دوليمحليمقالات

الأمين يكتب: أنانية الغرب وإغراق أوكرانيا بالسلاح

الأمين يكتب: أنانية الغرب وإغراق أوكرانيا بالسلاح

كتب الكاتب محمد الأمين مقالا عن مصالح وأنانية الغرب تجاه أوكرانيا، مشرين إلى إغراقهم كييف بالسلاح بهدف تحطيم روسيا.

وعنون الأمين مقاله بـ “أنانية الغرب وإغراق أوكرانيا بالسلاح.. هل في ذلك مصلحة للشعب الأوكراني؟” وقال فيه:

طوت الحرب الروسية الأوكرانية شهرها الأول بحصيلة هائلة من اللاجئين والمهجّرين ومشهد من الدمار لا يختلف كثيرا عمّا رأته البشرية في حروب مروّعة أخرى شهدتها أوروبا وآخرها حرب يوغوسلافيا.. وعلى الرغم مما يبدو من وجود مقاومة أوكرانية للغزو الروسي، وصمود في بعض المدن ذات الكثافة السكانية العالية في جنوب أوكرانيا بالخصوص، فإن هنالك أسئلة كثيرة يطرحها المتابعون وحتى المواطنون الأوكرانيون أنفسهم بشأن مآلات الحرب.. فالمؤكد وفق كل المعطيات والموازين بأن هزيمة أوكرانيا أمرٌ لا يمكن تفاديه بالمرّة.. وأن كل يوم يمرّ من أيام الحرب يقرّب الهزيمة من زيلينسكي وجيشه، لكنه كذلك يكلّف قدرا من الخسائر المادية والبشرية يصعب كثيرا تعويضه، وأن الذهاب بعيدا في كسر إرادة بوتين سيؤدي به إلى اتخاذ خطوات عدائية سوف تصنع مآسي لكل العالم..

إن الشعب الأوكراني يتكبّد حصيلة مؤلمة وغير عادلة ليس بسبب عدم عدالة حرب بوتين، فهذا أمرٌ لن أناقشه في هذه المساحة، بل بسبب مقامرات ومغامرات القيادة السياسية الأوكرانية في التعامل مع قدَرٍ اشتركت في رسمه الجغرافيا مع السياسة ومع التاريخ..

فهذا البلد يُرادُ له لحسابات غربية أن يكون عدوّا لقوّة عظمى تستطيع التهامه في أي وقت.. ولديها من وسائل الدمار ما يمكن أن يحوّله إلى كومة من الركام في غضون ساعات.. ومنطق العداء قامت بتغذيته عوامل لا علاقة لها بمصالح الشعب الأوكراني ولا بتاريخه داخل “العالم الروسي” كفضاء جيوسياسي أصيل.

وبعد أن اقتضت المصالح أن يضع خصوم روسيا على رأس الحكم في أوكرانيا نخبة شعبوية متعصبة مرتبطة بالغرب تقود البلد نحو منطقة عداء خطيرة سرعان ما أغرقته في هذه الحرب الكريهة.. ها نحن اليوم نرى إغراقا من نوع جديد، هو إغراق كافة أنحاء أوكرانيا بآلاف الأطنان من السلاح ليس لهزم روسيا بل لضمان تخريب أوكرانيا وهدمها تماما.. هذا بالإضافة إلى رغبة أطراف كثيرة ذات صلة بالساحة الأوكرانية المضطربة أن تجرّب أسلحة جديدة، وتختبر فاعلية أسلحة قديمة لكي تطمئن على فرصها في التعامل مع أي تحدٍّ عسكري يهدد أمنها. ورغبة أطراف أخرى التخلّص من ترسانتها القديمة والحصول على فرصة لتجربة الأسلحة في أرض المعركة للحكم على الجنوب ذات الصلة بالجدوى والفاعلية.

الغرب يعلم أن روسيا سوف تكسب الحرب بالنهاية ولو باستخدام أسلحة غير تقليدية تكتيكية كما يؤكد الخبراء، لكن ما يحتاجه أعداء روسيا والأمريكيون بالخصوص هو تحويل أوكرانيا إلى مستنقع وخاصرة ملتهبة تستنزف الثروات الروسية وتقضي على عوامل تفوّقها فتتحول تدريجيا إلى رجل مريض، أو دولة قابلة للانهيار.. وللحديث بقية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى