محليمقالات

محمد الأمين يكتب// استراتيجية المصالحة الوطنية: مشروع قول أم فعل؟ وما هي شروطه؟

محمد الأمين يكتب// استراتيجية المصالحة الوطنية: مشروع قول أم فعل؟ وما هي شروطه؟ 

 

المساعي الرامية إلى تعزيز العمل الجاري على مشروع المصالحة الوطنية الذي يعكف عليه المجلس الرئاسي، إيجابية في مجملها ،لكنها لا تحظى بالزخم الضروري لنجاحها ليس بسبب ضعف الاستعدادات فحسب، بل لأنه لا يجري التسويق لها على النحو المطلوب وكأنه يُخشى من تعميمها او تسويقها أو التعتيم عليها… فهذا المشروع موجه الى كافة ابناء ليبيا وليس إلى فئة أو لون سياسي أو مكون جهوي او اجتماعي مخصوص.. وهذه يفترض أنها نقطة قوة وليست نقطة ضعف. لكن يراد للمشروع لسبب أو لآخر أن يظل حكرا على المجلس الرئاسي أو بالأحرى يُراد أن ينشغل به المجلس الرئاسي عن ملفات أخرى تمس جوهر مهمته التنفيذية ضمن تكوين السلط المنبثقة عن جينيف. لا أفهم كيف يجري التقليل بمشروع من هذا القبيل رغم كونه يمس حياة الليبيين ومستقبل العلاقات بينهم، ويعالج تعقيدات ناشئة عن مرحلة خطيرة من تاريخهم..

يخشى الذين لا يريدون لهذا المشروع أن يتقدم كما يجب من اضمحلال التمييز وزوال الكراهية وذهاب الشحناء، ليس لمشكلة لهم مع هذه المعاني، بل لأنها سوف تؤيدي إلى نتيجة حاسمة لخلافات عديدة مكتومة في اروقة السلطة التنفيذية..فالحكومة التي يفترض أنها المؤتمنة على توفير ظروف النجاح لهذا المشروع تمارس العرقلة الممنهجة لمشروع مرتبط بالمصلحة الوطنية، ألا وهو الانتخابات.

لكن العجيب أن حتى منتقدي المسار، والمعارضين للحكومة او الحاسمين في مجلس النواب، لا يعلنون رفضهم للانتخابات ولا حتى تحفظهم عليها..لأن الانتخابات الوطنية هي الحلّ بأذهان الليبيين كافة وهي المشروع الوحيد الذي يمكن أن يتكامل مع مشروع المصالحة الوطنية، فما يجري عن الاجسام اليوم هو اما عرقلة لمشروع الانتخاب او بحث عن مخارج شخصية او استدعاء للخلافات كي يزيد من وتيرة وحدّة الاستقطاب وليتبخر حلم الليبيين في صندوق عادل وشفاف ومنضبط..

أما طريقة مقاومة المساعي التي تستهدف تخريب المصالحة الوطنية أو عرقلتها، فهي تبدأ أولا بتعبئة الليبيين، بضرورة الذهاب للانتخابات ثم على حكومة نأمل أن تكون لمصلحة العباد والبلاد.. أما المعرقلون والاقصائيون فهم للأسف متغلغلون في مفاصل الدولة ومهيمنين على موازين القوى الرئيسية، وفي الإدارة، بما يجعل من الضروري العمل على مسألة واحدة وهي ضمان الذهاب سريعا الى انتخابات تفاديا لتلاشي الزخم، فكلما طال الأمد ضعفت العزائم وعمّ الوهن وزاد ابتعادنا عن الهدف.

وللحديث بقية..

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى