“توغي”….عبرة لكل من يحاول مقاومة الفساد في دولة “ليبيا فبراير”

“توغي”….عبرة لكل من يحاول مقاومة الفساد في دولة “ليبيا فبراير”

عدم الاعتداد أو تنفيذ أي قرارات أو مراسلات تخص وزيرة الثقافة مبروكة توغي، فحوى تعميم وجّهه وكيل وزارة الثقافة بحكومة الوحدة خيري الزايدي، لمدراء الإدارات والمكاتب بديون الوزارة، ومدراء مكاتب الثقافة بالبلديات.

وحدد الزايدي سقفا زمنيا للتعميم لحين صدور حكم في الاستشكال الصادر بحق حكم براءتها، حيث ورد في التعميم: بالاشارة إلى القرار الخاص بوجود استشكال في تنفيذ التكليف الخاص برجوع “مبروكة توغي” الموقوفة عن العمل من قبل النيابة العامة رقم 5053 بتاريخ 8 / 5 / 2022 الصادر من رئيس فرع ادارة القضايا طرابلس، واعمالاً بنص المادة 392 لقانون المرافعات.

حيث يطلب منكم عدم الاعتداد أو تنفيذ أي قرارات أو مراسلات تخص “مبروكة توغي عثمان” إلى حين صدور حكم في الاستشكال، ومن يخالف يتحمل المسؤولية القانونية.

يأتي ذلك رغم قرار رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة بإعادتها لمنصبها، حيث طالبها، خلال كتاب رسمي، بمباشرة عملها اعتبارا من 30 أبريل المنصرم، بعدما أوقفت بتهم فساد وحبس النائب العام لها في 29 ديسمبر الماضي، وتولى آنذاك وزير الدولة للشؤون الاقتصادية سلامة الغويل، تسيير أعمال الوزارة.

• حبس توغي

وفي 2 يناير الماضي، قرر النائب العام الصديق الصور، الإفراج عن توغي بعد حبسها لعدة أيام، روت لاحقا أنها تعرضت خلالها للتنكيل والإهانة والتنمر.

وفي 23 مارس الماضي، رفض وزير الدولة للشؤون الاقتصادية، المكلف بتسيير أ وزارة الثقافة “سلامة الغويل” تسليم مهامه للوزيرة “مبروكة توغي” بعد عودتها إلى العمل بمقر الوزارة.

وقالت المصادر، إن حالة من الاحتقان سادت بين حراس توغي والغويل بمقر الوزارة.

• كواليس الحبس والتنكيل

وكانت وزيرة الثقافة قد ذكرت، بعد الإفراج عنها، أنّها صُدمت باعتقالها وكان يجب أن تكون هناك إجراءات تتخذ مع الأشخاص الذين يتمتعون بحصانة من المحاكمة مثلها.

وقالت توغي، في مقابلة مع موقع “الجزيرة” الإنجليزية، أنّ سبب اعتقالها هو تقديمهما شكوى ضد وكيل الوزارة معمر الراندي في مكتب النائب العام، بعد أن هددها لمقاومتها للفساد الذي زعمت أنه يرتكبه، بحسب قولها.

وأوضحت توغي أنّ ظروف اعتقالها كانت عنصرية؛ «لأن من كادوا لها لم يتخيلو امرأة سوداء من الجنوب في موقع قيادي في هذا البلد، كما أنهم مارسوا ضغوطًا مماثلة على الوزير السابق المعين من نفس عرقها».

وأشارت توغي إلى أنها تعرضت للانتهاكات العنصرية على وسائل التواصل الاجتماعي، وحتى على وسائل الإعلام الرئيسية بعد اعتقالها، قائلة «لقد وصفوني بالعبدة، ووصفوني على قناة تلفزيونية وطنية بأنني نيجيرية وتشادية في محاولة لجعلني أقل مواطنة».

وقالت الوزيرة إنها كانت قلقلة على أطفالها أثناء الاعتقال بعد تهديدات الوكيل، مشيرة إلى أنّ «الوزراء السابقين لم يستطيعوا تحمل هذا القدر من الضغط، لكنها بقيت وقاومت؛ لذا وضعوها في السجن».

وأوضحت الوزيرة أنها لم تستطع بعد الإفراج عنها السفر إلى إسطنبول لرؤية زوجها المريض وأطفالها، أو السفر إلى سبها في جنوب ليبيا؛ لزيارة إخوتها والاحتفال بشهر رمضان معهم، بعد أن صادرت النيابة جواز سفرها على الرغم من دعم وزير العدل لها.

ولفتت توغي، إلى أن ما حدث لها جعل الكثير من الناس في مدينتها في الجنوب يغيرون ولاءاتهم، وقد يدعمون الآن الحكومة المكلفة من مجلس النواب .

 

Exit mobile version