دوليمحلي

أوضاع المهاجرين في ليبيا.. مأساة يندى لها الجبين وتعتصر القلوب

أوضاع المهاجرين في ليبيا

كان الوقت سحرا والصقيع لم يجعل للنوم في العراء طعما… التف الكثير من المهاجرين تحت أضواء باهتة وشعلات من نار

متفرقة هنا وهناك وتفرق آخرون تحت العتمة، متدثرين ببطاطين الإغاثة الخشنة وهمهمات أصواتهم تبعث دف وونس.

 

هذا حال المئات من المهاجرين المتكدسين على قارعة الطريق قرب مبنى مفوضية اللاجئين في منطقة السراج بطرابلس بعد أن تم طردهم من قبل الحكومة دون إيجاد حل لهم.

هذا ما كان عليه مشهد المعتصمين قبل أن تقتحم قوات من الداخلية خلوتهم وتعتقلهم بشكل تعسفي وفق بعض الفارين،

نتج عنه استخدام العنف الشديد الذي وصل حد إطلاق النار وحرق ما تبقى من أغراض يمتلكونها …

ليتم نقلهم لمركز إيواء عين زارة الذي ضاق فيه المهاجرين الغير شرعيين الأمرين حسب روايات كثيرة نقلت شهادات مروعة

عن الحال والأوضاع المزرية  التي يعيشها الإنسان داخل هذه المراكز.

أماكن رديئة التهوية بلا فراش نظيف، لا طعام لا ماء، ومساومات لطلب فدية من ذويهم مقابل إطلاق سراحهم من الاحتجاز التعسفي

عدد من المهاجرات اللاتي حالفهن الحظ و استطعن الفرار تحدثن عن تعرض المحتجزين للابتزاز الجنسي فيما تعرض المئات إلى الاختفاء القسري

منظمات حقوقية

وفقا لمنظمات حقوقية فإن السلطات الليبية اعتقلت مؤخرا أكثر من 600 مهاجر ولاجئ كانوا يعتصمون منذ أشهر أمام مكتب

سابق للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في طرابلس

من جانبها طالبت منظمة العفو الدولية السلطات الليبية بإطلاق سراح المئات من طالبي اللجوء والمهاجرين، وذلك بعد أن

“قامت الميليشيات باعتقالهم بشكل تعسفي بعد الفض العنيف للاعتصام في طرابلس”.

ودعت منظمة العفو الدولية “السلطات التحقيق في الاستعمال غير القانوني للقوة وتقديم الرعاية الصحية للمصابين”.

وبحسب مدير المجلس النرويجي للاجئين داكس روك فإن المعتقلين بينهم نساء وأطفال، ونقلت المنظمة عن شهود إن

عملية الاعتقال شهدت عنفًا، وأصيب خلالها عدد من  المهاجرين بطلق ناري، كما تم حرق خيم اللاجئين المعتصمين أمام

مقر المفوضية التي أغلقت أبوابها منذ الكانون ديسمبر الماضي.

وضع مأساوي تتفاقم فيه معاناة المهاجرين واللاجئين مع فشل حكومة الوحدة المؤقتة في التعامل مع هذا الملف الذي سيبقى وصمة عار في جبين الحكومات المتعاقبة منذ 2011

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى