محليمقالات

عبد المنعم اللموشي يكتب// مشروع مكنوسة العملاق الذي كنسته “الغربان”

عبد المنعم اللموشي يكتب// مشروع مكنوسة العملاق الذي كنسته “الغربان” 

 

بينما كانت محطات الفضاء، تلتقط صورها لكوكب الأرض، توقفت كاميرات رواد الفضاء كثيرا عند حلقات خضراء عملاقة تزين صدر الصحراء الليبية الكبرى..

إنه مشروع مكنوسة الزراعي الحيواني الذي يقع في وادي عتبة ق يبا من سبها على مساحة 5 الاف هكتار اي (50  مليون متر مربع) وبه عشرات الدوائر الخضراء الضخمة التي تنتج القمح والشعير وانواع اخرى من البقوليات والقصب وعلف الحيوانات…

بلغ انتاج هذا المشروع وحده الذي تم انشاؤه في سبعينيات القرن الماضي في أحد المواسم 18 الف طن من القمح أي 18 مليون كيلو جرام من القمح فضلا عن الانتاج المتحقق من الشعير والقصب وغيرها  كما ان الثروة الحيوانية بلغت اكثر من 15 الف رأس بين غنم وبقر وإبل…

إلى جانب هذا المشروع الضخم، كانت هناك عشرات المشاريع الزراعية والحيوانية الاستراتيجية التي توزعت في سلسلة منتظمة من شرق الجنوب الى غربه على مدى سنوات السبعينيات والثمانينيات مثل مشروع السرير والكفرة والدبوات وتهاله والاريل وبرجوج وايراون واللود والديسة تغطي مساحة تصل الى 60  الف هكتار أي (  600  مليون متر مربع) وتغطي اكثر من 50%  من احتياجات السوق المحلي من الحبوب والدقيق والحيوانات.

ان هذه المشاريع الخضراء العملاقة، قد توقفت وعطلت تماما بعد عام 2011 ، والتي مازالت تقاوم وتعمل فانها تعمل بأقل من 10%  من قدراتها الانتاجية.

لقد قام وزير الاقتصاد البائس، الذي عايش ذروة نمو وازدهار هذه المشاريع بزيارة خاطفة منذ قرابة سنة لهذه المشاريع رفقة صبيّه المسؤول على تنشيط الاستثمار، ووعد القائمين على تلك المشاريع بتنفيذ وتحقيق مطالبهم واعادة تلك المشاريع للحياة، لكنه نسيهم بمجرد مغادرته اياهم، لقد باع لهم الوهم كسراب يحسبه الظمآن ماء.

يقول بعض الليبيين، لقد كانت الكهرباء تنقطع في عهد النظام السابق ولكننا لم نكن نشعر بانقطاعها، ولم نكن مضطرين لشراء مولدات الكهرباء.

ويقولون أيضا لم يعمل النظام السابق على بناء قاعدة صناعية وزراعية للبلد ولكننا لم نكن نشعر بالجوع او بغلاء اسعار الدقيق وعلف الحيوانات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى