تقاريرمحلي

تركيا وإيطاليا … لمن منهم ستقدم “قطعة” المطار من كعكة الإعمار ..؟

خلال زيارة عبد الحميد دبيبة وأعضاء الحكومة إلى انقرة مؤخرا ، اعلنت تركيا أن شركاتها ستقوم بإنشاء مطار طرابلس العالمي الجديد ، وهو اعلان يشي بحمى التنافس بين الاتراك والايطاليين على ذلك المشروع الهام ، خصوصا على ضوء ما كان قد أعلن في ايطاليا سابقا عن منح إحدى شركاتها الكبرى عقدا لبناء ذلك المطار .

على وزن المرحلة الانتقالية سيصبح لدى طرابلس مطارا انتقاليا كما بشرنا بذلك ايليو فرانتشي رئيس شركة كونسرتيوم الإيطالية في معرض نفيه وجود نية لفسخ عقد كان قد لبرمه لانشاء مطار جديد في طرابلس ..
سنيور فرانتشي قال إن شركة كونتسوريوم التي يرأسها انما ستنشيء مطارا انتقاليا بتكلفة 79 مليون يورو سيتم إنجازه خلال عام واحد ، وهو غير المطار الذي اعلنت تركيا قبل أيام وخلال زيارة دبيبة وال 14 وزيرا أنها ستقوم ببنائه والذي بشرنا فرانتشي أنه سيستوعب 50 مليون مسافر ..
وكانت كلا من تركيا وايطاليا قد شاركتا معا ضمن عملية حلف النيتو لتدمير الدولة الليبية عام 2011 ، ثم انتقلتا بعد ذلك إلى دعم الميليشيات المسلحة المتصارعة على السلطة في طرابلس وانحاء ليبيا عموما ، مما أدى إلى أن تخسر المدينة مطارها العالمي عام 2014 في معارك بين ما يسمى قوات فجر ليبيا وثوار طرابلس ضد ما يسمى ثوار الزنتان ، وهي معارك أسفرت عن تدمير أكثر من 90% من منشآت مطار طرابلس العالمي وتدمير 21 طائرة ركاب مدنية ليبية تزيد قيمتها عن 2000 مليون دولار ..
أي أن كلا من إيطاليا اللتان تحالفتا في السابق على هدم ليبيا تتنافسان اليوم على قضم أكبر حصة من الكعكة الليبية والفوز بمشاريع إعادة بناء ما هدمتاه معا ..وعلى حساب الشعب الليبي ..
أما حكاية المطار الانتقالي فهي كما قلنا تسمية تتناسب مع المرحلة ، إذ إن ليبيا التي دخلت منذ 2011 مرحلة انتقالية لا يعرف أحد على وجه الدقة متى ستنتهي ، يراد لها أن تستنزف ما تبقى لها من ثروة في مشاريع لن يستفيد منها سوى من اوصلوها إلى ما هي عليه الآن ، تركيا تبني مطارا فتبني ايطاليا اخر ، فرنسا تأخذ حصصا في حقل الشرارة فتأخذ امريكا حصصا اكبر في حقل السرير ..وهكذا ..
ان ايقاف هذا العبث بمقدرات وثروات الشعب الليبي هو اولا واخيرا مسؤولية الشعب نفسه الذي يجب عليه أن يضع حدا لاطماع الآخرين في حقوقه وان يمارس سيادته على أرضه وثروته .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى