تقاريرمحلي

جريمة بشعة.. أبطالها أقارب.. أسبابها واهية.. نتائجها مقتل سيدة في منتصف العمر والجاني زوج ابنتها

 

جريمة بشعة.. الجاني فيها يفترض أن يكون بمثابة ابن للضحية.. خلافات عائلية توقظ نار الفتنة بين سيدة وزوج ابنها فيقتلها وينكر فعلته النكراء.

شاب يافع في الربيع الثالث والعشرين من عمره، يعمل مدرسا في منطقة تيجي، تزوج فتاة من سكان مدينة طرابلس منذ بضع أشهر، ولكنه لم يحسن معاملتها وهو ما دفع والدتها للقدوم إلى بيته للحديث معه وإصلاح ذات البين.

مرت عدة أيام وتحاول الأم لملة الشمل وتهدئة الأجواء وفي كل مرة كانت تتعالى الأصوات بينها وبين زوج ابنتها، حتى قاربت على اليأس من جدوى النقاش معه، فقررت العودة إلى منزلها تجر معها خيبات الألم على ابنتها العروس.

وفي وقت مبكر جدا من صباح الخميس الماضي.. أصرّ المتهم على توصيل أم زوجته لمحطة الحافلات بالمنطقة بنية تبدو مبيته لارتكاب جريمة، وفي الطريق تبادلا أطراف الحديث وحدث الخلاف مرة أخرى كانت الأخيرة، حيث أوقف الجاني السيارة بعيدا عن الطريق العام، وبالقوة أخرج والدة زوجته التي يفترض أن تكون في منزلة والدته من السيارة، دفعها على الأرض وباغتها بضربة قاتلة بقضيب من الحديد على مؤخرة رأسها فأرداها قتيلة.

لم يتوقف جرم الجاني عند هذا الحد، بل حمل الجثة ووضعها في صندوق السيارة، وتوجه إلى مكان بعيد على الطريق العام، وسرق هاتفها المحمول وأغلقه، ثم ألقى الجثة في مكان مهجور وأضرم فيها النيران، وبعد ساعة كاملة حمل ما تبقى من الجثة في صندوق السيارة وتوجه بها إلى وسط المدينة حيث يعم الهدوء لأن الوقت لا يزال مبكرا، ورمى بالجثة داخل سور أحد مساجد المدينة، وبكل برود عاد إلى بيته.

سألته زوجته بلهفة: هل أوصلت أمي للمحطة؟ لماذا لم ترد على اتصالاتي، لماذا أغلق هاتفها؟ فنسج الجاني سلسلة من الأكاذيب التي حاول إجادتها لإخفاء جريمته، حيث أكد أنه أوصلها وأنها كانت تنتظر الحافلة.

هاتف الأم المغلق تسبب في انزعاج الزوجة وقلقها، خاصة وأنها لا تعرف بعد مصير والدتها المشؤوم، ولإظهار قلقة الكاذب انطلق منذ فجر الجمعة رفقة زوجته الباكية زاعما البحث عن والدة زوجته في المستشفيات، إلا أن إشارة هاتفية من أحد الجيران أثارت شك رئيس قوة الدعم الخاصة التابعة للإدارة العامة للأمن المركزي، والتي كان مفادها فقدان امرأة متوسطة السن، وتزامن مع ذلك إبلاغ أعضاء المركز الواقع من ضمن اختصاصه سكن المتهم بوجود جثة متفحة لامرأة مجهولة الهوية داخل سور أحد المساجد.

بمجرد ورود المعلومة توالت الاتصالات بين عدة أجهزة أمنية منها مديرية أمن السهل الغربي ورئيس القوة الذي بدوره شكّل فريقا توجه إلى بيت الضحية ألقى القبض على المتهم، وأجريت معه التحقيقات، ولكنه أنكر أي صلة بالجريمة رغم بشاعتها.

ولكن الكشف والتحري وتفتيش سيارة المتهم أفضى إلى العثور على دماء في صندوق السيارة، وبمواجهته بالدليل خر معترفا بفعلته النكراء التي لم يراعي فيها صلة قرابة أو دين.

بسبب تفشي ظاهرة القتل في ليبيا بعد إسقاط الدولة وغياب الأمن والإفلات من العقاب، أصبحت الجرائم ظاهرة، وأبسط توصيف لها هو “البشاعة”، خاصة وأن عدم تفعيل القانون وتلقي العقاب سمة بارزة يتفاخر بها أغلب المجرمون في البلاد اليوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى