تقاريردوليمحلي

أسود على أميركا…11 سبتمبر يوم الحساب

أسود على أميركا…11 سبتمبر يوم الحساب

في مثل هذا اليوم قبل عشرين عاما، استفاق العالم على حادث هجوم إرهابي، هو الأشهر في التاريخ الحديث، تعرضت له الولايات المتحدة الأمريكية في عقر دارها حتى أن شبكة (CNN) الإخبارية الأمريكية عنونت تغطيتها للأحداث بعبارة “America under attack” ، ومنذ ذلك التاريخ لم يعد العالم كما كان قبله، قالها بوش الإبن، الرئيس الأمريكي آنذاك: “من معنا فهو حليف لنا، ومن ليس معنا عدو لنا”، فالهجوم أسقط هيبة القطب الأوحد للعالم، بدون جيش أو أسلحة.

ففي الـ 11 من سبتمبر عام 2001 استولت عناصر تابعة لتنظيم “القاعدة” الذي كان يتزعمه السعودي أسامة بن لادن، على 4 طائرات ركاب أمريكية كانت تحلق فوق شرق الولايات المتحدة في توقيت واحد.

بعد السيطرة على الطائرات المختطفة، صدمت طائرتان برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، مما أسفر عن مقتل آلاف الأشخاص.

وضربت الطائرة الثالثة مبنى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، بينما تحطمت الطائرة الرابعة في حقل في ولاية بنسلفانيا، حيث كان الخاطفون يستهدفون استخدامها في مهاجمة مبنى الكابيتول (مقر مجلسي النواب والشيوخ) في واشنطن.

استخدمت الولايات المتحدة الهجوم كذريعة لاحتلال أفغانستان، لإزاحة نظام طالبان بقيادة الملا محمد عمر، والذي كان يأوي أسامة بن لادن، وأيمن الظواهري، وأبرز قيادات تنظيم القاعدة، ومن بعدها العراق، بذريعة امتلاك أسلحة دمار شامل وامتلاك القدرة على تهديد مصالح الولايات المتحدة.

وبعد مرور 11 عام على الحادث، كانت الولايات المتحدة على موعد مع صفعة جديدة، تتلقاها جزاء ما اقترفت يداها، فكما تلقت الصفعة من “القاعدة” الذي صنعته لمحاربة السوفييت في أفغانستان، تلقت الصفعة من إرهابيي بنغازي، أهم أدوات مؤامرة الغرب والناتو على ليبيا في فبراير 2011.

ففي 11 سبتمبر 2012، قادت ميليشيا مسلحة هجوما على مقرّ القنصلية الأميركية في مدينة بنغازي، تسبب في مقتل السفير الأميركي كريس ستيفنز بالإضافة إلى 3 من موظفي القنصلية.

وحمّلت الولايات المتحدة الأميركية مسؤولية الهجوم لأحمد بوختالة الذي اعتقلته خلال غارة نفذتها القوات الأميركية الخاصة بليبيا في يونيو 2014، ونقلته إلى أميركا، ليواجه عقوبة السجن لمدة 22 سنة، كما نفذت قواتها الخاصّة عملية سريّة في مدينة مصراتة، عام 2017، ألقت فيها القبض على القيادي بتنظيم “مجلس شورى درنة” مصطفى الإمام، لدوره المفترض في عملية الهجوم على قنصليتها ببنغازي.

وفي نوفمبر 2018، كشف رئيس النيابة العسكرية ببنغازي علي ماضي، عن تفاصيل جديدة بخصوص العملية، قائلا إن “أحمد بوختالة، والقيادي بتنظيم القاعدة مختار بلمختار، وزعيم تنظيم أنصار الشريعة محمد الزهاوي هم العقول المدبرة للهجوم”

وتابع ماضي: “عُقد اجتماع في أحد منازل الإرهابيين بمنطقة الصابري، وكان من بين الحضور بوختالة، وسفيان بن قمو زعيم تنظيم القاعدة في درنة، ناقش ضرورة تنفيذ عملية ضدّ المصالح الأميركية، وتم اختيار بعثة الولايات المتحدة في بنغازي لتكون هدفاً للهجوم تزامناً مع أحداث 11 سبتمبر، مضيفا أن الهدف كان خطف السفير “كريس ستيفنز” وليس قتله، من أجل مبادلته مع الإرهابي خالد بن شيبة المعتقل في غوانتنامو”.

وأشار إلى أن هذه الجماعة الإرهابية، “استغلت أزمة الرسوم المسيئة للرسول، وقامت بحشد عدد من المحتجّين للتظاهر أمام مقر السفارة، ثم تحركت من جهات مختلفة على 4 مجموعات مسلّحة، الأولى تابعة لتنظيم أنصار الشريعة بقيادة محمد الزهاوي، والثانية تحت قيادة آمر ميليشيا أبو عبيدة أحمد أبو ختالة، والثالثة مجموعة تابعة لمختار بلمختار”.

وأكمل”أثناء الاحتجاجات أمام السفارة، اشتبكت المجموعات الإرهابية مع قوة حماية السفارة وبعد انسحاب القوة، تم اقتحام السفارة وقصفها بقذائف “آر بي جي”، ولدى اكتشاف مقتل ستيفنز، تم إعطاء الأوامر بالانسحاب بعد فشل خطّة اختطاف السفير”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى