محلي

من الذاكرة.. المخابرات المصرية تكشف دور القائد الشهيد في القبض على أخطر جاسوسة مصرية للموساد

أوج – القاهرة
كشف الضابط بجهاز المخابرات المصري، رفعت جبريل، عن الدور الرئيسي للقائد الشهيد معمر القذافي والنظام الجماهيري في ليبيا في القبض على هبة سليم أخطر جاسوسة مصرية تم تجنيدها من قبل جهاز الموساد الصهيوني، وذلك قبل حرب التمور/أكتوبر عام 1973م، مشيرًا إلى أن القبض عليها كانت نقطة فارقة في معركة أكتوبر وتحرير شبه جزيرة سيناء.

وأوضح جبريل، الذي قام بالقبض علي الجاسوسة في مطار طرابلس، في شهادته على تلك الواقعة، والتي طالعتها “أوج”، أن والد الجاسوسة ويدعى عبد الرحمن سليم عامر، كان يعمل مدرسًا في ليبيا، وأنه تم بناء خطة القبض عليها على أساس مساعدة وتنسيق النظام الجماهيري الذي كان على علم بتفاصيل العملية.

ولفت جبريل إلى أنه سافر ضمن وفد من جهاز المخابرات المصري إلى طرابلس، والتقى والدها وأخبره أن ابنته تورطت في عملية فدائية قامت بها منظمات فلسطينية، وأنها مطلوبة من الكيان الصهيوني، وأن الأفضل أن يتم استدعائها إلى طرابلس بدعوى أن والدها مريض، مشيرًا إلى أن والدها وافق، حيث قامت المخابرات الليبية بتعليمات من القائد الشهيد بحجز غرفة في مستشفى طرابلس لوالدها وإفهام الأطباء المسؤولين مهمتهم وما سيقومون به بالضبط.

وأكد الضابط المصري، أنه تم إدخال والدها إلى المستشفى فعليًا بزعم أنه مصاب بذبحة صدرية، وقام بالاتصال بابنته أكثر من مرة إلى أن اقتنعت، حيث أرسل الموساد شخصين للتأكد من وجود والدها في مستشفى طرابلس وعندها فقط سُمح لها بالسفر على متن طائرة ليبية في اليوم التالي إلى طرابلس.

وأكمل جبريل: “تحسبًا لاحتمال أن يكون الموساد يراقبها، تم إقناع أحد معارفها، وكان يعمل في السفارة المصرية بأن يكون في استقبالها بالمطار، وإذا كان أحد من الموساد يراقبها فسيُدرك أنها بين أهلها ومعارفها، فهبطت الطائرة واحتضنها الدبلوماسي صديقها، وما هي إلا دقائق حتى تم تغيير خط مسارها إلى القاهرة، وتم ذلك بالصعود إلى الطائرة المصرية المتجهة من طرابلس إلى القاهرة، وكانت أكملت تجهيزاتها للإقلاع وأنوارها مطفأة”.

وأكد جبريل، أنه لولا مساعدة القائد الشهيد معمر القذافي وتعليماته لما تم القبض عليها وإحضارها إلى القاهرة، في عملية أثارت ضجة داخل الكيان الصهيوني، واعتبرتها أجهزة الاستخبارات العالمية فضيحة بكل المقاييس حيث أقدم المشرف على تجنيدها وإدارتها من رجال الموساد والذي كان مرشحًا لتولى رئاسة الجهاز، للانتحار بإطلاق الرصاص على نفسه في اليوم التالي لإعادتها لمصر.

وكشف جبريل، أن المعلومات التي قدمتها هبة سليم إلى الموساد أدت إلى قيام الكيان الصهيوني باستهداف حائط صد الصواريخ الذي كانت تشيده القوات المسلحة المصرية، ما أوقع في صفوفهم شهداء من المتخصصين والجنود حيث تم الكشف عن شبكة التجسس بأكملها بمساعدة النظام الجماهيري.

ولفت إلى أن الكيان الصهيوني ضغط على الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات عن طريق وزير الخارجية الأمريكية، هنرى كيسنجر، لوقف تنفيذ إعدامها، مؤكدًا أنه في يوم أن فاتحه كيسنجر، رد عليه بأنه “للأسف تم إعدامها اليوم”، ولم تكن أعدمت، ونُفذ الإعدام فورًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى