أفريقيا الوسطى تكشف مافيا إخوانية تضم أعضاء بالحكومة للاستيلاء على ممتلكات ليبيا بالخارج

أفريقيا الوسطى تكشف مافيا إخوانية

كنتيجة منطقية للضعف والتراجع الذي أصاب الدولة الليبية، خلال العشرية الأخيرة، تعرضت مقدرات الشعب للنهب بالداخل والخارج، وحاول العديد من العاملين بالسفارات والبعثات الدبلوماسية الاستيلاء على ممتلكات ليبيا، آخرها في دولة أفريقيا الوسطى.

وفي هذا السياق، سلط موقع “لابوتينيل” الإخباري في أفريقيا الوسطى، في تقرير نشره، على مديري الشركة الليبية للاستثمارات الأفريقية “لايكو” التي تدير فندق ليدجر بلازا .

وقال تقرير “لابوتينيل”، إن الفندق شهد مؤخرًا تطورات مؤسفة عقب المناورات المخادعة لبعض الطامعين الذين يسعون للاستيلاء على هذه الأصول الليبية لتمويل شبكات المافيا الخاصة بهم”، موضحا أن هذه التطورات جاءت عقب زيارة مفاجأة قام بها عضو المجلس الرئاسي عبدالله اللافي إلى أفريقيا الوسطى، مشيرا إلى أن عمال الفندق قاموا بطردهم، ولم يسمحوا لهم بالدخول واتهموهم بالفساد والتفريط في ممتلكات ليبيا.

وأوضح الموقع، أنه تم افتتاح الفندق الذي افتتح عام 2012، واصفا إياه بأنه “تحفة معمارية”، وأنه حقق في البداية نجاحا كبيرا وأصبح يدر الأموال، قبل أن تضربه الفوضى وتسوء الخدمات وتثقله الديون والضرائب.

ودلّل التقرير على الفوضى التي ضربت الفندق قائلا: “بدأ الفندق في الانحدار الحقيقي مع مديرين ليس لديهم خطة استثمار، وتعطل تكييف الهواء في الطابق الثالث من هذا الفندق ذي الخمس نجوم، والمياه المباعة للزبائن غير صالحة للشرب فضلا عن الأطباق الموبوءة التي تقدم لهم”، مردفا: “على المرء فقط أن يغامر بالدخول إلى هذا الفندق حتى يشم رائحة القذارة النتنة، هذا دون الأخذ بعين الاعتبار معاناة موظفيه الذين لم يكن لديهم سوى البكاء”

وتابع التقرير: “في عام 2014 تولى فريق جديد زمام الأمور، وقام الفريق بتقييم الوضع للبدء في حل المشاكل التي تواجه الفندق تدريجياً من خلال تسوية الديون ودفع رواتب الموظفين وحتى زيادتها لاستعادة صورة علامته التجارية”

وذكر التقرير، أن القائم بالأعمال بسفارة ليبيا في جمهورية إفريقيا الوسطى عبدالمجيد اشتيوي قام في وقت لاحق بتمكين فريق الإدارة الجديد من الفندق، الا أنه رضخ للتهديدات وقال بأنه لن يعترف بهذا الفريق.

وأكمل التقرير: “لكن وفقًا للمعلومات الواردة من مصادر موثوقة للموقع، فإن رد فعل القائم بالأعمال نابع من حقيقة أن الفندق له حساب به مبلغ كبير من المال في مصرف BSIC ولهذا السبب هدد اشتيوي وشبكته في السلطات الليبية المدير العام لمصرف BSIC وأمروه بالإفراج عن حساباتهم، حيث كان المدير العام لـ BSIC يعارض الإفراج عن الحسابات على الرغم من ضغوط هذه المافيا وقد دعمته السلطات وعلى رأسها رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والشرطة الذين عارضوا هذه المافيا التي يتزعمها القائم بالأعمال الليبي والمتواطئين معه في الظل، بحسب وصف التقرير.

• محاولات الاستيلاء على الفندق

ورأى التقرير، أنه من الواضح أن هدفهم هو السيطرة على الممتلكات الليبية في جمهورية إفريقيا الوسطى وتبديدها بتواطؤ مافيا مجموعتهم ، التي يشغل بعضها مناصب عليا داخل الحكومة المعترف بها في طرابلس، وبالنسبة لسلطات إفريقيا الوسطى وعلى الرغم من كون الفندق ملكًا للدولة الليبية ، إلا أنه جوهرة معمارية توفر العمل لعدد من مواطني إفريقيا الوسطى وتساهم في اقتصاد البلاد من خلال دفع الضرائب”

وأشار التقرير إلى أن سلطات إفريقيا الوسطى تريد فقط أن يتم بيع الفندق وفقًا للمعايير أي أنه من الضروري الانتظار حتى تأتي سلطات جديدة منتخبة بعد إجراء الانتخابات في ليبيا، مبينا أن موقف سلطات أفريقيا الوسطى قطع الطريق أمام بعض المزورين الليبيين المتورطين في مجموعة غسيل الأموال والذهب مع المنظمات الدولية من أجل الاستيلاء على هذا الفندق وتمويل الإرهاب والجماعات المسلحة في ليبيا .

وسلط التقرير كذلك على القيادي في جماعة الإخوان المسلمين والمدير العام لشركة ” لايكو ” تونس عمر علي محمد رحومة، واصفا إياه بأنه واحد من مجموعة المافيا ضمن مجموعة لايكو وأنه رجل متنفذ وخطير ويمول الجماعات المسلحة في ليبيا.

وأكمل التقرير: “باع رحومة مؤخرًا فندقًا آخر في دولة بوركينا فاسو، وأنه سبق منعه مرتين من دخول افريقيا الوسطى لكنه تمكن من التسلل بين الوفد الليبي الذي وصل مؤخرًا، متسائلا: “ما الذي يبحث عنه رحومة بالضبط في جمهورية إفريقيا الوسطى؟ ”

وأردف التقرير: “أعلن رحومة نفسه المدير العام للفندق مما أثار استياء فريق الإدارة الحالي”، وزاد: “كان رحومة في مهمة مكلف بها والغرض منها لا يزال مجهولاً ويقال أنه منذ وصوله عقد بانتظام اجتماعات سرية مع أشخاص مشبوهين داخل الفندق نفسه”

واستطرد التقرير: “بفضل يقظة سلطات أفريقيا الوسطى وبعد نظر الشرطة فقد تمكنوا من القبض على هذا الإخواني ووضعوه قيد الإقامة الجبرية في انتظار إجراء مزيد من التحقيق، وفتحت الإجراءات القضائية ضده علاوة على إصرار رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى على عدم الإفلات من العقاب وبأنه لن يدع الفوضى تترسخ في بلده وتصيب مواطنيه بالعدوى”

وتابع التقرير: “باسم روابط الصداقة والأخوة التي تربط منذ فترة طويلة جمهورية إفريقيا الوسطى وليبيا، فلا تنوي الأولى إطلاق العنان لهذه المافيا التي تريد الاستفادة من الاضطرابات في ليبيا لبيع ممتلكاتها”

 

Exit mobile version