
حكومة جديدة ومجلس رئاسي علقت عليهم الآمال لنقل البلاد نحو تسوية حقيقية وإنهاء الحروب والأزمات المتراكمة.. تسوية من خلال انتخابات تأتي بوطنيين قادرين على تحمل المسؤولية.
ولكن في هذه المرحلة العصيبة هناك ضغوط كبيرة دولية على هذا الجسم الجديد المختار، تلك الضغوط تضاف إلى الأعباء الداخلية التي تصدح عاليا مطالبة بحلول عاجلة..
الزيارات المتتابعة التي تجري لليبيا هذه الأيام من قبل مسؤولين رفيعي المستوى من دول المجتمع الدولي خير دليل على تلك الضغوط.. فالجميع يجب أن يضمن مصالحة في البلد التي مزقتها الحرب.
زيارات متتابعة اليوم اليونان تعلن عن زيارة رئيس وزرائها، وفي ذات الوقت التحضيرات تجري على قدم وساق لاستقبال رئيس وزراء المغرب، وبالأمس القريب ودع المسؤولين الليبيين وزراء خارجية ثلاث دول كبرى في الاتحاد الأوربي هم إيطاليا وفرنسا وألمانيا.
زيارة وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو مع نظرائه الفرنسي والألماني، ليست هي الوحيدة، فقد سبقهم دي مايو في زيارة منفردة إلى ليبيا بعد منح الحكومة الثقة، التقى خلالها بالمسؤولين في ليبيا وأكد دعم بلاده الاستقرار في البلاد، ولكنه في الوقت نفسه اطمأن على الشاطئ الرابع لإيطاليا والذي تمكنت روما خلال السنوات الماضية من بسط نفوذها الاقتصادية على مساحة كبيرة منه.
لم تقف الجهود الدولية عند زيارة المسؤولين لليبيا، فبعض الدول آثرت على المجيء دعوة المسؤولين الليبيين لزيارتها، حيث قام المنفي والدبيبة بزيارات إلى مصر وتركيا.
ولا ننسى المحادثات الهاتفية التي كان أبرزها المباحثات مع الولايات المتحدة.
جميع تلك الجهود للتواصل مع ليبيا ومسؤوليها الجدد، تؤكد ضرورة خروج المرتزقة والقوات الأجنبية، وتهدد بتطبيق عقوبات على مخالفي قرار حظر الأسلحة على ليبيا، إضافة إلى إبداء الرغبة في مساعدة ليبيا على إجراء الانتخابات في موعدها، ودعم ليبيا في مختلف الجوانب.
وهنا بيت القصيد، تقديم الدعم لليبيا، ذلك الدعم الذي يعني استغلال اقتصادي يتناسب مع توجهات كل دولة، أرباح يحصل عليها المستثمرين نظير عطش السوق الليبي لكل ما يمكن أن يحسن الأوضاع في البلاد ولو بشكل بسيط.
ومع كل ذلك تستمر الجولات المكوكية للمبعوث الأممي لدى ليبيا يان كوبيش ولقاءاته مع المسؤولين في ليبيا سواء متقلدي المناصب الوزارية أو النيايبة أو حتى عمداء البلديات، وذلك في مسعى للاطلاع على كل الأوضاع في البلاد، تحت شعار مساعدة ليبيا للخروج من أزمتها، على الرغم من أن ما وصلت إليه ليبيا من دمار وخراب استمر لعقد كامل كانت الأمم المتحدة ودولها في مجلس الأمن هم السبب الأول فيه بالتعاون مع عملاء باعوا الوطن وخانوا القضية، إضافة إلى ليبيين غسلت أدمغت وشربوا السم القاتل.



