محلي

تفاصيل: رحلة ماجلان البرية الليبية بين سرت وطرابلس.. 12 ساعة من العذابات والأهوال

تحت عنوان “رحلة ماجلان البرية الليبية” كتب الصحفي مدير مكتب هيئة الصحافة سرت، عبد الرحمن طبيقة، تفاصيل رحلته وزملاؤه من مدينته التي تتوسط ليبيا الى العاصمة طرابلس برا .

ويقول طبيقة انه قطع رحلته الشاقة وسط الكثير من المخاطر التي لن يشعر بهول وحشتها إلا من أخذه طريقها وتعايش مع فواجعها التي لا تخلو .

من سرت إلى طرابلس وما بينهما عبر الجنوب الليبي سرت .. ودان .. هون .. سوكنة .. الشويرف ..القريات .. أبو الغرب ..

ثم بوابة البطمة “التي تمثل مفترق الطريق لبلدة نسمة .. تنيناي ..شميخ .. بني وليد .. ترهونة” مروراً ببلدة مزدة .. الشقيقة .. بير غني .. غريان ..العزيزية .. السواني .. واخيرا طرابلس

ويقول طبيقة واصفا ماعاشه من اهوال ومواقف في طريق لاينتهي وله فيها وقفات ومفارقات وشواهد

انه قطع في رحلته هذه طريقا طوله يزيد عن 900 كيلو متر .. لا أمان فيه ولا سلامة إلا برحمة من الله وحفظه .

ويعرج على البنزين بقوله انه : في بلادي مدعوم وبرخص التراب أسوة بباقي بلدان العالم 0.150 درهم .. أي أقل من ربع دينار .. في حين يشتريه المواطن الليبي صاحب أحقية الدعم، وعبر هذه الطريق بأكثر من 10 أضعاف ((شخصياً أشتريت اللتر بمبلغ 2 دينار .

ويروي ما لاحظه من تناقضات حيث ان ليبيا تعاني من أزمة كهرباء وإلتزام كعقارب ساعة في طرح الأحمال قائلا ان بلدة من بلدات عبرها طريقنا كانت أعمدة إنارة طريقها تتوهج نوراً في رابعة النهار .

ويشير الى مايدمي القلب في ليبيا وبقلب صحرائها موضحا : تستوقف وبعيداً عن البوابات الرسمية المتعارف عليها .. وتسأل أنت ورفاقك :آأنتم ليبيين كلكم أم لا !!؟ .. في وقت أن من يسألك هو عبارة عن مرتزق محتل في بلادك .

ويصف طبيقة الحوادث المفجعة الرهيبة المُريبة التي شهدها عبر هذا الطريق ولا أمل في إسعاف وإنقاذ الكثير ممن كانت أقدارهم عرضة لفواجع حوادثها الرهيبة عارضا صورا توضح أهوالها .. ويقول :ماشاهدناه بأم أعيننا شاحنة نقل تجر حافظة مليئة بمواد منزلية لا يقل قيمتها عن مئات الآلاف تلتهمها النيران .. وسائقها على مرمى خطوات منها ينظر إليها وهي تلتهم سيارته، ببضاعتها التي ينتظرها أصحابها .. وفي أحشائه تلتهم نيران أخرى .. فيما سيلاقيه من خسائر مادية .. بفقد سيارته، مصدر رزقه .. وربما غرامة تنتظره ممن أستأجروه .

ويكشف عن حادث مروري أخر لشاحنتين إحداهما تنقل أبقار وأخراها تنقل عدد من سيارات النقل الخاصة وفي صدام مباشر مات السائقين واحترقت الشاحنتين بما فيهما .

ويتسائل طبيقة بائلا : في وقت أنك لن تستطيع الإمتناع عن أي أعمال خير .. يتطلب منك صنعها للمارة .. فإنه بذات الوقت سيصعب عليك فعلها .. على امتداد ذاك الطريق .. وفي أحيان كثيرة .. لأنك ربما لاتنجو .. فقد يصبح الخير الذي ستفعله شراً لك ..

إذ أستوقفنا أصحاب سيارة في حاجة لتزويد إحدى إطارات سيارتهم بالهواء .. في حين كان أحدهم مخموراً فاقداً للوعي ولا أستبعد أن يكون متعاطياً لكل البلاوي المُورّدة لهذه البلد .

ويختتم طبيقة سرده لروايته عن الرحلة بقوله : ربما بهكذا رحلة .. شاقة، وسفر كقطعة من عذاب .. ووسط هذه المحن التي عشت تفاصيلها لأجل تحقيق جزء من أعمال كنت على يقين تام بأنها ستنجز وتتحقق .. فتخفق في ذلك .. ثق بأن ذلك كان من دروس الحياة .. وهو جزء من القدر .. فالحمد لله حمد الشاكرين الذاكرين على مآلات الأمور ..

ويدعو طبيقة لنفسه ولليبيا والليبيين بتحقق الامن والامان وأن يوفق الله أهل الخير ببلادنا لفتح طريق سرت مصراتة .. الذي سيكون له بالغ الأثر في معالجة أغلب هذه المحن التي نعيش.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى