تقاريرمحلي

تقرير.. أزمة العملاء بكل مكان وزمان وقريبًا في ليبيا.. واشنطن تفكر في ملاجىء عربية لنقل من تعاونوا معها بأفغانستان

تبدو مشكلة عملاء الولايات المتحدة الأمريكية في أفغانستان، هؤلاء الذين عملوا مع قوات الاحتلال الأمريكي في كابول لنحو 20 عامًا مشكلة عويصة بالفعل، خصوصا بعدما جاء قرار إجلاء قوات الاحتلال الأمريكي من أفغانساتن بشكل مفاجىء، وبعد خسارة سياسية واستراتيجية فادحة نالتها واشنطن في افغانستان والتي لم تحقق شىء وفق ما قاله وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف. فقد اعلنت واشنطن الحرب على أفغانستان في أعقاب هجمات سبتمبر 2011، بعدما قالت إن من فجروا برجي مركز التجارة العالمية، هم إرهابيو افغانستان وتنظيم القاعدة الارهابي الموجود على أراضيها. لكن القضية في افغانستان بعد احتلالها من جانب القوات الأمريكية وقوات أوروبية أخرى، لم تكن فقط مطاردة الإرهابيين ولكن احتلال أفغانستان لمضايقة روسيا والصين والتواجد في منطقة استراتيجية هامة وسط آسيا، ونهب مقدرات أفغانستان من الموارد الطبيعية المعروفة عالميا عبر شركات عدة.

 وبعد 20 عامًا من البقاء في أفغانستان، قرر بايدن، سحب القوات الأمريكية، وفقًا لوعود قدمها خلال حملته الانتخابية ولم يهمه إن كان قراره المتسرع – وفق محللين استراتيجيين- هذا بعدما دمر أفغانستان كدولة وتم إفقار أهلها ونهب مقدراتها ستكون له انعكاسات خطيرة جدا على الداخل الأفغاني، مثل الانخراط بقوة في الحرب الأهلية وأكثر من أي وقت مضى.. أم لا؟!

وبالفعل استغلت حركة طالبان الإرهابية، قرار الانسحاب وسارعت للاستيلاء على الأماكن التي أخلاها الجنود الأمريكان وأصبحت اليوم تسيطر على 90% من الأراضي الأفغانية، ورصدت المطارات الأفغانية حركة لـ آلاف من الأفغان الذين قدموا تأشيرات للسفر للخارج، لأنهم لا يعلمون شكل الأيام القادمة.

 أزمة الانسحاب الأمريكي المفاجىء وترك أفغانستان مدمرة، لا دولة ولا جيش حقيقي، يمكن أن يواجه الإرهابيين، لم يكن مشكلة فقط للأفغان العاديين، ولكنه كان مشكلة اكبر لعملاء الاحتلال الأمريكي، هؤلاء الذين تعاونوا مع واشنطن طيلة فترة وجودها سواء “مخبرين أمنيين وجواسيس” أو ما تقول عنهم واشنطن إنهم كانو مترجمين.

ووفق ما نشرته ال بي بي سى، فإن واشنطن تخطط لإجلاء آلاف من المترجمين الأفغان، الذين عملوا لصالح الجيش الأمريكي قبيل سحب قواتها من أفغانستان في سبتمبر المقبل.

حيث تتضمن الخطة إمكانية نقل نحو 50 ألف شخص مع عائلاتهم إلى بلدان أخرى، حيث يخشى مترجمون أفغان “عملاء” عملوا لصالح واشنطن من تعرضهم لأعمال انتقامية على يد حركة طالبان، بعد سحب القوات. وبالفعل تقدم نحو 18 ألف أفغاني للحصول على تأشيرات دخول إلى الولايات المتحدة، لكن الإجراءات المطولة أعاقت دخولهم.

وفي الوقت الذي قال فيه السيناتور الجمهوري، ماكو- كول، الذي دافع عن برنامج الإجلاء، لرويترز، إن نحو 9000 مترجم قدموا طلبات من أجل الحصول على تأشيرات خاصة للهجرة برفقة عائلاتهم، مضيفا: أنت ربما تتحدث عن نحو 50 ألف شخص، لكن ليس هناك من سبيل لتسريع طلبات تأشيراتهم في البلد.

وكشف ماكو-كول إن “الوجهات المطروحة تشمل” الكويت، وقطر، والإمارات، والبحرين.. وأضاف أن العملية ستتطلب الكثير من الطائرات

وازاء حالة من الرعب تنتاب عملاء أمريكا في أفغانستان مع كل يوم يعيشونه، قبل خروجهم من البلد، حاول بايدن طمأنتهم بالقول “أولئك الذين ساعدونا، لن نتخلى عنهم. إنهم يحظون بالترحيب هنا مثلما يحظون بالترحيب في أي مكان آخر؛ إذ خاطروا بحياتهم لمساعدتنا!!

 والذي يحدث اليوم مع القوات الأمريكية وعملاءها في أفغانستان بدأ الحديث عنه في العراق كذلك، بعد أنباء عدة عن سحب القوات الأمريكية من العراق في خلال مستقبل قريب، لكن هؤلاء لم تتضح بعد وجهتهم ولا أين سيتوجهون.

ويرصد محللون، أن هذه هى مشكلة عملاء الاحتلال في كل مكان وزمان، فبعد انتهاء فترات الاحتلال يجدون أنفسهم عرايا في مواجهة الوطن الذي عملوا ضده، ومصيرهم يظل معلقًا، ما بين قتل أو اعتقال أو مطاردة، تكررهذا في ظروف سابقة مع الاحتلال الفرنسي في الجزائر وتونس، وتكرر في أماكن أخرى، وفي العصر الحديث في ليبيا، هو سمة من عملوا مندوبين في غرف حلف الناتو على الأرض في البلاد، إبان نكبة 2011، فقريبًا جدًا وبعودة ليبيا إلى قيادتها التاريخية الحقيقية واستراد الليبيون أرضهم من الإخوان والإرهابيين والعملاء مندوبو الغرب، سيصبحون بالضبط مثل عملاء أفغانستان عرايا من كل شىء، وربما أسوأ ينتظرهم العار والموت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى