محلي

الجارديان: خفر السواحل الليبي يسيء معاملة المهاجرين ويبيعهم للمليشيات

أوج – لندن
كشفت صحيفة “جارديان” البريطانية، أن فنان الشارع البريطاني بانكسي، موّل قاربًا لإنقاذ اللاجئين الذين كانوا يحاولون الوصول إلى أوروبا من شمال إفريقيا، حيث أنقذت حتى الآن 89 شخصًا من بينهم 14 امرأة وأربعة أطفال.

وأوضحت الصحيفة البريطانية في تقرير لها طالعته وترجمته “أوج” أن السفينة التي تحمل اسم “لويز ميشيل”، انطلقت سرًا في 18 هنيبال/أغسطس الجاري، من ميناء بوريانا الإسباني بالقرب من فالنسيا، وتبحر الآن في وسط البحر الأبيض المتوسط، وتبحث الآن عن ميناء آمن لإنزال الركاب أو نقلهم إلى سفينة خفر السواحل الأوروبية.

وأكدت الصحيفة أن السفينة تبحر بسرعة قصوى تبلغ 27 عقدة، على أمل تجاوز خفر السواحل التابع لحكومة الوفاق غير الشرعية، قبل ركوب القوارب مع اللاجئين والمهاجرين وإعادتهم إلى معسكرات الاعتقال في ليبيا.

وأشارت إلى الانتقاد المستمر من قبل رجال الإنقاذ البحري المتطوعين، بشأن إعادة المهاجرين إلى ليبيا من قبل خفر سواحلها وبالتعاون مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، مؤكدة أن منظمات دولية اتهمت خفر سواحل الوفاق بإساءة معاملة المهاجرين في البحر أو بيعهم لمليشيات في الموانئ الليبية بعد اعتراضهم.

ومن جهتها، أكدت المنظمة الدولية للهجرة، اعتراض أكثر من 7600 مهاجر حتى الآن خلال العام الجاري وإعادتهم إلى ليبيا، البلد الذي مزقته الحرب حيث لا تزال الفصائل السياسية المختلفة تتصارع على السلطة، وفقًا لـ”جارديان”.

وأضافت الصحيفة أن وضع المهاجرين في ليبيا غالبًا ما يكون محصورًا في المخيمات غير الرسمية، وهو أمر يائس، بالإضافة إلى أعمال التعذيب والاغتصاب المنهجية التي وثقتها منظمات حقوق الإنسان منذ فترة طويلة.

ولفتت إلى إعلان مصرع أكثر من 500 لاجئ ومهاجر في البحر المتوسط، حتى الآن في عام 2020م، لكن العدد الحقيقي أعلى بكثير، موضحة أن الأمم المتحدة ذكرت يوم الأربعاء الماضي، أن 45 شخصًا من بينهم خمسة أطفال لقوا حتفهم عندما انفجر محرك قاربهم قبالة سواحل ليبيا، في أكثر حطام سفينة دموية في البلاد هذا العام.

ويوجد في ليبيا قرابة 47 ألف لاجئ وطالب لجوء مسجلين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في ليبيا؛ منهم نحو 45% رجال و22% نساء، و33% أطفال، لكن أكثر الحالات سجلت في طرابلس (50%) والجفرة (14%) ومصراتة (8%).

وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة، في وقت سابق، مصرع اثنين من المهاجرين، يحملان الجنسية السودانية، وإصابة ثلاثة آخرين في إطلاق نار على نقطة إنزال في ليبيا بعد اعتراضهم في البحر، موضحة أنهم عادوا إلى الشاطئ من قبل خفر السواحل.

وذكرت في بيان لها، طالعته وترجمته “أوج”، أن السلطات الليبية بدأت في إطلاق النار عندما حاول المهاجرون الفرار من نقطة النزول، ثم تم نقلهم إلى المستشفيات المحلية، بينما تم نقل الناجين إلى الحجز.

وأكدت أن ليبيا ليست ميناءً آمنًا، مُناشدة الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي، اتخاذ إجراءات عاجلة لإنهاء عودة الأشخاص الضعفاء إلى ليبيا.

وفي السياق، قال رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة ليبيا، فيديريكو سودا: “إن معاناة المهاجرين في ليبيا لا تطاق، ويؤدي استخدام العنف المفرط مرة أخرى إلى فقدان الأرواح بلا معنى، وسط عدم اتخاذ إجراء لتغيير نظام غالبًا ما يفشل في توفير أي درجة من الحماية”.

وكانت المنظمة الدولية للهجرة، أعلنت في وقت سابق، أن ما لا يقل عن 683 مهاجرًا ولاجئًا لقوا حتفهم بمياه البحر المتوسط، أثناء محاولاتهم الوصول إلى أوروبا، منذ بداية العام الحالي، أي ما يعادل نسبة 47% من الوفيات المسجلة في الفترة نفسها من العام قبل الماضي، والتي بلغت 1449.

وبحسب الإحصائية، تصدرت اليونان قائمة بلدان الوصول في دول جنوب المتوسط الأوروبية، حيث تمّ تسجيل وصول 16,292 ألف مهاجر ولاجئ، تليها إسبانيا “12,064”، وبعدها إيطاليا “3,186” خلال الفترة ذاتها، التي شهدت إعادة 4,023 ألف مهاجر أو لاجئ إلى ليبيا، بعد اعتراض قواربهم في طريق وسط المتوسط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى