تقارير

ألغى قراراته بخصوص الإقلاع والهبوط… هل تدفع ليبيا ثمن صراع السراج- باشاغا

اشتد الصراع بين فتحي باشاغا، وفايز السراج خلال الشهور الأخيرة. الجميع في طرابلس يرون ذلك، ويتابعون تفاصيل السباق بين الرجلين لنيل الرضا والقبول والمباركات من أنقرة والدوحة.

باشاغا لا يري أن طموحه، قد يقف عند حدود وزير الداخلية المفوض بحكومة السراج، ومهام وزارة الدفاع. ويعلم أن السراج يرتب لإزاحته، لكنه يملك في يديه مفاتيح كثيرة وعلاقات ضخمة.

السراج من جانبه يشعر بالتهديد وبالخوف على مكانه، فقد تمالك نفسه وتعلق بالسلطة بعدما استطاع المحتل التركي أن يستعيد طرابلس ويرفع الضغط العسكري عن أحياء العاصمة.

المعركة الحامية بين الرجلين رصدتها مواقع عدة، فهو صراع على ليبيا في الأساس وليست فقط صراع على مناصب وسلطة داخل حكومة فاسدة.

وخلال الساعات الأخيرة، تفجرت فضيحة زيارة المفكر اليهودي الصهيوني، برنارد ليفي لمصراتة، معقل فتحي باشاغا، كشفت المصادر أن باشاغا هو من قدم لبرنارد ليفي، تأشيرة الدخول ووفر له فرقة لحمايته. في نفس الوقت نقلت مصادر، عن ليفي قوله، إنه جاء برسالة من الرئيس ماكرون.. فلمن يسلمها، والسراج غير موجود ويزور تركيا.

والمعنى بوضوح أن ماكرون، يضع ثقله وراء باشاغا كما وضع أردوغان ثقله وراء السراج، واتضح هذا من الاتفاقيات العسكرية والأمنية والاقتصادية.

المشكلة مع باشاغا، أنه أيضا مسنود من الأتراك ويوصف، بأنه عرّاب الاحتلال التركي في ليبيا، وخلال زيارة وزير الدفاع التركى الأخيرة إلى ليبيا، خلوصي آكار كان باشاغا موجود في كل تفاصيلها. كما أنه يلعب الأوراق مع قطر أيضا ولقائه في أنقرة مع وزيرى الدفاع التركي والقطري، تجعله واصلا للعاصمتين ومعززا وجوده وبقاؤه.

لكن هى الوعود التي أعطيت له لخلع السراج من منصبه والقفز عليه؟ خصوصا وأن باشاغا لم يُرصد له تصريح واحد يشيد فيه بالسراج وآدائه السياسي، وهو المفترض رئيس حكومته بل انتقادات شديدة، وبالخصوص قبل معركة طرابلس.

وفق مصادر سياسية مطلعة،  فإن الصراع بين السراج وباشاغا يتحول إلى أن يكون تنافس الوكلاء لإرضاء تركيا.

وبرز الصراع والتصعيد، بعدما وجه السراج الوزارات والهيئات والشركات والمؤسسات التابعة للحكومة، إلى رفض أوامر سابقة وجهها باشاغا، إلى وزير المواصلات، ميلاد معتوق، احتكر فيها منح تراخيص هبوط وإقلاع وعبور الطيران الخاص، وكذلك الرحلات المُنظمة المؤقتة، إلا بعد أخذ الإذن منه واعتبر السراج  ذلك منعدما، ومن اختصاص رئيس الحكومة وليس اختصاص باشاغا.

في الوقت نفسه بدأ فايز السراج، يسبغ حمايته على ميليشيات طرابلس، ويحاول أن يعطيها الشرعية ويعزز مكانتها ويحاصر خطة باشاغا لتفكيكها، بدعوى أن السفارة الأمريكية تريد ذلك.

وعلق وكيل وزارة الدفاع بحكومة الإنقاذ السابقة، محمد النعاس، على زيارة وزير الداخلية المفوض بحكومة السراج غير الشرعية باشاغا إلى تركيا، ثم ذهاب فايز السراج بعده إلى أنقرة بأنها ليست زيارات، بقدر ماهى استدعاءات من جانب أنقرة للرجلين، وهما يتسابقان للحصول على الرضا والقبول

صراع باشاغا – السراج فصل جديد في لعبة المحتل التركي بالوطن وبالقائمين على إدارته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى