تقرير// دفعة أولى للقاحات كورونا تصل ليبيا.. فمتى تنتهي مأساة انهيار قطاع الصحة وتختفي تداعيات الجائحة؟!

تخطى حاجز الإصابات بفيروس كورونا في ليبيا، ال163 ألف إصابة منهم 2757 لقوا حتفهم بالوباء على مدار عام، في الفترة من مارس2020 وحتى اللحظة.

وفي الوقت الذي ترنحت فيه حكومة السراج السابقة، أمام الوباء ولم تنجح في وقفه أو تطويقه أو حجز مبكر لجرعة من لقاحات كورونا، حتى تفشي الفيروس وخرج عن السيطرة  في بلديات عدة.

 شهدت الساعات الأخيرة في ليبيا، تطورات خاصة بلقاح كورونا، بعد وصول أول دفعة من اللقاح  بنحو 101 ألف جرعة من لقاح سبوتنيك الروسي. وهناك وعود من جانب حكومة الدبيبة، بوصول نحو مليون جرعة أخرى من اللقاحات المضادة لكورونا خلال الفترة القادمة.

والواقع إنه، وبرغم الأهمية الفائقة لوصول لقاحات كورونا للبلاد، بعد فترة ترنح وانهيار تام أمام الوباء على مدار سنة، فإن ملايين الليبيين، يتطلعون الى اللقاح، لكنهم في نفس الوقت يعلمون ان القصة ليست الوباء فقط، ولكن الانهيار الصحي الشامل، الذي يضرب الوطن. لدرجة أن هناك مراكز عزل متعددة في بلديات مختلفة في ليبيا ليس لديها أبسط التجهيزات الصحية والدوائية وهى جريمة في حق الليبيين.

أما بخصوص الفيروس ولقاحاته والتطورات بخصوصه، قال وزير الصحة بحكومة الوحدة المؤقتة، علي الزناتي، إن التطعيم باللقاح المضاد لكورونا، سيكون تدريجيًّا لـ3 فئات وفق جدول زمني.

وأضاف الزناتي، أن أكثر من مليون جرعة للقاح كورونا ستتوفر بحلول الأحد المقبل، وأشار إلى أنه سيكون أول من يتلقى لقاح كورونا، على أن يتولى مركز مكافحة الأمراض مهمة توزيع اللقاح حسب الأولوية، مبينا أن الشحنات الأولى ستكون لخط الدفاع الأول من العاملين بمراكز العزل ثم كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.

وكشف الزناتي، أن لدى ليبيا غرف تجميد في طرابلس وبنغازي والبيضاء والزنتان لاستيعاب لقاح كورونا.

في السياق ذاته، قال رئيس الوزراء، عبد الحميد الدبيبة، إن الحكومة تمكنت من توريد أول دفعة من لقاح كورونا، على أن تصل باقي الشحنات تباعًا. ودعا الدبيبة المواطنين للتسجيل في منظومة التطعيم، متمنيًا السلامة للجميع.

وأضاف الدبيبة، إن اختيار اللقاح جاء بشكل علمي، وتوقع أن تصل “نسبة نجاحه إلى 96%”، منوهًا إلى أن “الدفعة الثانية من لقاح كورونا المكونة من 300 إلى 400 ألف جرعة ستصل الأربعاء المقبل، بينما  مليون جرعة أخرى قبل 11 أبريل الجاري وفق وعوده.

ومنذ فبراير الماضي، أعلنت اللجنة العلمية الاستشارية أكثر من مرة، إنه سيصل نحو 12 مليون جرعة لقاح مضاد لكورونا، لكن تم التأجيل والتسويف أكثر من مرة.

وعقد وزير الصحة، علي الزناتي، اجتماعاً مع اللجنة العليا للتطعيمات لمناقشة آلية توزيع لقاح كورونا، حيث ناقش آلية نقل اللقاح من مخازن الامداد الطبي التابعة للوزارة إلى المدن التي تحوي غرف التبريد كمرحلة اولية للبدء في حملة التطعيم. مع ضمان توفير غرف باردة لباقي المدن، حتى يتسنى نقل اللقاح اليها ضمن السلسلة الباردة المحددة من قبل الشركة المصنعة وتوصيات منظمة الصحة العالمية.

وتم الاتفاق بالفعل، على توفير سيارات تبريد ثابتة لاستخدامها كمخازن للتطعيم ومتحركة لنقل التطعيم، بدرجة حرارة ما بين (-35 إلى -16)، لاستخدامها خلال حملة التطعيم ضد فيروس كورونا وأيضاً استخدامها في برامج التطعيم العامة.

يأتي هذا فيما  أعلن رئيس مركز مكافحة الأمراض، بدر الدين النجار، إن لقاح أوكسفورد أسترازينيكا سيصل على دفعات خلال الأيام القليلة المقبلة.

وأشار النجار، إلى أن الدفعة الأولى هي 65 ألف جرعة، وذلك في إطار مبادرة “كوفاكس” للقاحات المدعومة من الأمم المتحدة، لافتا إلى أن الكمية المنتظرة هي 340 ألف جرعة، موضحا أنهم يعولون، على العقود التي أبرمت مع شركات كبيرة، لاستيراد نحو 3ملايين جرعة من اللقاحات.  

ويرى مراقبون، أن الجائحة في ليبيا كانت مدوية ومتفشية، في ظل حالة من انهيار القطاع الصحي، وإذا كانت بشائر لقاحات كورونا قد هبت فمتى تأتي رياح، إصلاح القطاع الصحي وتطوير مراكز العزل، وتوفير مستلزماتها الدوائية فالرحلة مع فيروس كورونا لا تزال طويلة، ولم يتحدد بعد أي موعد عالمي لانتهاء هذه الجائحة، أو السيطرة التامة عليها، بل هناك سلالات جديدة ظهرت في بريطانيا وجنوب أفريقيا وكان لليبيا منها نصيب.

Exit mobile version