محلي

علي الهلالي يكتب: إبحار في ذاكرة تستحضر اعواما خلت

علي الهلالي:

إبحار في ذاكرة تستحضر اعواما خلت

في ذلك العام ماتت خالتي عيشة التي عجز اهلها عن إيجاد “شبه طبيب” يشخص حالتها التي لم تكن تتجاوز مغص حاد لايكلف علاجه إلا “شروبو” ثمنه بعض السنتات .

وفي ذات الوقت مات عطية الشاب الذي لم يبلغ العشرين من العمر جراء تسمم من اكل بعض الاعشاب التي حاول ان يسد بها رمقه بعد ان بلغ به الجوع مبلغا عظيما .. وكان يمكن إنقاذه بتوفير الغذاء له ولليبيين بما لايكلف ثمن “كاط” لأحد افراد الحاشية .
الطفلة صبرية صعدت روحها إلى بارئها بعد أن نالت منها لدغة عقرب في إحدى زوايا ” البراكة” التي تكدست فيها اسرتها ولم يجد والدها امامه إلا “الفقي” الذي اعطاها ورقة تنقعها وتشرب ماءها لتشفى لكنها تركت الجميع والتحقت بالرفيق الاعلى لغياب الترياق الذي كان لايكلف توفيره شيئا .
صالح فقد بصره بعد ان “كواه” والده لعلاجه من الدوخة التي كانت تصيبه حتى يقع ارضا ولانه لاطبيب ولاهم يحزنون فقد استسلم لمن كان يسخن الاسياخ ويغمدها في راسه في محاولة لمعالجته من تلك الحالة والحصيلة هي انسان فقد قدرته على ان يكون طبيعيا .
اطفال ماتوا في لحظات الميلاد .. وآخرين افترستهم امراض كان يمكن تحصينهم ضدها بالتطعيم ولكن هم وين والتطعيم وين ..
الآف الحالات والآف الذين فقدوا حياتهم ولم يمنحهم احد جنيه استرليني واحد بل انهم لايعرفون ان هناك عملة بهذا الاسم بالاساس ..
والسؤال لاهل الإختصاص من المتخصصين في المال والأعمال : كم كانت قوة الثلاثون الف جنيه استرليني في العام 1969 ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى