تقرير يرصد// كيف توقع القائد الشهيد معمر القذافي بمآلات الأزمة الأوكرانية وأسباب الحرب قبل سنوات
تتلبد سماء شرق أوروبا بغيوم الحرب نتيجة استفحال الأزمة الأوكرانية، وفيما تشهد الأروقة الدبلوماسية الأوروبية والأمريكية محاولات متسارعة لنزع فتيل الأزمة ، تحتد لهجة المسؤولين السياسيين والعسكريين في امريكا وأوروبا من جهة وروسيا من جهة أخرى، وبات الحديث عن حتمية الحرب مادة يومية على ألسنة أولئك المسؤولين ، خصوصا بعد أن طال انتظار الرئيس بوتين للرد الغربي على المقترحات المكتوبة التي كان وزير خارجيته لافروف قد قدمها إلى نظيره الأمريكي لينكن قبل نحو شهر والخاصة بالضمانات الأمنية التي تطلبها روسيا من الغرب دون أن يرد الغرب حتى الآن ، وكان القائد الشهيد قد توقع في تصريحات ومقالات له بين عامي 2007 و2010 أن يأخذ التصعيد في الأزمة الأوكرانية هذا المنحى نتيجة المحاولات الغربية الدؤوبة، لقضم كل من اوكرانيا وبيلاروسيا بغرض مد نفوذ حلف النيتو، إلى الحدود الروسية مباشرة كي يستكمل الحلف الطوق الذي بدأه بتركيا عقب الحرب العالمية الثانية ، لقد ظلت اوكرانيا عدة قرون جزءا من روسيا القيصرية، ثم حين ولد الاتحاد السوفييتي عام 1917 أصبحت اوكرانيا جزءا منه إلى أن انهار الاتحاد السوفييتي عام 1991 فتحصلت اوكرانيا على استقلالها، منذ ذلك الوقت بدأ الصراع على النفوذ في أوكرانيا بين موسكو وواشنطن التي استمرت في محاولاتها لمحاصرتها روسيا رغم انتهاء الخلاف العقائدي بين الرأسمالية والشيوعية ، ونجحت امريكا في تدبير ما أسماه الإعلام الغربي بالثورة البرتقالية عام 2004 في اوكرانيا وجاء يوشينكو الموالي للغرب إلى السلطة عبر الانتخابات ليحتدم الصراع بين روسيا والغرب ، في ذلك الوقت اقترح القائد الشهيد معمر القذافي خلال زيارته إلى كييف في 2008 انضمام اوكرانيا إلى حركة عدم الانحياز كي تفلت من الصراع الدولي عليها، طلب ذلك من الرئيس يوشنكو ومن رئيسة الوزراء تيموشنكو من موقع حرصه على السلام العالمي والحيلولة دون الانزلاق إلى حرب مدمرة في شرق أوروبا قد تتطور إلى حرب عالمية ثالثة ، ثم في انتخابات الرئاسة عام 2010 وصل إلى السلطة في اوكرانيا يانوكوفيتش المقرب من موسكو ، ومرة أخرى ضرب الغرب بالديموقراطية عرض الحائط وحرض الموالين له على إثارة القلاقل فهرب يانوكوفيتش إلى موسكو ..
اليوم وفي حماة الصراع المفتوح، على كل الاحتمالات في اوكرانيا يفتقد الشرق الأوروبي وتفتقد اوكرانيا بالذات حكمة ورؤية القائد الشهيد معمر القذافي وسعيه الدؤوب لمنع نشوب الحرب في أوروبا والعالم.
