تقاريردوليمحلي

مفاجأة…الشاب التشادي نصر “نصاب” والخاطفون رفاقه وشركاؤه

الشاب التشادي نصر “نصاب” والخاطفون رفاقه وشركاؤه

لم يكن إطلاق سراح الشاب التشادي نصر محمد اسحاق هو الفصل الأخير في قصته، التي حازت اهتمام قطاعات عريضة

من الليبيين والتشاديين على السواء، وأثارت غضبا عارما وموجة تعاطف، قبل بضعة أيام، على مواقع التواصل الاجتماعي.

فبعد انتشار مقطع مصور يظهر تعرض الشاب التشادي للتعذيب على يد عصابة للاتجار بالبشر في جنوب ليبيا، وطلبهم فدية

قدرها 60 ألف دولار أمريكي مقابل إطلاق سراحه، عبرت وزارة الخارجية التشادية عن استيائها من تعرضه للتعذيب واصفة

إياه بـ “الفعل غير الإنساني”

وقالت الخارجية التشادية، في بيان لها: “هذه الصور البغيضة التي تناقلتها شبكات التواصل الاجتماعي توضح المواقف المهينة

وغير الإنسانية التي يتعرض لها المهاجرون الأفارقة على الساحة الدولية”

ومع موجة التعاطف مع الشاب التشادي، ولاسيما من الشباب ورواد مواقع التواصل الاجتماعي في ليبيا، تكفلت سيدة تدعى

“فاطمة صبور درية” بدفع الفدية المطلوبة لإطلاق سراحه، وظهر نصر في فيديو آخر يشكر فيه كل من ساعده قائلا: “ما قصرتوا..وقفتوا زي راجل واحد”

لكن الأمر برمته تكشف، واتضح أن كل ما سبق هو محض ادعاءات وحيلة وعملية نصب قام بها هذا الشاب ومجموعة من

أصدقائه، وهو ما دفع بالسيدة فاطمة، التي تحركت بدوافع إنسانية، إلي المطالبة بالقبض على الجناة ورد أموالها 35 مليون فرنك سيفا.

• كشف الجريمة

ولأنه من المعروف أنه “لا توجد جريمة مكتملة التدابير”، تم اكتشاف واقعة النصب التي دبرتها عصابة نصر ورفاقه، حيث سجل

مراقبون عددا من الملاحظات والأخطاء التي وقعوا فيها، شككت في صحة الواقعة وأدت في النهاية إلى كشف ملابساتها، وهي:

• نشر الخاطف مقطع مصور يسهل تتبعه إلكترونياً من قبل الإنتربول الدولي وتحديد موقع النشر وهوية الناشر، لأنها جريمة عابرة للدول.

• ذكر الخاطف المبلغ المُراد دفعه وهو 35 مليون فرنك سيفا وهذا بحد ذاته كشف لهوية المشاركين في العملية، وجنسياتهم

وذلك لأن العصابات الإجرامية عادة لا تستخدم في تداولاتها المالية العملات المحلية أصلاً، وتطلب الفدية إما باليورو أو الدولار.

• أغلب من اختُطفوا من التشاديين في ليبيا أو في محيطها يتم التواصل مع أهلهم هاتفيا لطلب الفدية، تفاديا لتتبعهم من

الأجهزة الأمنية، وإذا افترضنا جدلا أنه رفض إعطائهم أرقام هواتف معارفه، لكن الطبيعي أنهم سوف يجبرونه أو يضطرون

لفتح هاتفه ومعرفة الأرقام وانتهى الأمر.

• الأتربة التي ظهرت على وجه الشاب نصر لا تنتمي إلى طبيعة تلك التربة الصحراوية التي عُرض فيها المخطوف.

• الدماء التي ظهرت في أنف المخطوف هي أشبه بدماء سالت نتيجة كسر في الأنف، بينما عند ظهوره في الفيديو الثاني

بعد إطلاق سراحه كانت أنفه سليمة تماما.

• المبلغ المذكور في المقطع سوف تتم مراقبته في جميع التحويلات البنكية في دول المنطقة من وإلى، وبهذا الأسلوب

سوف تكشف القضية برمتها والقائمين عليها من قبل الأجهزة الأمنية المختصة، وحتى لو اعتمدوا طرقاً تقليدية فهذا سوف

يسهل القبض عليهم أكثر.

• تم إطلاق سراح الشاب في فترة وجيزة تكاد تكون خيالية.

• ذكر الخاطف في المقطع أن المخطوف كان يركب سيارة مصفحة، فكيف لجندي متمرس يقود سيارة مصفحة في أرض غير آمنة ومعه فقط سكين صغير كيف أمسكوا به !!؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى