مع حفتر شخصيا، ويجب رفع الإغلاق لأن من سيتأثر هو الشعب الليبي”، مختتما بأن روما لا تهمل في الوقت نفسه حماية أصولها الجيواستراتيجية.
وبحث دي مايو، أمس الأربعاء، خلال اتصال هاتفي مع الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والأمنية جوزيب بوريل، مستجدات الملف الليبي، وآخر التطورات على الأرض، وأكد الأول أن التطورات في ليبيا مصدر قلق شديد لإيطاليا، موضحًا أن الحوار السياسي وفق المسار الذي حدده مؤتمر برلين يظل الخيار الوحيد الموثوق والفعال للتغلب على الأزمة الليبية.
وفي سياق الاهتمام الإيطالي بتطورات الأحداث في ليبيا، وصف رئيس المجموعة الإيطالية للاتحاد البرلماني الدولي بيير فيردناندو كازيني، أمس الأربعاء، إعلان خليفة حفتر بـ”مزيج من المضحك والمأساة”، مشيرًا إلى أن هذا الأمر مثير للسخرية ودليل قوي على الضعف والهشاشة.
وأضاف كازيني، في مقابلة مع “Formiche” الإيطالية، طالعتها وترجمتها “أوج”، بأنه في اللحظة التي يفشل فيها في تقدمه نحو طرابلس بشكل بائس، يحاول إعادة إحياء نفسه بطريقة لا تصدق، لافتًا إلى أن محاولته الاستيلاء على البلاد كلفت أرواح الآلاف من الشباب الليبي وأهدرت الوقت على إمكانية إعادة بناء الدولة الليبية.
وأشار رئيس المجموعة الإيطالية للاتحاد البرلماني الدولي، إلى أن مصر وروسيا، لاعبان أساسيان لمستقبل ليبيا، مؤكدًا أنهما قد بدأوا ينأوا بأنفسهم عن رجل أثبت أنه لا شيء وليس ذو مصداقية، مشيرًا إلى أن إيطاليا أكدت دعمها لحكومة الوفاق والتي اعتزم حفتر الإطاحة بها بحملة عسكرية أطلقها في 4 الطير/أبريل 2019م.
وتابع: “ينبغي الإقرار لوزير الخارجية، لويجي دي مايو، بأنه اتخذ أيضا موقفا أكثر واقعية، وبالتأكيد كنا سنُبلي بلاءً حسنًا لتجنب الكارثة المحققة لحفتر في الماضي، عندما عاملناه باهتمام مفرط في مؤتمر باليرمو قبل عامين”.
وأشار رئيس المجموعة الإيطالية للاتحاد البرلماني الدولي، إلى أن هذا هو الوقت المناسب للجلوس حول طاولة المفاوضات، ومحو حفتر من العقل وإشراك برلمان طبرق وجميع القبائل المحلية التي منحته الدعم الأول والتي تقوم الآن بإطلاق سراحه، مؤكدًا أن هذا هو الوقت المناسب لبناء ليبيا جديدة، وإعطاء مساحة للشخصيات التي هي عناصر محورية لمستقبل البلاد.
وأعلن خليفة حفتر، في بيان مرئي له، الاثنين الماضي، أن الاتفاق السياسي دمر البلاد وقادها إلى منزلقات خطيرة، مُتابعًا: “نعبر عن اعتزازنا بتفويض القيادة العامة لقيادة شؤون البلاد واستجابتنا لإرادة الشعب”.
كما أعلن أيضًا تجميد العمل بالاتفاق السياسي الموقع في مدينة الصخيرات المغربية برعاية الأمم المتحدة، وأعلن تنصيب نفسه بديلاً للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق “غير الشرعية” لتسيير أمور البلاد السياسية والاقتصادية والأمنية.
وكان خليفة حفتر، طالب في كلمة مرئية له، الخميس الماضي، الشعب بالخروج وإسقاط الاتفاق السياسي واختيار الجهة التي يرونها مناسبة لقيادة المرحلة، مؤكدًا أن “القوات المسلحة ستكون الضامن بعد الله في حماية اختياراتهم”.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل 2019م، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل 2019م بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق غير الشرعية، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، الحكومة المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.