روى الدبلوماسي والسفير الليبي السابق، غيث سالم، معاناته عبر تجربة حيّة مع السيولة والمصارف، في تدوينة له على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي، فيس بوك جاءت كالتالي:-
“تلقيت الرسالة التالية: “زبوننا الكريم موعدكم للسحب النقدي: يوم 2021-05-05 من الساعة 11:00:00 إلى الساعة 11:30:00 ب فرع شارع الساعدية ورقمك هو 47196 بقيمة …… د.ل . ملاحظة: الرجاء ارتداء الكمامة”.. وذلك من مصرف السراى ATIB التى تحدد موعد السحب بالساعة والدقيقة والمبلغ الذي يحق لى سحبه , قمة الحضارة والإنسانية ومسايرة للعالم , هذا من الناحية النظرية , أما من الناحية العملية المطبقة لدى هذا الفرع , فإننى عندما حضرت الساعه 11:00 , كانت على الباب ثلة من الأشخاص يرتدون أزياء عسكرية مختلفة ، بعضهم يرتدى لباس الشرطة العادية ويحمل شعارها على ذراعه و أيضا على قبعتة , وآخرون حاسروا الرأس إثنان يرتديان زيا أسود اللون ذكرنى بمليشيا ذوى القمصان السوداء أتباع الفاشيستى موسيلينى ، وآخرون يرتدون زيا كاكى اللون دون غطاء رأس وهم من يتولون التعامل مع الجمهور , عندنا تقدمت بكل ثقة نحو الباب صاح فيى أحدهم إرجع للخلف , أخبرته بأنى عندى موعد الآن ورقمى هو 47196 , إرتفع الصوت مكررا آرجع للخلف بعيد عن الباب وتو نضبحوا عليك ,ورجعت مذعورا إلى الجانب الآخر من الطريق وإلتقطت طرف كرتون مما يملأ الشارع وإفترشته على الرصيف ، الصالون الفاخر التى اعتبرته إدارة فرع المصرف مناسبا لكرامة زبائنها التى هى جزء من كرامة الليبيين المهدورة فى هذا الزمن الرديئ الذى ساد فيه حكم الرويبضة , وطال الإنتظار لمدة ساعتين , لا معلومة رسمية عن سبب التأخير سوى شائعات يتناقلها الزبائن , واحدة تقول إن المنظومة تعطلت وأخرى تقول إن صرافا واحدا يعمل فى الشباك , وكل يقول مايعتقده ويراه إلى أن وصلت سيارة شرطه مسرعة تتبعها سيارة مدنية توقفت أمام باب فرع المصرف ونزل منها شخص يحمل كيسا وإذا بالقريبين من الباب يهتفون “هيييه السيولة وصلت” , عمت الفرحة الجميع ونسوا ما كانوا يعانونه من تعب المجلس وقلق الانتظار وبعد فترة شرع رضوان فى النداء على المحظوظين لدخول جنة المصرف والتمسح بأعتاب خزينته المقدسة!!
إذن هذا الإنتظار وهذه المعاناة وهذا الوقت المهدور وهذا الترقب القلق الذى قد يؤدى إلى رفع معدل الضغط والسكر لدى كبار السن من الزبائن كان بسبب عدم وجود السيولة, إين بيانات المركزى التى إستنفذت جل قرطاسيته من الورق والأحبار وتصريحات كبيره التى عمت كل وسائل الاعلام الموالية للجناح الذى يحتضنه بتوفر السيولة ? أم الخطأ يعود لإدارة الفرع التى راحت عليها نومه ولم تسعى لتأمين حصتها من السيولة ? أيا كان السبب , المواطن المنكوب هو الضحية ولن تنتهى نكبته فى هذه الشخوص المتحكمة في مقدراته التى لا تتحمل مسؤوليتها وتعبث فى ليبيا فسادا .
إن كان هذا حال زبائن مصرف خاص فكيف حال زبائن المصارف العامة الذين ليس فقط يجلسون على الأرصفة بل يتخذون منها أماكن للنوم حتى يتمكنوا من الوصول الحزينه .
هل تصدق مقولة “من خلق المحال خلق المحال فى إستمراره”، ونرى يوما ما نهاية لهذا العبث والفساد.
وختاما حسبى وحسبكم الله .



