تقاريرمحلي

تقرير// اشتباكات الفار وبوزريبة والضاوي بالغرب تفضح علاقاتهم الإجرامية برجال السلطة أمثال المشري والكبير

كشفت الاشتباكات بين الميليشيات في غرب ليبيا، خلال اليومين الماضيين، خارطة النفوذ والاسباب الحقيقية للصراع وعلاقة الأطراف الميليشياوية بالسلطة الموجودة، وفي نفس الوقت غياب الدولة. بعدما شهدت الساعات الماضية اشتباكات ضارية في ضواحي مدينة الزاوية، على بعد 48 كيلو متر غرب العاصمة طرابلس، بين فصيلين من الميليشيات، دون أن تتواجد الدولة أو وزارة الداخلية، رغم اطلاق الرصاص وقذائف الهاون وسقوطها على مدنيين، بعدما اندلع الصراع بين ميليشيا ما تسمى بـ”فرقة الإسناد الأولى” التي يقودها محمد بحرون الملقب بـ “الفار، وكتيبة 55 التابعة لمعمر الضاوي بمنطقة الماية ومحيط كوبري الـ 27 في الطريق الساحلي، واستخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وتفاقمت الأمور بعدما دخلت قوة من ميليشيا ما يسمى بـ جهاز دعم الاستقرار، الذي يقوده الميليشاوي عبد الغني الككلي الشهير بـ”غنيوة”، بقيادة عضو مجلس النواب علي أبو زريبة، إلى جانب الكتيبة 55 التي يقودها معمر الضاوي، وتمكنتا من إيقاع هزيمة بميليشيا “الفار” التي تراجعت إلى مدينة الزاوية، وأكدت العديد من الأنباء سقوط 5 قتلى في هذه الاشتباكات. 

وفي الوقت الذي اعتبر فيه محللون، أن الاشتباكات الضارية بين الميليشيات والتي لم تعلق عليها حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة ولم تتدخل فيها وزارة الداخلية، غرضها افساد الانتخابات القادمة واشاعة مزيد من الفوضى والانفلات قبيل إجرائها بعد شهور قليلة.

قال عالمون ببواطن الأمور، من الشعب الليبي ومتواجدون في أماكن الاشتباكات وبالقرب من هذه العصابات المسلحة، أن ما يدور في المنطقة الغربية، “حرب مافيات وعصابات” على النفوذ، وهى بعلم السلطات الموجودة، فالصديق الكبير راعٍ للعديد من الميليشيات، التي تقبض رواتبها شهريا من المصرف وقد تدخلت للقبض على الإعلامي أحمد السنوسي، قبل يومين بعد الإعلان عن تنظيم مظاهرة أمام المصرف والإخواني خالد المشري، راعٍ رئيسي لميليشيا الفار، ورغم اعتداءاتها الإجرامية قبل عدة أسابيع على مدينة العجيلات، وحرق المحال والمنازل وإغلاق المدينة أبوابها عدة أيام، لم يستطع احد الاقتراب من الفار أو عصابته المسلحة بسبب المشري، وكذلك بوزريبة وهو عضو مجلس نواب، ويقود ميليشيا كبيرة في الغرب الليبي.

وتكشف تطورات الصراع وتوقع نشوب جولات جديدة، إلى الرغبة المستمرة من جانب بوزريبة والميليشيا التابعة له في السيطرة، على كل نقطة بنزين ووقود في الغرب والسيطرة على محطات الوقود، بكل الطرق وبدعم من معمر الضاوي بورشفانة.

على الناحية الأخرى، فإن ميليشيا الفار المدعوم من الإخواني خالد المشري، رئيس المجلس الاعلى للدولة الإخواني، تقوم كذلك بتهريب الوقود والاتجار في المخدرات والكوكاكين بشكل غير مسبوق وتريد السيطرة على المنطقة الغربية، وأمام صراع بين الطرفين على بسط النفوذ  “الفار وبوزريبة” وداعميهما تجددت الاشتباكات خلال الفترة الأخيرة، فكلهم لصوص ومهربين ومدعومين من الموجودين بالسلطة.

وفي واقع الفوضى الموجودة في ليبيا، صنف خبراء الميليشيات والعصابات المسلحة، ما بين المؤدلج دينيًا مثل التابعة لتنظيم الاخوان الإرهابي، وما بين الميليشيات التي نشأت على أسس عرقية ومناطقية مثل ميليشيات الزاوية وميليشيات مصراتة وغيرها، وما بين ميليشيات إجرامية تمتهن الاتجار في البشر وتهريب الوقود والاتجار كذلك في السلاح المخدرات.

المفارقة أن داخلية حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، ورغم اشتعال الأوضاع وسريان الفوضى لم تتحرك للجم هذه الميليشيات أو السيطرة عليها بأي شكل من الأشكال، ويبدو أنها مقتنعة بوجودها تمامًا وداعمة لها..

ويبقى السؤال.. إلى متى تظل البلاد أسيرة للفوضى والدمار هكذا؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى