محلي

“ارحل يا رجل.. اتقي الله”.. مُتظاهر بحراك طرابلس: خطاب السراج مستفز ويجب محاكمته

أوج – طرابلس
رد شاب ليبي من المحتجين ضد سوء الأوضاع المعيشية في طرابلس، اليوم الثلاثاء، على كلمة رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق غير الشرعية فائز السراج الليلة الماضية، معتبرًا أن ما تفوه به السراج يعكس مدى الراحة التي يتمتع بها، مقابل ما يعانيه الشعب الليبي من تجويع.

واعتبر الشاب في كلمته بمقطع مرئي تم تداوله عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، رصدته “أوج”، أن مظهر السراج في مكتبه يوضح أنه يعيش عيشة ما وصفه بـ”المستريح”؛ حيث ظهر ببشرة بيضاء وفي جو بارد بفضل التكييف الذي يعجز الليبيون عن تشغيله بسبب انقطاع الكهرباء المستمر.

وسخر الشاب من مؤيدي السراج الذين يبررون له، بأنه لا يملك “عصا موسى السحرية” لحل المشكلات الحياتية للمواطنين، قائلاً: “لكن يملك عصا سحرية لسفرياته لبريطانيا والناس تموت في الحر”، في إشارة إلى أن سفريات السراج الخارجية تكلف خزينة الدولة ملايين الدولارات.

وتابع الشاب رده على منتقدي الحراك الشعبي ضد الوفاق، قائلاً: “انتم حتى غير متفاهمين مع عقيلة صالح، يا إما فائز السراج يا لا.. إما صالح يا لا.. إما خليفة حفتر يا لا”، داعيًا إياهم، لترك هذه العقلية؛ متابعً: “الناس التي خرجت إلى الشوارع في 23 هانيبال/أغسطس، هم ناس غلابة طفح بهم الكيل”. على حد تعبيره.

وواصل الشاب انتقاد السراج، على عدم قدرته على بناء دولة رغم سيطرته على طرابلس التي بها كل مؤسسات الدولة السيادية والتي تتحكم بكل أموال النفط، مُتهما إياه بأنه حتى لم يقدم شيئًا يساعد به الشباب منذ أن تولى مسؤولية البلاد.

وشدد الشاب على أن كل المتظاهرون الغاضبون في الشوارع لا يريدون حفتر ولا السراج ولا برلمان ولا أي من ما وصفهم بـ “الاشكال الشايبين الميتين”، معتبرًا أن تبرير السراج لانقطاع الكهرباء بعدم التقسيم العادل للأحمال، “فلسفة وضحك” على المواطنين، بحسب تعبيره.

وأردف: “ارحل يا رجل.. اتقي الله واخرج منها أنت وأولادك”، مشددا على أن ليبيا ولادة بالشباب، مستطردًا: “البلاد ماتت في حكم السراج.. لا مال ولا بنزين ولا غاز.. كل مقومات الحياة لا توجد”، معتبرًا أنه يجب محاكمة السراج على كل هذا إلى جانب تهديده للأمن القومي للبلاد؛ حيث قال لمنتقدي الحراك: “إن كنتم تحكمون بالقانون فالمفروض السراج يحاسب فهو راجل يحكم وهدد الأمن القومي”.

وزاد ساخرًا: “رجل مسؤول وغير متفاهم مع الصديق الكبير ولا مع المشري، معقولة الناس مش لاقية مساكن وطالعين سباق خيول، فالشباب أصابهم هيستيريا وخرجوا إلى الشوارع بدون تيشرتات، فهم مساكين والله وأصحاب قضية”.

وكرر الشاب تأكيده على اتهامات عناصر ما تسمى بعملية بركان الغضب، بأن الحراك الشعبي يريد حفتر، مستحلفا بالله أن كل من هم يتظاهرون في الشوارع لا يريدون سوى دولتهم، واصفًا خطاب فائز السراج البارحة بـ”المستفز إلى أبعد حد”.

ورأى الشاب أن تصريحات وزير الداخلية فتحي باشاغا بأنه مع المتظاهرين وأن من يطلق النار مجموعة من المارقين، دليلاً على أن وزراء حكومة الوفاق غير متفاهمين فيما بينهم، منوهًا بالقول: “عندما تخصم 20 في المائة من مرتبات الناس وأنت تشتري طائرة خاصة للداخلية وسيارات للشرطة الزراعية ونحن نشتري الخضروات من تونس ومصر، فهذا غير معقول”.

وحمّل الشاب فائز السراج مسؤولية من ماتوا من الحر، مُطالبًا بتنحيته ومحاكمته لأن أصبح في ليبيا كل شيء فوضى”، مختتمًا: “ستكون هناك ليبيا جديدة من يوم 23 هانيبال/أغسطس 2020م، ومن المفترض أن يتغير كل شيء شرق وغرب وجنوب”، مستنكرا خروج باشاغا إلى الشوارع في رتل مكونا من 50 سيارة، وأنها تستهلك بنزينًا بحوالي 10 آلاف دينار، والشعب لا يجد ثمن قوت يومه، وهو ما لا يمكن أن يتكرر، حسب قوله.

وقال السراج، في خطابه بالأمس، إن الخيار الوحيد لحل الأزمة الليبية وإنهاء الصراعات هو إعادة بناء السلطات من خلال الانتخابات التي دعا إلى إجرائها خلال شهر الربيع/مارس المُقبل، مؤكدًا أنه لو تم التوصل لحل سياسي حتى قبل الانتخابات فإنه مستعد لتنفيذه بشكل عاجل، مُشددًا: “لن نسمح بحدوث الفراغ ولا سقوط الشرعية”.

واعترف بتحمل حكومته النصيب الأكبر من المسؤولية عن فشل ملف الكهرباء، وعن الانقطاعات المتكررة، مبررًا ذلك بأن الحكومة لا تبسط سيطرتها بالكامل على ليبيا بسبب الظروف الحالية، وإلى وجود من يفتعل الأزمات، مؤكدًا إلى أن هناك أيادٍ سوداء في بعض محطات الكهرباء لا تلتزم بقواعد الشركة في تخفيف الأحمال خدمة لمناطقهم مما يتسبب في حدوث الإظلام.

ووجه السراج، الدعوة للأجهزة الرقابية والنائب العام، بفتح ملفات الفساد والتحقيق مع كل موظف اتُهم بالفساد، وإيقافه عن العمل لحين انتهاء التحقيق، مؤكدًا أن ملفات الفساد لن تقف عند خطوط حمراء، مهما كان المتورطون فيها، وأن مواجهة الفساد ليس شعارًا، ولكن سيتم الخوض فيه وفق آليات محددة.

ووجه السراج، وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية المعنية والمخابرات بتأمين المظاهرات وعدم التدخل إلا عند خروج المتظاهرين عن السلمية، أو وقوع اشتباكات أو أعمال عنف وفوضى وتخريب، قائلاً: “مندسون مسلحون كانوا بين المتظاهرين وهم من تسبب في أعمال عنف، وأدعو الشباب لعدم الانجرار وراء الأفكار الخبيثة التي يروجها البعض تحت حجة تردي الأوضاع وسوء المعيشة والخدمات”.

وطالب مسؤولي المصرف المركزي بالتدخل لحل مشكلة السيولة وضبط سوق العملة ومحاربة السوق الموازي، وتفعيل الاقتصاد ومحاربة الاحتكار والتهريب، قائلاً: “نحتاج لمصرف يتحمل مسؤولياته”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى