محلي

عمليات بحث عن كنوز “قورينا” في الشرق الليبي

شهدت مدينة شحات حراكا لم تعهده من قبل، وهي التي تمتاز بالمروج الخضراء، على عكس الصحراء الليبية الممتدة، وفي القلب منها أطلال قورينا وهي بقايا مدينة ذات طراز إغريقي، لتظن نفسك لوهلة من الزمن على جبل “الأوليمب” في اليونان.

وبحسب  ما نقلته سكاي نيوز عربية عن أستاذ الآثار بجامعة السيد محمد بن علي السنوسي الإسلامية أحمد أمريجي، فـ إن الجامعة نظمت بعثة تدريبية لطلاب قسم الآثار في كلية التاريخ والحضارة، لتنفيذ أعمال حفريات ضمن برنامج عملي لمادة التنقيب عن الآثار، لتكون أول “بعثة” ليبيا وعربيا تنقب في موقع التراث الإنساني العالمي “قورينا”.

وتأسست مدينة شحات على أنقاض أخرى كانت تسمى “قورينا”، التي أنشأت في القرن السابع قبل الميلاد، من قبل مستوطنين إغريق قدموا من جزيرة كانت تعرف باسم “سانتوريني” وتقع إلى الشمال من جزيرة كريت، ومكثوا فيها بسبب كثرة الأمطار بمواسم الشتاء، حيث سكنوا أعلى موقع فيها ويعرف بـ”الأكروبول”، ثم نزلوا إلى مكان يدعى “نبع أبولو” وأسسوا عددا من المباني، وقد عاصرت المدينة الحضارة الأغريقية بشقيها “الكلاسيكي” و”الهلنستي”، وأيضا الحضارة الرومانية والبيزنطية.

ويؤكد أمريجي أن الطلاب والطالبات المشاركات في أعمال التدريب أتيحت لهم الفرصة لأول مرة كي يعملون في موقع أثري حقيقي، وهم بذلك يسهمون في المحافظة على هذا التراث الليبي والإنساني المهم.

وتحول الموقع المنسي إلى ورشة عمل كبيرة، حيث أخذ الشباب باستخدام المعاول وأدوات التنقيب الأخرى في البحث داخل الأرض عما قد يكون اكتشافا بارزا، وبالفعل عثروا على بعض القطع الأثرية القديمة، التي تحتاج إلى معرفة تاريخها بدقة، وإلى أي حقبة تعود.

وعن تلك التجربة تقول باحثة التاريخ القديم إيمان الصالح إنها استفادت منها للغاية، إذ أن موضوع دراستها يتركز على “المعبودة إيزيس” في ليبيا خلال العصرين الإغريقي والروماني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى