من جنون الإنفاق إلى جنون النفاق: حكومة الدبيبة تدخل مرحلة الشعبوية “المتنطّعة”..
من فضيحة الـ كاتربيلار والتجهيزات البيئية التي نسبتها لنفسها وكذّبها الـجنتلمان الأمريكي بلا ضجة، إلى مهزلة ادعاء ايفاد الطلاب الليبيين إلى إيطاليا، فرارا من شبح معاهدة الصداقة التي أبرمها القذافي عام 2008، فكذّبها الطليان ببيان رسمي، يبدو أن حكومة الدبيبه قد وصلت “منطقة الـ لا سقف”.. فالجماعة قد اعتادوا ضجة التصفيق اليومي واستعذبوا الاستعراض اليومي لـ”لإنجازات الحملة الانتخابية غير المعلنة” حتى أصبحوا لا يتورّعون عن السطو على الهبات والصدقات والعطايا التي يفترض أنها واجبات أصيلة من الدولة للمجتمع.. وكم كان حريّا بهذه الحكومة أن توجه بعض الملايين أو الآلاف لشراء تجهيزات بيئية لكل بلدية في ليبيا حتى تحفظ ماء الوجه بعد الذي جرى.. وكم كان حريّا بها ألاّ تبخس الناس أشياءهم، وتعلن أن إيفاد الطلاب إلى إيطاليا إنما يندرج في اطار تطبيق بعض بنود معاهدة الصداقة الليبية الإيطالية!!
إن طريق الشعبوية يغري من يسلكه، ويغرقه في العُجب والرياء والزّهو لكنه سرعان ما يصطدم بالواقع.. والواقع هنا هو أن المعلومة قد أضحت ملك الجميع.. والفضاء الإعلامي المشاع لا يشجع كثيرا على الاختلاق والانتحال والادعاء..
لسنا من حساد الدبيبه ولا من أعدائه أو خصومه المباشرين لكن هذا الأسلوب الذي يكلف الليبيين الكثير، ويؤسس لسلوك سياسي قائم على التحذلق والمخاتلة هو آخر ما تحتاجه ليبيا، وآخر ما يحتاجه مجتمع السياسة في هذه المرحلة.. ولا شكّ أن الدبيبه يدفع ثمن السلوك الشعبوي بمثل هذه الفضائح التي لن تظل منحصرة في شخصه، إنما سترتبط بالموقع والمنصب وبالمؤسسة وتفتح بابا يسيء إلى قيم السياسة وأخلاقها..
