محليمقالات

هل تقول الاوقاف للمركز الوطني للدراسات ” انت الموس ونحن اللحم ؟

الاوقاف هي احدى مؤسسات الدولة تهتم بادارة املاك الوقف واستثمارها لصالح المجتمع .. اي ان الهدف الاول والاخير لها يجب ان يكون صالح المجتمع الليبي وتطوره والارتقاء به .
وكونها مؤسسة ليبية يعني ان تهتم بليبيا والارتقاء بها والبحث عن صالح ليبيا وليس الوقوف ضدها او عرقلة تطورها وارقيها او بالعربي الفصيح يجب على الاوقاف الليبية ان لاتكون في جبهة ضد ليبيا .
الحاصل يبدو غير ذلك فهيئة الاوقاف فيما يبدو قررت ان تقف بكل ما اوتيت من امكانيات ليبية لمحاربة الدولة الليبية والليبيين واغراقهم في التخلف وتدمير كل ما يمكن ان يساهم في اطلالتهم على العالم وتحولهم الى منارة تعليمية .
الاوقاف هنا احد امرين : إما انها لاتدرك ذلك وبالتالي وجب تنبيهها .. او انها تدرك وتفعل ذلك عن سبق اصرار وترصد وهنا تكون افعالها غير المفهومة قد شرحت بالفلاقي ما يفهم من سلوكياتها .
المطالبة التي وجهتها هذه المؤسسة الليبية ( الاوقاف ) للمركز الوطني للمحفوظات والدراسات التاريخية بالاخلاء لانه وحسب مبرراتها لم يدفع الايجار لايفهم الا على انها تقف في صف آخر للمركز الذي هو ليس مقهى للوجبات السريعة ولاعلاقة له بالتجارة والبيع والشراء كما انه لايخص فرد بعينه او قبيلة او طائفة .
المركز الوطني للمحفوظات والدراسات التاريخية اسمه فيه اي بمعنى انه مؤسسة ليبية تعنى بالدراسات والارث المعرفي والتراثي لليبيا وللانسانية عموما وسبق وان صنفته منظمة اليونيسكو للثقافة والعلوم ضمن مؤسسات التراث الانساني التي يجب المحافظة عليها وعدم المساس بها لما قدمه ويقدمه في هذا المضمار .
طالبت الأوقاف باخلاء المبنى دونوان تفكر في ماسيحدث لاكثر من 27 مليون وثيقة ومخطوط تاريخي يعتبر كنز معرفي وثقافي مصنف كارث انساني يعتبر الحفاظ عليه واجب وطني.
القصة ليست في حصيلة ايجار مبنى لكنها في الفهم باهمية مايمثله هذا المركز ودوره في المعرفة والثقافة والفكر وكونه مركز اشعاع حضاري .
الاوقاف لم تجد من حل الا الامر بالإخلاء واعادة ليبيا الى زمن ماقبل المعرفة والرجوع لايام الطربوش التي كانت تدمر فيا منارات العلم والمعرفة ..
الاوقاف وكأنها تريد ان تلحق المركز بالدار العربية للكتاب كي يصبح اثرا بعد عين ويصبح صالات ومحال حلويات وملابس مستوردة قادرة على دفع ايجارات تقنع الاوقاف .
ليس امام الاوقاف الا ان تكون ليبية وتقف مع المركز لتقول له ” انت الموس ونحن اللحم ” او على ليبيا السلام.

بقلم المحرر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى