أوراق

بقلم: عبد السلام سلامة

أوراق

[.  1.  ] ( تحاربت ربيعة  وتميم ـ قبل الإسلام ـ لمجرد أنهما جارتان، والماء غير كاف، والمرعى غير مُتّسع)

ويتحارب الليبيون منذ 11 عاما رغم أن الماء وفير، والخير كثير، والمرعى متسع لكن قلوبهم ضاقت “وأخلاق الرجال تضيق”، ومن أغاني كاظم الساهر المعبرة (ما بال بعض الناس أضحوا أبحرا … يخفون تحت الجلد حقد دفين”..!

فيا أيها الليبيون (إذا ضاقت الصدور فعليكم بالقبور) فإنها تذكركم بشهداء الليلة البارحة الذين قُتلوا بدم بارد…! ولا حول ولا قوة إلا بالله …

 

[.  2.  ] ( وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يُصلحون)، كان هذا على أيام النبي صالح عليه السلام، وتقول المصادر إن (التسعة) الذين حاولوا قتله بعد عقر ناقته هم:

{هرما، دعمي، دعيم، هريم، صواب، داب، مسطع، رياب، قدار بن سالف”، والله أعلم، ويقول شهود عيان إن “الرهط الطالح” الذين استهدفوا الأبرياء بالقتل العمد الليلة البارحة يحملون أسماء مشابهة للتسعة، لكنهم أكثر عددا وعدة.

 

[.  3.  ] ومن مجموعة السعيد الورقي “أبواب الجحيم “: (يا سيدة الأقمار السبعة، والبحار السبعة، أين أنا الآن، ضُعت بلا ثمن، وسقطت في بحر الظلام، استنجدت بكل حي، وبكل شيء، ولم يسمعني أحد، ومرّوا ولم يلتفتوا إليّ) .. انتهى النص.

 

[.  4.  ]  ويا طرابلس، يا سيدة البحر والنهر وعروسه التي لا تنطفئ وإن حاولوا عبثا… أيتها الشامخة على ضفة أعظم البحار رغم كل المصائب ..

أيتها الجميلة التي تغمس جدائلها في مياه أعظم الأنهار التي صنعتها إرادة الانسان قبل 38 عاما عندما كان الإنسان هنا حرا، وقبل أن يغرّ الشيطان ببعض أبنائه ويصير كل مغتر ومغرور (ظلوما جهولا)..

أيتها المدينة المكلومة، المهمومة، التي تتلقى التعازي منذ الليلة البارحة في آخر الراحلين قتلا من فلذات كبدها… حقك علينا يا ماما ..

لا تيأسي، ولا تُحبطي، ولا ترتبكي، ولا تسقطي على ركبتيك ..

تمالكي نفسك، اصبري، امشي على جمر الفراق رغم حرارته وأنت تودعين من سقطوا بالرصاص الطائش وغير الطائش، وتحت تأثير الحشيش الفائح في كل ربوعك..

أيتها العزيزة، ستنهضين ولو بعد حين، رغم الخطب الجلل..

نعم، وشرفك ستنهضين، وتعانقين المجد من جديد فليس على الله بعيد..

لستِ وحدك، ولستِ أول المبتلين ولا آخرهم، فقبلك بغداد عانت وابتليت ولا زالت تقاوم الابتلاء..

وآآه يا بغداد، ستجتازين أنتِ أيضا محنتك القاسية ..

يا بغداد يا مسقط رأس الشهداء الثلاثة الذين أرتقوا في مثل هذا اليوم 22ـ7ـ2003 …

 

[.  5.  ].  … ويا أيها الشهداء الثـــــــــلاثة…

يا قُصـــي ، ويا عُــــدي ، ويا مصطفـــى يا أين الأربعة عشر ربيعا، أيها الغض الطري ..

ســــــلام عليكم في ذكرى استشهادكم، ذكرى عرسكم الكبير، الذي أغاض الاعداء،،

ســلام عليكم وقد واجهتم بصدوركم العارية وارادتكم الصادقة، وعزيمتكم القوية وفي منازلة تاريخية 200 جندي أمريكي،  جباء مدججين بأحدث الأسلحة ومع هذا وقفوا أمامكم مرعوبين، مذعورين …

ســـلام للموصل التي أرتوت في مثل هذا اليوم بدمائكم الزكية الطاهرة ومنذ ذلك الحين وأديمها يعبق بدماء ورائحة أجسادكم…

هنيئا لكم وأنتم تتربعون في سجل المبشرين بالجنة، الخالدين فيها..

ســـــلام عليكم يا شهداء العراق العظيم وسادته… سيذكركم التاريخ (أناء الليل وأطراف النهار)…

Exit mobile version