تقاريرمحلي

في الذكرى الـ 11 لقصف “رتل الشرف”..هكذا واجه النبلاء الضباع

تمر اليوم الذكرى الـ 11 على قصف الرتل المتجه لبنغازي، حينما أصدر القائد الأعلى للقوات المسلحة العربية الليبية الزعيم معمر القذافي، في الـ 17 من مارس عام 2011 على تمام الرابعة عصرا، أوامره للقوات بقيادة اللواء المعتصم بالله القذافي، بالتحرك إلى بنغازي لتحريرها، على أن يتم الانطلاق في تنفيذ المهمة على الساعة السادسة من صباح اليوم التالي.

وتم تقسيم المحاور إلي ثلاث :
1. محور قنفودة
2. محور القوارشة
3. محور بنينا

وتسليم اجدابيا إلى قائد قوة الردع

تضمنت الأوامر السيطرة على القوات وتنفيذ أوامر غرفة التعليمات دونما تأخير، وكان الهدف الرئيسي مدينة بنغازي والسيطرة على الأهداف المحددة لكل قوة والتعامل مع مصادر النيران بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة باتخاذ أقرب المواقع والنقاط للاشتباك مع مصادر النيران، واستهداف الخونة والعملاء والزنادقة.

وورد في الأوامر، أنه على مندوب المخابرات والشرطة العسكرية متابعة مجريات المعارك المباشرة وتولي التحقيق والقبض على الزنادقة والعملاء ونزع السلاح من الشباب المغرر بهم وعدم استخدام القوة تجاههم مع التحفظ عليهم لحين انتهاء المعارك لحمايتهم، وعلى الشرطة العسكرية والمخابرات القبض فوراً على كل من يحاول المساس بالمواطن أو ممتلكاته أو الإعتداء على خواص المواطنين أو استغلال حالة الفوضى، مشددة على عمليات الرتل بالتنسيق مع جهاز الأمن الداخلي وتسليمهم المقبوض عليهم .

وكشف آمر محور بنغازي جملة من التفاصيل، في تصريحات صحافية في الذكرى الثامنة، قائلا: “وجب التوضيح إن النظام كان سيد الموقف لتنفيذ التعليمات والسيطرة، لا أنكر وجود بعض التجاوزات من قبل بعض الشباب المتحمس إلا أننا سيطرنا على كل ذلك بعقلية عسكرية منظمة فلا تهاون مع التعليمات ولا مجال لقبول الفوضى ونحن نتأهب لخوض مصير مجهول وكنا على أعتابه في “قاريونس” فالهدف بنغازي حبية القائد وحبيبة الليبيين وأهلها أهلنا إلى حد تم منعنا من ضربها بالآليات والمدافع التي كان مداها يصل لــ 40 كم ، والتضحية بأرواحنا إن وجب الأمر وهو واجب بضرورة خوض اشتباكات عن قرب تجبناً لتدمير المدينة أو قتل أهلها رغم إن كل بنغازي كانت تحت مرمى آلياتنا وقواتنا وعن بعد و هدفنا هو العملاء والخونة والزنادقة، من كان حينها بعض أهل بنغازي يجهلون إنهم حقيقة سرطانية موجودة بينهم ولكننا كنا ندرك حقيقة وجودهم ونعلم من هم وما هي أهدافهم وأسباب تواجدهم”.

وتابع: “للتاريخ كان هناك تعاون من أهالي بنغازي الذين أدركوا حقيقة المؤامرة وكانوا ينتظرون دخول الجيش بشوق لتخليصهم من زمرة العملاء وتخليص أبنائهم المغرر بهم من هذا الشرك، وكنا حريصين على الأرواح وعلى الممتلكات وعلى الأمن والآمان بل أكثر من ذلك كنا حماة للقانون وللدولة وسيادتها فلا غرابة أن تكون التعليمات حتى في حالة القبض على الجناة أن يتم تسليمهم للجهات ذات الاختصاص”

وأكمل: “منذ البدء كانت النية خالصة لله وللوطن ولم تكن لدينا نية الاعتداء أو الانتقام كما تردد حينها في وسائل الإعلام المغرضة على ألسنة الخونة من باعوا بلادهم وترابهم على طبق من ذهب للغريب، لم نكن مرتزقة ولم تكن “حبوب الفياجرا” في جيوبنا بل كانت المصاحف وحدها لصيقة بالقلوب والنوايا، ولم نغتصب ولم نعتد ولم ندمر ولم نقتل لمجرد القتل بل كنا في وضع الدفاع عن النفس أكثر من الهجوم»

وأضاف آمر محور بنغازي: « أذكر أنه يوم 18 مارس كانت ساعة التحرك عند السادسة صباحاً لدخول بنغازي ولم تكن هناك مقاومة تذكر بل مجموعات مبعثرة من منطقة لأخرى ومن طريق لأخر كان بمجرد اشتباكهم مع قوات الإستطلاع كانوا يهربون وبفرون من مواقعهم، ما جعلنا نشعر بالآسف التغرير بالكثير من المراهقين تحت سن 18 معهم أسلحة خفيفة وعند القبض عليهم والتحقيق معهم كانوا يقولون إنهم جاؤوا للتصدي للمرتزقة أذكر مما أذكر وما هزنا يومها أن أحد الشباب الذين صدقوا ” كذبة المرتزقة ” تفاجأ بوجود زوج شقيقته بين وحدات الجيش فانهار بالبكاء، وقال: “فعلاً نحن مغرر بنا”

واستطرد قائلا: “مع هذا جاءت الأوامر مباشرة من اللواء المعتصم بالله القذافي بإخلاء سبيل كل من هم مغرر بهم، للتاريخ وليس للتشفي كان بمقدرونا كقوة تدمير بنغازي وتسويتها بالأرض ولكننا لم نفعل، كان بمقدرونا اتباع سياسة الأرض المحروقة ولكننا تجنبنا ذلك بهدي من الله وتعليمات قائدنا ومن قتل خلال الاشتباكات التي أجبرنا للتعامل معها كمصادر للنيران عن قرب كانوا معظمهم مجموعات متطرفة بجنسيات مختلفة عربية وأجنبية تم التعرف عليهم من خلال هوياتهم »

وأردف: “هذا ما زادنا إصرارنا على التقدم وتعزيز محور القوارشة بقوة من محور قنفودة وبنينة وطالت المعركة في محور القوارشة مع الزنادقة من استغلوا بيوت المدنيين كمصادر للنيران ولم تكن لدينا القدرة ولا التعليمات على استخدام الإسلحة الثقيلة حفاظا على أرواح المدنيين وهذا ما تم استغلاله من قبل العدو بل تم تدمير الكثير من البيوت وتفجيرها من قبلهم، مدعين أن الجيش هو من قام بذلك”

وزاد: “أمام هذا الوضع كان لابد من الإنسحاب والتمركز من جديد في المنطقة المقابلة للقوراشة على إن يتم إعادة الهجوم فجر 19 مارس، وكنا نتوقع أن “المعتدلين” من قيادات بنغازي ربما يجنبوننا كل هذه الخسائر في الأرواح والعتاد ويسمحون بدخول الجيش بشكل سلمي لتطهير المدينة ولم نكن ندرك حجم الخيانة، وأن في هذا الوقت الذي كنا نحن نرتكز فيه على الحكمة ونماطل الهجوم بشكل عدواني إن تكون تلك “السويعات” هي التي سيحسم فيها مصيرنا من قبل الخونة والعملاء بتوجيه ضربات الطائرات الفرنسية إلى “رتل الشرف” وتدمير قرابة 70% منه قبل صدور قرارات مجلس الأمن فتم استهداف الرتل في مؤخرته ليتم القضاء على الإمدادات، ثم تلتها الضربة الثانية في مقدمة الرتل لندخل بعد توالي الضربات في حالة من الفوضى والتشتت والانقسام أعترف إن الإنهيار قد حل فوق سمائنا سحابة لم تنجلي ذاك اليوم ولعدة أيام، ولم نستوعب الفاجعة ولا أدري كيف استجمعنا عزمنا وتباثنا من جديد لنقاوم بعد هذا اليوم لأكثر من 8 أشهر.

وواصل: “شهدت تلك الفترة واحدة من أكثر الحروب الإعلامية الموجهة شراسة حيث تم الحديث عن قوات مرتزقة في طريق الى تدمير بنغازي، وتم الترويج لذلك على صعيد واسع عربيا ودوليا، مع فبركة للصور والمعلومات، وظهر على شاشات التلفزيون من يزعم العثور على حبوب الفياغرا في جيوب العسكريين النظامين وزعم أنهم يدخلون المدينة لاغتصاب نسائها، وكان كل ذلك لتبرير التدخل الفرنسي المباشر بتمويل قطر وبتخطيط من برنارد ليفي الذي كان عرّاب الأحداث المأساوية في ليبيا وراعي المتمردين الأول اكتشف العالم لاحقا أن التدخل الدولي لم يكن ناتجا عن معلومات أكيدة ولكن عن إشاعات وتقارير إعلامية مفبركة شاركت فيها قوى إقليمية ودولية وغرف عمليات متخصصة وأبواق مأجورة تم تمويلها بملايين الدولارات من خزانة المال القطري وغطاء سياسي فرنسي سرعان ما وجد الدعم من الرئيس الأمريكي باراك أوباما وإنخرطت فيه دول عربية عربية وأجنبية ما أدى الى تدمير كيان الدولة الليبية ونهب ثرواتها وإنتهاك سيادتها وهو ما لا تزال تعاني منذ 9 سنوات”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى