محليمقالات

في زمن (المصايع) والوطن الضايع

بقلم عبد السلام سلامة

في زمن (المصايع) والوطن الضايع

[. 1. ]. …نحن شعب فيه ” دعوة ” أو هو يعاني من ” تابعة ” قوية الأمر سيان..
الدعوة يمكن ان نطلب من الله اللطف، ومن الشهيد معمر القدافي الصفح بلا مواربة وفوق فوق..
والتابعة محلها العجيلات، أما معركة الصّياع الليلة البارحة فقد شملتها بركات السفير الامريكي ( نورلاند ) وحسمها…
[. 2. ]. … ولأن ( المكتف مايحل روحه ) صلى بابا الفاتيكان ــ الله يرحم والديه ويكتر خيره ــ من أجل الليبيين ثلاث مرات ..
المرّة الأُولى سنة 2019 ، والثانية في شهر الربيع الماضي ، والثالثة منذ أربعة أيام ، في انتظار الرابعة ومابعد الرابعة لأن الذي يتلبسنا نحن الليبيون ( جن كافر ) لايستسلم بسهولة..
والصلاة من أجل .. والفزعة من أجل يأخذان نفس المعنى بعض الاحيان ، واليوم فزع السفير الامريكي لصالح رئيس مؤسسة النفط ويادار مادخلك شر ..
فزعة السفير الامريكي كشفت اكثر ان السفير يحب النفط حبا جما ، وصلاة البابا لأجلنا بينت ان قداسته يحب الليبيين لله في سبيل الله ، وهو مايستوجب رد المحبة بمثلها أو بأكثر منها عندما نصحو من غفلتنا ، ونتعافى من امراضنا النفسية…!
ورد محبة البابا بضعفها أجازها مولانا ( جلال الدين ) حين قال { يجوز الرباء في الحب ، فمن أعطاك حُبا رده ضعفين ) ، فلا تنسوا أن تردوا لقداسته محبته وقولوا له في الوقت المناسب ( فوق الحب نحبك أكثر )..والكفاح مستمر..
[. 3. ]. … المشكلة ، والغرابة ـ ياسيدي ـ ليست في صلاة البابا من أجلنا ، فهذا جانب إنساني ، ديني ، خيّر ، ولكن ـ ياسيدي ـ الفاتيكان الذي يدعو ( لنا ) وهو كما تعرفون مركز القيادة الروحية للكنيسة الكاثوليكية ــ تأسس فقط منذ 93 سنة ، أى في عهد ( موسيليني ) ، أما دار الإفتاء التي تدعو ( علينا ) فعمرها 127 سنة..
ياسيدي ، نحن أمام ( بابا ) حس بهمنا ، وصلى من أجلنا رغم مشاغله الكثيرة ، ولديه استعداد لصلوات آخرى من أجلنا كلما وجد فرصة ، يقابله ( مفتي ) يستبيح دمنا بفرصة وبدون فرصة ، وهذه لعمرك مشكلة كبييييييرة قد تدفع المؤلفة قلوبهم والذين في جدل لاينقطع الى الهروب من الجامع الى الكنيسة ، ويارب قو إيماننا وأسترنا..
[. 4. ]. … لكن ، ياقداسة ( البابا ) أتعبت نفسك ، وأتعبناك ” في جرتنا ” ..
ياقداسة البابا ، نحن شعب ظلم نفسه ، ونزع نعمته ، وضل طريقه ، فلا جدوى من الصلاة من أجله حتى يغير مابنفسه و ( ان الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم ) ، فلا تدعُ لهم ( فلم يزدهم دعائي إلا فرار ) ، ونسأل الله اللطف..
[. 5. ]. … وبعيدا عن ( عار ) البارح المخلوط برائحة النفط ، والذي هو انعكاس لحالة ركوب الرأس التي أدمناها منذ 11 سنة ، لماذا لانغير مابأنفسنا لنخرج من محنتنا القاسية بهذا الحد من الخسائر الثقيلة ؟
لماذا لانقدم تنازلات ضرورية لبعضنا بعض إذا اردنا ان ننفخ سويا في روح وطن يعاني سكرات الموت ؟
المرحلة ليست مرحلة { تطنيش } و ( نفسي عزيزة من جفاني جفيته ) ، بل من جفاني وصلته ، وقبلت جبينه ، واستجديته ان يعود مرة واثنين وثلاث حتي يعود ، و( على الله تعود ، على الله .. ياضايع في ديار الله )..
[. 6. ]. … إذا أردنا ان نسترد وطن ضاع من بين ايدينا ويتلاعب به الاجنبي يمينا وشمالا ، لابد ان نستخدم طاقة الحب بدل الحقد ، وان نُغلب ثقافة المصالحة بدل المشاحنة المستشرية بيننا ..!
يقول ( باولو كويلو ) وهو روائي برازيلي يثقن فن الرواية وليس كرة القدم ، ومن رواياته ” الخيميائي ” و ” احدى عشر دقيقة ” وغيرها الكثير والجميل ، يقول :
{ سوف يتغير التاريخ فقط إذا استطعنا استخدام طاقة الحب ، تماما كما نستخدم طاقة الريح ، والبحار ، والذرة } ، أو كما قال الشاعر الراحل المرحوم مظفر النواب { علمني وطني ان التاريخ البشري بدون الحب عويلا ونكاحا في الصحراء }.
[. 7. ]. … قال رسول الله ( ص ) { لاتدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولاتؤمنوا حتى تحابوا ……}
يعني بدون التحاب ، والحب لن ندخل الجنة ، ولن نستعيد وطن كان لنا جنّة واليوم يفترسه ( نورلاند ) واللبوة ( ستيفاني ) وينهشون لحمه كل يوم ونحن في الضغينة نغطس ونعوم ..!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى