محمد موسى يكتب
أن يصف الرئيس الأمريكي، جو بايدن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه مجرم حرب فذلك أمر
يثير السخرية في موضع لا يستحق سوى الرثاء ، لأن تاريخ رؤساء أمريكا في العقود الثلاثة الماضية
فضلا عن ما قبلها عبارة عن مستنقع للدماء بحجم المحيطين الأطلنطي والهاديء معا، ولقد دفع مليون
ونصف مليون عربي حياتهم ثمنا لحروب شنتها امريكا على بلدانهم ، من اول جورج بوش الأب من
1989 إلى 1993، ثم بيل كلينتون من 1993 إلى 2001 ثم جورج بوش الابن من 2001 إلى 2008
ثم باراك أوباما من 2008 إلى 2016 ، سبع وعشرون عاما لم تتوقف فيها آلة الحرب الأمريكية لحظة واحدة عن حصد أرواح العرب والمسلمين ، من العراق الى اليمن إلى ليبيا الى سوريا إلى الصومال إلى لبنان ، وحتى بعد أن خلف دونالد ترامب باراك أوباما في البيت الأبيض لم تتوقف الحروب القديمة لا في ليبيا ولا في العراق ولا في سوريا ولا في أفغانستان ، وفي ليبيا لم تقتصر الحرب الأمريكية ضد الشعب الليبي على الجانب العسكري بل طالت نهب ثروته واستباحة سيادته وتدمير دولته ووضع ليبيا تحت وصاية دولية باسم الشرعية الدولية المزيفة ..
الحقيقة، أن وصف بايدن الرئيس بوتين بأنه مجرم حرب ينطبق اولا واخيرا عليه هو ، فقد كان نائبا لاوباما حين قررت امريكا قيادة 40 دولة للعدوان على ليبيا عام 2011 ومسؤوليته بالتالي عن الإجرام الامريكي في حق ليبيا ممتدة منذ ذلك التاريخ وحتى الآن ، ولقب مجرم الحرب لا ينطبق على أحد في العالم مثلما ينطبق عليه هو بخسارة عشرات آلاف الليبيين أرواحهم على يده الملوثة بدماء الأبرياء في كل مكان من الأرض الليبية.
