تقاريرمحلي

في ذكرى “الجبال الشامخات”.. خطاب القائد الشهيد 22 فبراير 2011.. الشهادة أو الوطن

مثل كل الجبال الشامخات في ليبيا والعالم، مثل كل الرجال الشهداء القادة الأبرار الذين خضّبوا الأرض بدمائهم الذكية ليأتي من بعدهم، من يعرفون حقيقية الأطماع والمؤامرة وينتبهون للخونة والذيول والجواسيس.

مثل كل الأبطال – الأساطير، الذين استشهدوا لتستمر ذكراهم العطرة، تروى جيل بعد جيل، بطولات وأمجاد خالدة ومجد باقٍ. ينبض بالعظمة وبالأعمال العظيمة الباقية، التي سطرها هؤلاء الأبطال في تاريخ أوطانهم.

نتذكر اليوم ذكرى، الخطاب – المرجعية، الذي قاله القائد الشهيد، معمر القذافي، في مثل هذا اليوم قبل 10 سنوات للشباب الليبي، ينبههم للمخاطر والأهوال، التي تحيق بدولتهم وبالمؤامرة التي ينسجها الأعداء للنيل من الوطن.

خطاب 22 فبراير 2011، في العاصمة طرابلس وأمام البيت الشامخ، نتذكره ليعرف الملايين من الشباب الليبي كيف كانت رؤية القائد الشهيد معمر القذافي صائبة، وكيف كات المؤامرة سوداء على الوطن. والنتيجة ما يراه الجميع اليوم.

فوضى وقتلى وتقسيم وخونة ونهب منظم للمقدرات وحالة إفقار لليبيا برمتها.

نتذكره ليتذكر العالمين، كم كانت مفردات القائد الشهيد صادقة وواعية، وعن علم ووعي تام بما يحاك لليبيا أنذاك من قبل الاستعمار الجديد وما ينتظر مستقبلها من سواد وغيوم.

حيث حى الشباب الشجعان، شباب الفاتح في الساحة الخضراء ؛ شباب القومية ؛ شباب التحدي ؛ جيل التحدي؛ جيل الغضب.

 قائلا: أنتم من الساحة الخضراء، تقدمون الحقيقة التي تحاول أجهزة الخيانة والعمالة و النذالة والرجعية والجبن، أن تغطيها وتشوه صورتكم أمام العالم. أجهزة عربية للأسف شقيقة، تغدركم وتخونكم؛ وتقدم صورتكم بشكل يسئ لكل ليبي وليبية ، يقولون لهم: أنظروا إلى ليبيا لا تريد العز ؛ لا تريد المجد ؛ لا تريد التحرير ؛ لا تريد الثورة أنظروا إلى ليبيا تريد الدروشة ؛ تريد اللحي ؛ تريد العمايم؛ أنظروا إلى ليبيا تريد الإستعمار؛ تريد الإنتكاسة ؛ تريد الحضيض، بينما أنتم هنا في الساحة الخضراء ، تقولون ليبيا تريد المجد، تريد القمة ؛ قمة العالم، ليبيا تقود القارات: آسيا؛ وإفريقيا؛ وأمريكا اللاتينية، وحتى أوروبا .

كل القارات تعقد قممها في ليبيا، هذا مجد لليبيين والليبيات، أصبح الليبي الآن يُشار له بالبنان في جميع أنحاء العالم ، بعد أن كان الليبي بالأمس ليست له هوية.

أما اليوم عندما تقول ليبيا، يقولون لكم  نعم “اه ليبيا القذافي؛ ليبيا الثورة). كل الشعوب الإفريقية؛ وشعوب أمريكا اللاتينية ؛ وشعوب آسيا ، تعتبر ليبيا قبلتها . وحكام العالم كلهم بقواهم الكبرى النووية ، يتقاطرون على ليبيا ؛ على بلدكم: على طرابلس؛ على سرت؛ على بنغازي.

وانتقد القائد الشهيد في خطابه ما يتم من تشويه وما يبث من أكاذيب، بقوله: شوهوا صورتكم في إذاعات عربية شقيقة للأسف، يخدمون الشيطان ، يريدون إهانتكم، ونحن نريد أن نرد الآن بالفعل؛ فوق الأرض في الميدان.

وأضاف بقوة عهدها ملايين الليبيين فيه رحمه الله: معمر القذافي ماعنده منصب، حتى يزعل ويستقيل منه كما فعل الرؤساء . معمر القذافي ليس رئيسا، هو قائد ثورة، والثورة تعني التضحية دائما وأبدا حتى نهاية العمر.

هذه بلادي؛ بلاد أجدادي وأجدادكم، غرسناها بيدنا وسقيناها بدماء أجدادنا.

وأضاف في رسالة يتعلم منها الجميع حتى اللحظة: نحن أجدر بليبيا من تلك الجرذان وأولئك المأجورين، من هم هؤلاء المأجورين المدفوع لهم الثمن من المخابرات الأجنبية ؟!، لعنة الله عليهم تركوا العار لأولادهم إذا عندهم أولاد ؛ تركوا العار لعائلاتهم إذا كانت عندهم عائلات ، تركوا العار لقبائلهم إذا كانت عندهم قبائل. ولكن هؤلاء ليس عندهم قبائل، فالقبائل الليبية ؛ قبائل شريفة ومجاهدة ومكافحة، تتقاطر عليّ في هذا الشهر وهو ما كان بالفعل.

وتابع القائد الشهيد في عبارات تتردد لليوم، أنا أرفع من المناصب التي يتقلدها الرؤساء والأبهات، أنا مقاتل ؛ مجاهد ؛ مناضل؛ ثائر من الخيمة.. من البادية، وإلتحمت معي المدن والقرى والواحات؛ في ثورة تاريخية جاءت بالأمجاد لليبيين، سيتمتعون بها جيلا بعد جيل؛ وستبقى ليبيا في القمة، تقود إفريقيا؛ وتقود أمريكا اللاتينية؛ وتقود آسيا بل تقود العالم. لا يمكن أن يُعطّل هذه المسيرة الظافرة ، حفنة من شذاد الآفاق المأجورين من هؤلاء القطط والفئران التي تقفز من شارع إلى شارع ؛ ومن زنقة إلى زنقة في الظلام.

وواصل القائد الشهيد اعتزازه بتاريخه الأبي جيل بعد جيل، بالقول: أنا دافع ثمن بقائي هنا؛ أنا جدي «عبدالسلام أبومنيار» أول شهيد سقط فوق الخمس في أول معركة عام 1911. أنا لا يمكن أن أسيء إلى هذه التضحية العظيمة ،لايمكن أن أترك رفاة جدي الطاهرة في المرقب. أنا سأموت طاهرا وشهيدا في النهاية. هي رفاة والدي في الهاني، مجاهد بطل من أبطال القرضابية وتالا. وهاهو جدي.. عمي الشيخ «الساعدي» في مقبرة منيدر. لا أترك هذه الرفاة الطاهرة ؛ هؤلاء المجاهدون .

قال بشير السعداوي: (الحرية شجرة لا يتفيأ ظلالها ، إلا من غرسها بيده وسقاها بدمه). ليبيا شجرة نحن نتفيأ ظلالها، لأننا غرسنا بيدنا وسقينا بدمنا.

واستذكر القائد الشهيد، معمر القذافي، فصولا من التاريخ الابي الذي سطره بيده وقال: نحن قاومنا جبروت أمريكا؛ جبروت بريطانيا والدول النووية ؛ قاومنا جبروت حلف الأطلسي، لم نستسلم ؛ وكنا نحن صامدون هنا. الآن مجموعة قليلة من الشبان المعطاة لهم الحبوب، يغيرون على مراكز الشرطة هنا وهناك مثل الفئران؛ يهاجمون ثكنة آمنة غافلة، لأننا نحن لسنا في حالة حرب؛ حتى نشدد الحراسة على مخازننا وعلى معسكراتنا.

نحن بين أهلنا وفي آمان وسلام؛ وليبيا تنعم بالسلام ، إستغلوا هذا السلام وهذا الآمان وهذه النعمة التي فيها ليبيا  وأغاروا على بعض المعسكرات وبعض المراكز؛ وحرقوا الملفات التي فيها جرائمهم ،وهاجموا المحاكم التي فيها ملفاتهم ومراكز الشرطة التي فيها التحقيق معهم على جرائمهم.

وتتواصل فصول الخطاب التاريخي، بالقول: ليبيا دفعنا ثمنها غاليا، وبنينا لها مجدا عظيما لا يدانى. نحن تركنا السلطة للشعب الليبي من عام 77، أنا والضباط الأحرار ؛ ولم يعد لنا أي منصب ولا أي صلاحية ولانصدر أي قانون ولا أي قرار، وتركنا السلطة للشعب الليبي للمؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية، أحسنها ما أحسنها ، سقمها ما سقمها ، أساء إليها ما أساء إليها، فسد ما فسد ، هذه تهم الليبيين جميعا؛ في المستشفى ؛ وفي المدرسة ؛ وفي الإدارة ؛ وفي المكتب ؛ في السيارة ؛ في الطيارة ؛ في الإسكان ؛ في الزراعة ؛ في الصناعة ، هذه كلها تدار بالليبيين الذين هم تحت اللجان الشعبية المصعدة من المؤتمرات الشعبية ، والمؤتمــــرات الشعبية هي كل الشعب الليبي .

وواصل الجبل الشامخ الأصم، القائد الشهيد معمر القذافي، فصول خطابه بالقول: أنا كمٌلت عمري؛ لست خائفا من شيء ، أنتم تواجهون صخرة صماء ؛ صخرة صلبة تحطمت عليها أساطيل أمريكا، ألا تتحطم عليها شراذمكم أنتم!

 وحذر من الإرهاب ومن القادم الأسود في ليبيا وقد كان:

درنه، أصبحت خراب، وحاكمها الآن واحد عامل لحية ؛ ويقول للنساء ( لا تخرجن إعتبارا من اليوم )، رأيتم هذه النكسة؟!، وقال لهم (هاتوا لي التبرعات، أنا خليفة وتبع بن لادن وتبع الظواهري)!!. والله هذا الذي مازال!! أخرتها يحكم فيهم الظواهري؟!. كل العائلات ؛ كل الجماهير في درنه، إذهبوا إزحفوا عليه ؛ طهّروا درنه. هل أنتم تريدون أن تأتي أمريكا إليكم، تحتلكم وتعمل لكم مثل أفغانستان ؛ ومثل الصومال؛ ومثل الباكستان ؛ مثل العراق؟!. أيعجبكم هذا؛ أن بلادنا ستصبح مثل أفغانستان؟!

وأصبحت ليبيا الان تحت حكم الخونة وفي ظل نكبة فبراير أسوا من أفغانستان والصومال. قتل ودمار وتشريد وفوضى عارمة وميليشيات.

وصدق كل ما حذر منه القائد الشهيد، بقوله: ترون ما يحدث في الصومال، هل تريدون بلادكم، مثل الصومال ؛ مثل العراق؟!. نفس المجموعة التي خرّبت هذه البلدان، هي التي دخلت إلى ليبيا الآن؛ هي التي تريد أن تُلحق ليبيا بأفغانستان وبالصومال، وتصبح درنة مثل الفلوجة ؛ أو تصبح البيضاء أو بنغازي مثل الفلوجة، نفس العصابة، لأنهم نفس المجموعة.

وتابع القائد الشهيد: سلطة الشعب، تصنع القانون الذي يحترمه كل واحد، لأن أنا “معمر القذافي”، لا عندي قصر ؛ ولا فلوس، فلقد أنهيت عمري في الثورة، لا أريد أي شيء كل شيء أريده لليبيا.

أريدها أن تعيش في آمان ؛ وفي عزة ؛ وفي رخاء، يُصان بترولها والنهر الصناعي العظيم ومشروعها الإسكاني العظيم وموانئها ومطاراتها، وتُطّهر من الذين يحرقون الآن المدن.

وقال القائد الشهيد، في صيحة تحذير قوية: على العالم، أن يفهم أن المظاهرات السلمية ؛ شيء وعمل مشروع في الدول المضطرة للمظاهرات. الشعب الليبي غير مضطر للمظاهرات، فمشاكله تنحل في السلطة الشعبية. ولكن مظاهرات سلمية حتى لو كانت في ليبيا ؛ شيء، والتمرد المسلح الذي يجري الآن ؛ ومحاولة فصل درنة أو فصل البيضاء أو فصل بنغازي، هذا شيء آخر..من يسمح به؟!

نعم.. أنا «معمر القذافي» قائد أممي؛ أنا تدافع عني الملايين. أنا سنوجه نداء للملايين من الصحراء إلى الصحراء، وسنزحف أنا والملايين، لتطهير ليبيا شبرا شبرا ؛ بيتا بيتا ؛ دارا دار ؛ زنقه زنقه ؛ فردا فرد، حتى تتطهر البلاد من الدنس والأنجاس. لا يمكن أن نسمح لليبيا أن تضيع من بين أيدينا بدون مبرر؛ في غوط الباطل، من يسمح بهذا؟!.

أنا معي الملايين، ومعي الله الذي نصرني على القوى العظمى الكبرى. معي الملايين ليس من الداخل ؛ معي الملايين من الأمم الأخرى. أنا أستطيع توجيه نداء إلى كل ملايين الصحراء، من الصحراء إلى الصحراء ستزحف الملايين.. الملايين تزحف؛ ولن يستطيع أحد أن يوقفها. بسرعة انقذوا أنفسكم قبل أن نعطي إشارة الزحف المقدس.

 وقال بأعلى صوته: أنا باق هنا، لا يكذبوا عليكم.

ها أنا موجود. هذه المحطات العربية، أكبر عدو؛ متشمة فيكم. تريدكم أن تدمروا النفط ؛ وتدمروا الحرية ؛ وتدمروا السلطة الشعبية ؛ وتدمروا ليبيا، وأن لا تبقى ليبيا قلعة عالمية. مغتاضون منكم، لذلك يشوهون فيكم.

 وانتقد قطر، قائلا: بارك الله فيكم يا أخوتنا في قطر. هذه آخرتها ؛ هذا الماء والملح الذي بيننا وبينكم. أهذا الدم والأخوة التي بيننا وبينكم، تزورون كل شيء علينا، بدل أن تكونوا معنا؛ تكونون ضدنا. لمصلحة من بالله؟! لمصلحة من؟!. قد تندمون يوم لا ينفع الندم، والذي بيته من الزجاج لا يرجم الناس بالحجارة.. من أنتم؟!.

دقت ساعة العمل؛ دقت ساعة الزحف، لا رجوع. إلى الأمام. إلى الأمام. إلى الأمام.. ثورة ؛ ثورة. هتافات «الله اكبر، الفاتح ؛ الفاتح..

هكذا جاء خطاب القائد الشهيد، وياليت شعبي كما يتباكى الملايين من أبناء الوطن الآن سمعوا ما به، وتصدوا للخونة الذين قادهم ساركوزي والناتو وهيلاري كلينتون وفي النهاية خرج المجرم ساركوزي بنفسه ليفضحهم علانية: ويقول لـ”قناة فرانس 2″ وهى مذاعة: لم تكن في ليبيا أي ثورة.. إنها ثورة المخابرات الفرنسية ومن تبعوها ونحن من تصدينا للجيش الليبي والرتل المتجه لبنغازي ونحن من دافعنا عن مصراتة 8 أشهر وحددنا يوم 17 فبراير. وقالها من قبله بيرلسكوني، إن ليبيا لم تشهد ثورة أي ثورة.

إنها كانت نكبة فوضى لا يزال يدفع ثمنها الليبيون حتى اليوم، أما القذافي فهو كما وعد من الشهداء والأبرار لم يخرج ولم يهرب، ولكنه استشهد واقفًا وهو يدافع عن وطنه وعن الحرية لليبيا، ورسالته استمروا حتى نستعيد ليبا ثانية من أيدي الاستعمار والخونة والذيول.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى